


عدد المقالات 133
منذ فترة سألني مالك إحدى القنوات الفضائية الخاصة عن برنامج تقدمه قناته حول الحوار بين السنة والشيعة، فقلت له لن أجيبك ولكن سأذهب إلى التراث العربي لعلك تجد فيه بعض إجابتي؛ إذ تذكر كتب التراث أن الأديب الأصمعي اختلف يوما مع زوجته، فقال لها: ما رأيك بأن نأتي بمن يصلح بيننا؟ فقالت له: أنت رجل وتعرف الرجال، فأشار عليها بدعوة جارٍ لهم ليصلح بينهما، وحين جاء الجار جلس بين الأصمعي وزوجته ثم التفت إليها قائلا: اعلمي يا امرأة أني صحبت زوجك هذا دهرا، فما وجدته إلا شحيحا بذيئا غضوبا ناكرا للجميل سيئ الخلق لكنه زوجك فاصبري عليه!!، فالتفت إليه الأصمعي قائلا: قاتلك الله لقد أريتها من عيوبي في هذه الساعة ما لم تره خلال عشرين سنة!! فقلت لصاحب القناة إن برنامجك عمل كعمل صاحب الأصمعي، فقد أرانا من عيوب السنة والشيعة ما لم نره خلال ألف وأربع مئة عام، لقد ذهب المشاركون في الحوار لينقبوا في بطون الكتب عن مثالب السنة والشيعة وأسمعتنا سبا وشتما لم نسمعه خلال حياتنا، فهل تحقق هدفك في جمع الطرفين أم اتسعت الشقة بينهما؟!! كانت هذه الصورة حاضرة في ذهني عندما حضرت للدوحة للمشاركة في الندوة التي أقامها منتدى العلاقات العربية والدولية في الدوحة أواخر الأسبوع الماضي عن «دورالتنوع المذهبي في مستقبل منطقة الخليج العربي» التي حضرها نخبة من علماء الدين يمثلون مختلف المذاهب السائدة في الخليج العربي من السنة والشيعة والأباضية إلى جانب عدد من المفكرين والباحثين، ونظرا لحساسية الحوار في هذه المسألة وخاصة في الفترة الزمنية الحاضرة فقد كان المتوقع أن تشتبك الأطراف في صراخ ونزاع مذهبي وفكري، أو أن تعتمد لغة «الدبلوماسية» في حوارها، لكن سير الندوة أشار إلى أن المشاركين كانوا يشعرون بأهمية الولوج في هذا الحقل من البحث رغم تشابك المسائل فيه؛ إذ لا ينبغي للمثقف والباحث والمهتم بالشأن العام أن يتهرب من مسؤولياته تجاه أهله وووطنه بالسكوت عن مناقشة هذه القضايا؛ لأن ذلك لن يحلها بل ربما زاد من تغولها في الحياة، لكن الندوة استطاعت أن تعلق الجرس، منبهة إلى أن «العصف المذهبي» في المنطقة سيعرضها لصراع اجتماعي وسياسي لا يعرف أحد مداه ولا نتائجه، وسيفتح الأوطان على مصراعيها لتمرير مشروعات إقليمية ودولية عدة، وقد بدا ذلك واضحا من خلال سير أعمال الندوة فحين كان الحوار يقترب من الشأن السياسي فإن التماس يكون قويا ومفرقا لكنه يعود إلى طبيعته حين يكون الحوار عن الوطن والمواطنة والحقوق والواجبات، لقد تحدث المشاركون عن عجز كل طرف عن إلغاء الآخر فحق العيش والحياة الكريمة ليست ملكا لطائفة دون طائفة أو جماعة دون غيرها بل هو حق مكتسب للجميع، كما تحدثوا عن أن أبناء الحاضر لا يستطيعون إلغاء التاريخ بما فيه من أحداث لكنهم يستطيعون أن يصنعوا المستقبل إن هم أرادوا استقرارا لأوطانهم وعيشا كريما لأجيالهم، تحدثوا عن الولاء الديني والطائفي والوطني وعدم التفريق بينهما حتى لا يكون ذلك مدخلا لمشكلات مجتمعية وسياسية إلى المنطقة، كما تحدثوا عن تحصين الجبهة الداخلية للأوطان؛ إذ «لا يستطيع أحد أن يدخل بيتك ما دامت نوافذ بيتك محكمة الإغلاق»!! كما قال «غاندي» زعيم الهند، كما