في يوم الجائزة نطمع بالجائزة

اليوم تتجه الأنظار في كل بقاع العالم إلى أطهر بقعة فيه، إلى عرفات الله الذي تتجلى فيه الأرواح الإيمانية، ولم لا والرب الكريم ينزل فيه إلى السماء الدنيا يتباهى فيه بهذه الحشود من القلوب المؤمنة التي جاءت غُبرا ترجو رحمة الله وغفرانه بعد أن استجابت لدعوته بسم الله الرحمن الرحيم «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق» صدق الله العظيم. فتتسامى رحمته بقوله سبحانه إنى قد غفرت لهم. فيا رب اجعلنا ممن غفرت له وعفوت عنه وقبلت توبته أنا ومن توجه لك يا رب بالدعاء خاضعا مستسلما لعظمتك واكتب لنا ولمن لم يشهد الموقف العظيم أن يكون هناك في العام القادم يزور بيتك ويزور قبر نبيك المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام! وأسعدنا يا رب في العيد الكبير عيد الأضحية والفداء وأسعد معنا قيادتنا وأهل وطننا وأمتنا الإسلامية والمسلمين في كل بقاع الأرض من الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وكل عام وأنتم بخير. ولا وجه للمقارنة بين عظمة هذا اليوم وتوجه الجميع إلى البقعة الطاهرة وبين توجه أبناء وطننا وخليجنا وأمتنا العربية نحو الغرب الذي يلتقي فيه أبناء الزعيم الكروي بأبناء هونداي في نهائي كأس الأندية الآسيوية الأبطال بعد أن نزع الفريقان بطاقة التأهل لهذا النهائي طمعا وأملا في احتضان الكأس الغالية والتواجد مع الستة الكبار في بطولة العالم للأندية هناك في اليابان. نعم قلوبنا معك اليوم يا زعيم وأيدينا مرفوعة هذا اليوم تضرعا إلى الله سبحانه وتعالى أن يكمل مشواركم بإسعاد هذه الأمة باحتضان كأس آسيا ليكون عيدنا غدا عيدين عيد الحج الأكبر الذي يتكرر كل عام وأعوام أخرى وعيد الظفر باللقب الذي احتضناه منذ ما يقرب من اثنين وعشرين عاما ليعوضنا نحن الذين شربنا المر منذ ذهبية الأسياد. وفي هذا المقام وقبل ساعات من دخولكم المعمعة أناشدكم أبناء الزعيم بنسيان ما فات أو تناسيه حتى تكونوا في أعلى درجة من التركيز وهو المطلوب اليوم خاصة أن الخوف من عدم اكتمال الصفوف بعد اعتداءات سامسونغ قد زال فأكمل الاتحاد الآسيوي قوتكم التي لا أعتقد أنها خارت بعدما شاهدناه منكم في مباراة الذهاب أمام نفس الفريق وتأهلتم في غياب الموقوفين. وعليكم أن تدركوا أن سامسونغ أقل من هونداي لأن الرغبة هنا تختلف فقد كنتم منذ وصولكم للدور الربع النهائي تتطلعون للقب وبالمثل الفريق الآخر الذي يرى اللقب تحت قدميه لذا سيعض عليه بالنواجذ وسيقاتل عليه طوال دقائق المباراة مهما طالت مستمدا قوته من عشرات الآلاف التي ستؤازره وتشجعه حتى النهاية والتي أرى مثلها في قلب وصدر كل فرد من أبناء الزعيم. إن مفتاح الفوز هو التعامل مع الخصم بالمثل فهونداي سيحترمكم وسيحترم رغبتكم في اللقب لذا عليكم احترامه من خلال التوظيف الجيد للفريق والالتزام بأداء الواجب الدفاعي والهجومي من كل الخطوط لإثبات الحقيقة التي تقول بأن الدفاع خير وسيلة للهجوم والعكس إلى جانب الانضباط في أداء واجبات كل مركز من حارس المرمى إلى رأس الحربة. وعليكم أن تكونوا على يقين بأن المباراة كما قلت سابقا 5400 ثانية وقد تزيد وأن الهدف يأتي في ثانية لذا فلا تتسرعوا لتسجيل هدف ولا تيأسوا إذا ما منيتم بهدف وعليكم بسرعة الأداء والسرعة غير التسرع إلى جانب التحلي بالهدوء فقد لا تنسى الجماهير الكورية الأحداث السابقة ولن تنسى أيضا أنكم وراء استبعاد فريقهم من النهائي وحرمانهم من وجود فريقين كوريين في هذا النهائي فيضمنون الفوز بالكأس والتواجد في اليابان. لن أطيل كثيرا في هذا الموضوع فلطالما أطلنا وكررنا لكن يبقى التضرع إلى الله في هذا اليوم المبارك والدعاء لكم بسلامة العودة حاملين الكأس الآسيوية لتجاوروه مع كأس عام 1989 والله الموفق.