ما عدا الإنجليز.. ليس هناك ما يثير!

علينا أن نعترف أن كرة القدم الحقيقة تتواجد الآن في الدوري الإنجليزي، وما سواها مجرد منافسات تحضر خلالها الإثارة أحيانا وتغيب أزمانا. المنافسات في إنجلترا وعبر الدوري الممتاز، ليست مجرد مباراة كرة قدم لتحصيل نقاط، بل إمتاع حقيقي يأخذك بعيدا منذ الدقيقة الأولى وحتى نهاية المباراة، وهنا الأمر ليس مقتصرا على فرق معينة من تلك التي نسميها النخبة كما هي فرق المانشسترين السيتي واليونايتد وتشيلسي وليفربول وأرسنال، بل إن الأمر شامل للجميع، حتى إن ليس بمقدور أحد أن يتوقع نتيجة أي مباراة قبل انطلاقتها. نقول مثل ذلك ونحن نحسب أن هناك أفضليات لدى الفرق الخمسة المذكورة من حيث قيمة اللاعبين المالية وحظوتهم مهاريا على غيرهم.. لكن هذا لا يمنع أن القتالية الأدائية الإنجليزية لدى الفرق جميعا بإمكانها أن تقلب الطاولة في أي وقت، وسيطول الحديث إذا ما استعرضنا ذك خلال الجولات الأربع الماضية. قوة التنافس التي تعبر عن أداء مثالي رائع لا تجد فيه استسلاما ولا تراخيا من أي فريق حتى لو كان متأخرا بنتيجة يصعب تعويضها، لكن لدى الإنجليز مفهوما خاصا يؤكد أن على كرة القدم أن تظل مثيرة «من البداية إلى النهاية».. وحسبي أن ذلك هو ما جعلها تحظى بالمرتبة الأولى عالميا من حيث المشاهدة والمتابعة لوقائعها وأحداثها. قد يحتج متابع بأن لدى الإسبان والإيطاليين ما يدعو إلى المتابعة، ولن نبخس أحدا حقه في ذلك، لكن هل ينكرون أن تباين العطاء بين الفرق خلال المباريات حاضر، وأن قوة التنافس بمحددة بفرق معينة، بل إن الفروقات كبيرة حتى جعلت من يوفنتوس يسيطر على بطولة الدوري لثلاثة مواسم متتالية وبأرقام ونقاط فارقة كبيرة عن أقرب منافسيه، والأمر نفسه لدى الإسبان فأما برشلونة أو ريال مدريد، وقد يظهر أتليتيكو مدريد، وهذه الفرق تدك المنافسين الآخرين بنتائج كبيرة لتلحظ أن المنافسة تقتل أحيانا بعد الشوط الأول مباشرة. نعود إلى الإنجليز وكرتهم لنقول من جديد إنه ليس بمقدور أي ناد أن يركن إلى أفضليات عناصرية وفنية يمتلكها، بل إنه يحتاج إلى مقومات أكثر كي يفوز في المنافسات ومن أهمها تواصل القتال والمثابرة حتى آخر دقيقة، ومن يستكين فلا مكان له لدى الإنجليز.. ونزيد على ذلك بأن رقعة التنافس متسعة، ومن الصعوبة بمكان أن تخمن أو ترشح من هو أقرب، بل إنها تعودت أن تعرف ذلك خلال الجولة أو الجولتين الأخيرة. نختم بالتأكيد على أن الإنجليز تخلوا عن صفة «أصحاب الدم البارد» ليكونوا «مركز الحماس المتقد»، وليس ذلك فقط فيبدو أنهم مقبلون على ثورة تنافسية كبرى، ستجعلهم مركز كرة القدم في العالم، يفعلون ذلك وهم حتى الآن لم يقدموا المنتخب الإنجليزي الذي بإمكانه أن يكون ضمن الصف الأول عالميا، لكن هم يحسنون إدارة كرتهم الاحترافية، ولن نشك خلال المستقبل القريب أن نرى المبدعين الأفضل في العالم ممن هم على شاكلة ميسي وكريستيانو متواجدين في إنجلترا، ليس إلا أنهم يبحثون عن الوهج الأكبر، كما هو المال الأكثر وبلا شك أن المال أصبح متوفرا بإنجلترا وبشكل أكبر.