alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

«الدولة الإسلامية» بين مشروع النهضة والاستخبارات (1-2)

07 يناير 2016 , 01:19ص

في هذا المقال والمقال المقبل سأطرح مبحثاً حول كيفية تأسيس «الدولة الإسلامية» ضمن فكر استخباراتي دولي، وفكرة «الخلافة الإسلامية» كنبوءة، وموقف مشاريع النهضة المتفرقة من مشروع نهضوي متكامل يمثل دولة الخلافة المطلوبة. بداية: عندما أُعلنت الدولة الإسلامية في العراق والشام، اهتز العالم الإسلامي فرحاً وبهجة، وبايع من بايع وكانت بيعة كل حسب استطاعته، بيده أو بلسانه أو بقلبه، والسواد الأعظم من الأمة بايع بأضعف الإيمان، بقلبه. والحقيقة أن الكثير من المسلمين لديهم ذاكرة الذباب إن صح التشبيه من فرط ضعفها، ففي بدايات الألفية الثانية، وتحديداً بعد احتلال أميركا للعراق، أُعْلِنَ تنظيم له أهداف شبيهة بتلك التي تدعو لها «الدولة المشار إليها أعلاه» واسمه «التوحيد والجهاد» ثم صار «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» بعد بيعته لابن لادن، ثم وبعد بدء الكفاح المسلح لثوار سوريا ضد النظام البعثي الحاكم أعلنت ذات المجموعة مع بعض التغيير في القيادات وأسلوب العمل «الدولة الإسلامية في العراق والشام». مرة أخرى: الدولة الإسلامية مصطلح مغرٍ لأي مسلم يتطلع لمحو حدود (سايكس - بيكو) التي خطها الاستعمار لتقسيم ديار الإسلام، ولصياغة ثقافة المسلمين على أسس التغريب والعلمانية، والابتعاد عن المدنية والدينية. بالتوازي مع إصابة الدولة العثمانية بالمرض، وكثرة السكاكين التي غُرزت في قلب الجمل عندما سقط، لم يعد بالإمكان حماية فكرة الدولة الإسلامية أو فكر الشعوب المسلمة من الاحتلال الذي أعدت له الكنيسة بتجنيد أمراء وملوك أوروبا، وتعبئة الشعوب بتأجيج العاطفة الدينية والزج بمظلومية الخلاص التي يؤمنون بها والتذكير بمعاناة المسيح، وقد نجحوا في ذلك. فالخطاب العاطفي هو الأوحد الذي من شأنه دفع الجماهير إلى هوة مجهولة أو فوهات مليئة بالبارود. سقطت الخلافة، وقامت دولة إسلامية في العراق والشام انضم لها من انضم سواء غضباً أو خوفاً أو قناعة أو تورطاً، تعددت الأسباب والبيعة واحدة. والنتيجة: دولة شبح، ما لها من الإسلام إلا قرصنة اسمه، وموتى من المسلمين في رقبة تلك الدولة يتنافسون في العدد مع من قتلتهم الحرب الصليبية. فهل نستطيع أن نقول: هذه هي الدولة الإسلامية؟ الخلافة الإسلامية: الخلافة الإسلامية كما جاءت في النبوءة «ثم تعود خلافة على منهاج النبوة» قضية فقهية تتطلب علما في السياسة الشرعية وعلى رأسه الإلمام بفقه النوازل، ومن يعمل في هذا المجال يعرف أن عودة الخلافة إيمان بالعمل في سبيل الفكرة، وليس بالضرورة أن يرى النتائج في حياته. والفرق بالطبع كبير بين الطغاة والدعاة، الداعية للخلافة يجب أن يكون هو خليفة الله في الأرض، يطبق مفهوم الاستخلاف والبناء والتعمير لها، جسداً وعقلاً وروحاً والقلب مطمئن لما يسير إليه أنه هدى وصراط مستقيم، بينما الطغاة وإن كانوا مسلمين ويقولون: إننا نسعى لإعادة الخلافة الإسلامية، وهم جماعات موجودة في التاريخ الإسلامي وأولهم من خرج على الإمام علي بن أبي طالب، فليسوا من إرهاصات «خلافة على منهاج النبوة» ولا حتى قريبا منها. الجماعات الجهادية شيء، والجماعات السياسية شيء مختلف، الخلافة تتطلب علما بالسياسة الشرعية التي بناء عليها يُعْلَنُ حكْمٌ يطبق الشريعة الإسلامية، وإمارة بالشورى والتراضي والقبول لا بالتهديد والوعيد وتعليق المشانق في الشوارع للسكان وترويع الآمنين وصلب الأطفال عقوبة على تدخين السجائر وقطع الرؤوس بادعاء مفارقة الجماعة وعدم المبايعة للأمير الذي لا يعرفونه. الخلافة الإسلامية التي جاءت في النبوءة آتية لا ريب، ولكنها ليست دولة البغدادي لا ريب أيضاً. •  @kholoudalkhames

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...