تحدثوا عن دور النخبة من علماء الدين والمثقفين في تفكيك الاحتقان الطائفي الذي يموج في المنطقة؛ إذ لا يعقل أن يقف هؤلاء يتفرجون على أوطانهم «تحترق» ولا يحركون ساكنا، ورغم أن الحوار في الندوة كان حوارا فكريا، فإن الشأن السياسي لم يكن غائبا عنه، فقد كانت البحرين حاضرة بأشخاصها وأحداثها، وكاد الحوار يتحول أحيانا إلى شأن سياسي بحريني بحضور رموز من كلا الطرفين، إلا أن الحوار الصريح والمكاشفة من كلا الطرفين أوضحت أن هناك شقة بين أبناء هذا الشعب الذي لا تكفي جهود أبنائه وحدهم لرتق ما حدث بينهم، وأن من واجب أشقائهم في الخليج العربي أن يكون لهم دور إيجابي فاعل؛ إذ لا يستطيع البحرينيون أن يلغي أحدهم الآخر، كما لا يستطيع أحد منهم أن يزعم أنه صاحب الحق الأوحد في الزمان والمكان، ولذا فليس أمامهم إلا أن يتصارحوا ليتعايشوا، وتلك حالة لا تخص البحرين وحدها بل حالة كل منطقة أو دولة وُجد فيها تنوع طائفي؛ إذ أثبتت الأحداث أنه في غيبة الحوار والمصارحة فإن الأبواب تنفتح أمام الفتن والصراع والاحتراب الأهلي وقد كانت الندوة فرصة لوضع البحرينيين أمام بعضهم البعض خاصة بحضور رموز قيادية بحرينية من كلا الطائفتين كالشيخ عبداللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية والشيخ علي سلمان رئيس جمعية الوفاق الإسلامية، وإذا كانت السياسة حاضرة في الندوة فإن الإعلام لم يكن غائبا كذلك فقد اتجهت معظم الآراء للدور السلبي للإعلام التقليدي ولشبكات التواصل الاجتماعي في تأجيج حالة الصراع الطائفي؛ إذ استغلت كل الطوائف هذه الوسيلة لا للتعريف بنفسها، بل للنيل من الطوائف الأخرى وإثارة الأحقاد الحاضرة والتاريخية، وبث روح الكراهية بين أفراد المجتمع في وقت عجز فيه الإعلام الرسمي عن معالجة مثل هذه الحالات بل ربما كان له دور في تأجيجها، لقد كانت الندوة فرصة ليجلس «المختلفون والمتفقون» وجها لوجه بعد أن كانوا يجلسون بين أتباعهم أو خلف شاشات التلفزيون أو يسطروا آراءهم، لكن الندوة دفعتهم ليطرحوا مشكلاتهم وليشيروا أن خلافا امتد لقرون طويلة لا يمكن حله في ندوة أو برنامج تلفزيوني أو كتاب أو مقال، وأنه خلال هذه السنوات الطوال لم يتمكن أحدهم أن «يكتسح» الآخر، ولذا فليس أمامهم إلا أن يعوا خطورة صراعهم على أوطانهم ومجتمعاتهم ومنطقتهم، وأنه آن لهم أن يتوقفوا عن الصراخ بـ «نواصف أو روافض»!!
هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...
يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...
تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...
تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...
ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...
سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...
بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...
«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...
بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...
أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...
شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...
تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...