عدد المقالات 170
أفقنا صباح يوم أمس على خبر سحب السعودية والبحرين والإمارات لسفرائها من قطر. ملحق ببيان مسبب لهذا السلوك الدبلوماسي العنيف من نوعه على دول مجلس التعاون. قابله بعد ساعات بيان من قطر بأنها لن تتعامل بالمثل وأن الاختلاف في المواقف بينها وبين الدول الثلاث على مواقف مع دول خارج منظومة مجلس التعاون. وهو تصرف متزن على المستوى السياسي يسعى لتهدئة الأجواء ويبتعد عن التصعيد ونهج ردود الأفعال. وفي الوقت ذاته لا يتنازل عن سيادة قطر كدولة مستقلة. أو يقبل الإملاءات على قراراتها ومواقفها. اتهم البيان الملحق بسحب السفراء الدوحة بعدم تطبيق اتفاق الرياض 23 نوفمبر الماضي. الذي نص على وقف دعم «الإعلام المعادي». وهنا إشارة إلى قناة الجزيرة. تلك التي ساندت حركات الشعوب التحررية من الطغيان بالنقل الإعلامي المباشر وهو ما اُعتبر إعلاماً معادياً! معادياً لمن؟! أيضاً الاتهام بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء لمجلس التعاون وكل من يهدد أمن واستقرارها من منظمات أو أفراد عن طريق العمل الأمني أو السياسي. ولا نعرف كيف تدخلت قطر بالشؤون الداخلية للدول الأعضاء في مجلس التعاون. ولكن يبدو أن المقصود وقوف قطر سياسياً ضد الانقلاب العسكري الدموي في مصر. بينما لم يعتبر تدخل «غيرها» بدعم الانقلاب العلني تدخلاً في الشؤون الداخلية. أما الملف السوري فكلنا يعرف متى تشرذمت المعارضة التي تقاتل ضد النظام ومتى بثت الفتنة بين فصائل المجاهدين. المضحك في البيان أنه ذكر أن قطر تعرقل مسيرة مجلس التعاون الذي تعول عليه شعوب تلك الدول الأعضاء آمالا وأحلاما كبيرة! من قال لهم يتحدثون باسم الشعوب؟ ومن قال الشعوب تعول على مجلس لم يحقق أي إنجاز يذكر في ثلاثة عقود؟ ولما أفاق قرر التآمر عليها باتفاقية أمنية مهمتها حماية أمن عائلات لا شعوب؟! لننسى قليلاً تلك التجاذبات في لعبة الشطرنج السياسي. وهي ليست فناً يجيده الجميع. ونذهب للحقيقة خلف ما يحدث من محاولة لعزل قطر سياسياً في مجلس التعاون واعتبارها محلِّق خارج السرب ومغرد نشاز! الكويت مرّت بهذا من قبل. استقلالية القرار. وما زالت تعاني من نظرة البعض لها بأنها «تدلل» الشعب الكويتي ولا تعطيه «العين الحمراء» وكم حُرِّض ضده؛ وذلك لأنها ذات تجربة ديمقراطية قلقوا من مطالبة شعوبهم فيها فنقموا على الكويت. ولكن أسلوب الإدارة الخارجية وسياسة عدم الانحياز والدور الإصلاحي الذي تقوم به بين الدول وعمقها الدبلوماسي. فرضوا هيبتها واحترامها والتفاف الشعب حول القيادة حصن استقلال قراراتها مواقفها فهي لا تكون دستورية إلا بعد موافقة البرلمان. كذلك قطر اليوم تواجه محاولة لفرض شذب أجنحتها لئلا تحلق فوق سحب التغيير. وللهيمنة على القرار القطري ليكون تابعاً لا رائداً. بعد أن برزت قيادتها خلال الثورات العربية. المعركة ستكون مؤلمة، ولكن أظنها ستنتهي بانفراج لأزمة المنطقة كلها. نعم أرى الكثير من الأمل في عنق الزجاجة هذا. بأن بعده ستتحسن الأمور سياسياً لمصلحة منطقة الخليج وشعوبها ومن فهم سنن الله في الأرض وخضع لها. أما من أبى فسيأخذه طوفان التغيير الجارف لا ريب. الواقع الذي لا تريد بعض أنظمة الخليج فهمه أو تصد عنه تعمداً أن الجغرافيا والتاريخ في الكرة الأرضية قاطبة يتشكلان من جديد. وتجمعنا الصغير المسمى بـ «الخليج» جزء منه بشعوبه وهي من حزمة أهل الأرض الذين يغيرون ويتغيرون. يتأثرون بما يحيط بهم. وعجزت وستعجز أي قوة كانت أو قمع أو ترهيب بوقف السيل الهادر باتجاه «حكم الإسلام السياسي» لأنه اختيار الشعوب. وبإثبات صناديقهم الديمقراطية. تلك التي أرادوها لهم عوناً فصارت عليهم هزيمة ونصراً لفطرة شعوب العالم الإسلامي المحافظ بطبعه الذي يميل لكفة حكم الشرع وإن لم يكتمل تطبيقه. على حكم غير الله وإن كان براقاً في ظاهره. الخليج يجب أن يكون محضن الإسلام والدعوة في العالم. اختص الله أرض الجزيرة العربية مهبطاً للوحي وبقعة لأول دولة في الإسلام. هو ذاته حاربت بعض أنظمته كل إسلام سياسي مُكِّن له الحكم بأعذار عدة. والحقيقة أن القلق بعيد عن نقطة إثارته وكما يعلم الجميع «كلنا نتحدث حول المعضلة ولا أحد يجرؤ على الاقتراب من تسميتها خوفاً على نفسه من بطش متوقع»! يا سادة. الأمة تتمخض وما الميلاد إلا قريب. فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...