alsharq

هند المهندي

عدد المقالات 1

خالد مفتاح 04 أكتوبر 2025
سفر عظيم
مريم ياسين الحمادي 04 أكتوبر 2025
المعلم صانع الأثر
ناصر المحمدي 06 أكتوبر 2025
كتارا.. نافذة الأدب العربي نحو العالم

المعلّم.. هيبة العلم ومقام التربية

05 أكتوبر 2025 , 10:05م

أولت دولة قطر التعليم جل اهتمامها لإيمانها بأن الاستثمار في الإنسان هو ركيزة البنية التحتية للمجتمع لذلك أنشأت المدارس وأرقى الجامعات لتخريج كوادر قادرة على بناء قطر الغد والأهم أن قطر من الدول الرائدة التي تنفق موازنات ضخمة على تحديث التعليم وعلى الاستثمار في التعليم ويوم المعلم في قطر هو عرفان وتقدير وامتنان واعتراف بكل جهوده وعلينا جميعا أن تقف له تكريما ونستهلم من خبراته الدروس. في تاريخ المجتمعات الخليجية، يظلّ المعلّم القديم الذي كان يُعرف بـ”المطوّع” – رمزًا للوقار والحكمة، وصورةً حيّةً للتربية قبل التعليم. لم يكن المعلّم في ذلك الزمن مجرّد ناقلٍ للمعرفة، بل كان مربّيًا للنفوس، وصانعًا للأخلاق، وركنًا من أركان الفريج الذي يُعتمد عليه في تهذيب الصغار وتوجيههم نحو الصلاح. كان أهل الفريج يسلّمون أبناءهم للمطوّع وهم مطمئنون، يعلمون أنه لن يعلّمهم الحروف فقط، بل سيغرس فيهم الأدب، ويهذّب سلوكهم، ويعلّمهم مخافة الله. كان يُنظر إليه كأبٍ ثانٍ، له سلطة تربوية تفوق سلطة البيت أحيانًا، وكلمته لا تُردّ، لا من صغير ولا من كبير. في الكتاتيب، كان الصبي يجلس، منصتًا، لا يرفع صوته ولا يسبق أقرانه في الكلام. يتعلّم القرآن، والكتابة، والحساب، لكن الأهم من ذلك، يتعلّم الصبر، والانضباط، والاحترام. كانت الكتاتيب مدارس حياة، لا تُخرّج متعلمين فقط، بل تُخرّج رجالًا. إذا مرّ المعلّم في السوق أو المجلس، وقف له الجميع إجلالًا. كان حضوره يبعث في النفوس وقارًا خاصًا، فهو حامل القرآن، ومربّي الأجيال، وصاحب الكلمة المسموعة. لم يكن بحاجة إلى صراخ أو تهديد، فمجرد نظرته كانت كافية لتأديب من أخطأ. اليوم، تغيّرت صورة التعليم، وتبدّلت أدواته، لكن بقيت الحاجة إلى المعلّم الذي يربّي قبل أن يدرّس. فاليوم نحتاج إلى استعادة روح المطوّع، الذي كان يعلّم بالحكمة، ويؤدّب بالمحبة، ويزرع في القلوب نور العلم ومهابة الأدب. @Almohannadihend