alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

العدالة بـ «عدل»!

04 يونيو 2014 , 12:00ص

اعتاد البشر على الإدلاء بالرأي في كل صغيرة وكبيرة. يعتبرون ذلك من باب حرية إظهار الرأي، وإثبات للثقافة العامة، ولطرق أجراس التنبيه وإثبات الوجود. أو كما يصفون هذا السلوك: «نحن هنا» وبالتأكيد هناك أسباب كثيرة أخرى يمكنكم إضافتها بناءً على خبراتكم الشخصية. بينما أنا أميل للسبب الأخير كدافع رئيس في «الحِشَريّة» التي يمارسها الناس بدس الأنوف في كل شاردة وواردة. والفضول «التعبيري» بمواضيع لا تعنيهم وقد يكون فيها تناول لأشخاص لا يعرفونهم أيضاً، ولكنها عادة وما أبشعها من عادة تمارسها المجتمعات الفارغة القليلة الإنتاج لتحمل الدولة مسؤولية قعودها عن العمل النافع، وتبرر لذاتها الفشل وتراجع المجتمع عن التطور. لنبحر معاً في هذه المعضلة، وأعتبرها معضلة لأن نتائجها سلبية على الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة. فالمجتمعات تنقسم إلى طبقات في الثقافة والعلم. المستوى الاجتماعي والاقتصادي. ونسبة التأثر بالدين. الطبقية أمر بديهي ولكن «السلوك والموقف» الطبقي هو المذموم. والموقف الطبقي (attitude) هو التصرف الذي يقوم به الفرد ومن ثم تنشأ عليه الأسرة فتتبرمج عليه العائلة. بالتعامل على أساس الانتماء للطبقة الرفيعة، وبالطبع الطبقات المتدنية لا تمارس هذا الموقف لأنه محل كِبر وتفاخر ولا يفعله إلا الأغنياء ورفيعو المستوى الاجتماعي. وكذلك ينعكس نظام إدارة الدولة من دكتاتورية قمعية وحكم فردي إلى شورى ومشاركة شعبية على الموقف الطبقي باختلاف أنواع الطبقية، وتقل أو تضيق المساحة بين الطبقات كلما اتسعت رقعة العدالة وكان تنفيذها على القوي قبل الضعيف. وأعني بضيق المساحة بين الطبقات هنا في التعامل العام للدولة مع الجميع على قدر سواء بحكم القانون، ولا أقصد إلغاءها لأن وجود الطبقات سنة إلهية لا يمكن إنكارها أو التدخل في تغييرها كالنَّسب ودرجة الغنى والفقر والوجاهة الاجتماعية وغيرهم؛ فتلك مقدرات من مالك الملك. وكذلك تزيد المساحة بين الطبقات، أي يزيد الفقير فقراً والغني غنى والجاهل جهلاً والمتعلم تعليماً. وهكذا... أقول: تزيد الهوة بين الطبقات كلما تقلصت العدالة وطُبقت انتقائياً. وأستثني من العقوبة الوجيه وسُلط السوط على الأشعث الأغبر ودفع عن أبواب العدالة. هنا تبدأ المجتمعات بالسقوط وتكون في طريقها للانهيار والدلائل من التاريخ كثيرة. شهدت المجتمعات والدول السابقة منذ الخليقة كافة أنواع التغيير الطبقي وكان لكل منها سلوك أو «موقف طبقي» مختلف الذي ميزها نسبة إرساء العدالة الاجتماعية «بعدل». إرساء العدالة «بعدل» هي ضالة أنظمة الحكم والمجتمعات الإسلامية حالياً، فلن ننكر وجود العدالة أو بعضها، ولكن تنفيذها بمزاجية حسب «مَن» سوف تُنفّذ عليه هو ما يؤثر على مجراها؛ لذلك نحن كأفراد نحتاج لوقفة مع أنفسنا للتعامل بقيمة العدالة مع أنفسنا أولاً ولا نظلمها وننتقي في نصرتها. وقِس على الأسرة والعائلة والمجتمع والدولة والعالم. أنا وأنت سبب في فساد النظام القضائي والمالي والإداري. نحن لم نعمل على إنصاف أنفسنا إلا بناءً على هوى، وغالباً نبخسها ونتركها بلا رقيب وحسيب ذاتي لتهلك. أوليس ظلم النفس من أعظم الظلم عند الله؟ إذاً لنتخذ هذه القيمة منطلقاً. لنعدل معنا وينتقل هذا الموقف من تطبيق العدالة للأبناء والأسرة ووو.. وهكذا نكون أنا وأنت أحدثنا التغيير في الكرة الأرضية لأننا طبقنا آية واحدة في القرآن الكريم (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فتخيل لو طبقت البقية من كتاب الله فماذا سيحدث في الكون من إنجاز أنت سببه؟ فقد تخيل. أعلم أيها الأفاضل أن المقال قد يكون مربكاً لتعدد المصطلحات والتعريفات، ولكننا يجب أن نتعلم كيف نسمي الأشياء بأسمائها حتى لا نتوه في قضية أسأنا إطلاق المفردات الصحيحة لوصفها ونخسرها، وكان بإمكاننا بقليل من الجهد المعرفي أن نحقق نصراً.

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...