عدد المقالات 170
أعلن حزب «العدالة والتنمية» التركي الحاكم، في الثالث من شهر رمضان ترشيح رجب طيب أردوغان للسباق الرئاسي في تركيا، وبدأت الحملة الانتخابية «للطيب» حتى العاشر من أغسطس يوم الاقتراع. هذا المرشح لرئاسة تركيا في 2014 اتهم في 1998 بالتحريض وإثارة الحقد والكراهية بين الشعب التركي، مما تسبب في سجنه وحرمانه من العمل السياسي والعمل بالوظائف الحكومية، ومنها الترشح للانتخابات البرلمانية العامة، وهو ذاته الذي أيده وبقوة الشعب الذي اتهم بأنه يبث بينه البغضاء منذ أن نزل في الساحة السياسية. في مفاهيم السياسة الشرعية لا منتصر حقيقي في السياسة إلا من انتهج في خطته للسلطة خلطة سرية، سواء كان سياسياً فرداً أو جماعة، ومتى ما كان رأس سنام تلك الخلطة التوكل والاعتماد على الله والالتزام بتبني القيم الإسلامية والتدرج في تطبيقها يبقى وعد النصر آت لا ريب، والمتبقي مجرد تفاصيل. لقد دخل حزب العدالة والتنمية المحافظ من أوسع أبواب العلمانية، وبذلك هو فعل خيراً باستخدام المتاح، غزا النظام العام والعسكر والقانون في عمق دولتهم وفككهم ببطء وبعدل، وتمترس بالشعب الذي رأى وجرب أتباع هذا الحزب، وما علِم منهم إلا الرغبة في الخير والمساواة والعدالة والرفاه للأمة التركية، والخدمة للشعب بكل فصائله، وتبقى الهوية المحافظة التي يتنكر لها البعض من الأتراك من أتباع أتاتورك هي «القفطان» الذي أعطى للحزب هيبته ورداء القبول الاجتماعي، ومن ثم الدعم الذي بلغ به سدة الحكم في المؤسسات البرلمانية والرئاسية، وحتى الجيش والقضاء وجهاز العسكر الفاسد منهم لم يقدر على حربهم لأنهم كانوا يتصرفون كمؤمن قوي، وحملوا على أكتافهم نعوش الظلم والقهر والعنصرية والطبقية والتفرقة وذل الفقراء إلى مثواها الأخير، ودفنوها بأيديهم. لقد اتخذ الحزب من التنمية الاقتصادية خطة وخطا، فلم يحد عنه خلال مدة حكمه لأكثر من عقد، لم تعرقله العثرات التي دفع بها العلمانيون في دربه، أو النوايا المسمومة التي دسوها في وجباته، وكان سلاحهم المزدوج الجيش والقضاء، القبضة والقانون، الذين يمسكون بزمامها جيداً، وبهما أعدموا الكثير من المظلومين بتهمة «معاداة القيم العلمانية للدولة» ولا تزال أكفهم تقطر دماء بريئة، مثلما حبر القضاة يقطر حبراً ستكبهم أحكام كتبت فيه في النار على وجوههم. لم يتوان علمانيو تركيا عن التصيد لحزب العدالة والتنمية، واتهامه بتطبيق ما أطلقوا عليه «خطة سرية لأسلمة البلاد» عبر تعيين كبار مسؤولي الدولة من أولئك الذين يدينون بالوفاء للحزب وممن تخرجوا من مدارس لتأهيل الأئمة والخطباء، كانت تهمهم التدين، فما رأيكم بمن يحادّون الله ورسوله؟! في تجربة تركيا، أنموذج لسنة التدافع الإلهية، فالذي حدث بين المحافظين والعلمانيين في تركيا ليس وليداً وحكراً على حزب العدالة والتنمية أو شخص رجب طيب أردوغان وعبدالله غول، بل عمله التربص لذوي الخلفيات الدينية عداوة للإسلام وقيمه، ورفع القيم العلمانية عليه، ورفض تطبيق أي أحكام شرعية في القانون التركي، حتى قوانين الزواج والطلاق والميراث والإجهاض وغيرها كانت تخضع للقوانين المدنية، والتي بالتأكيد تخالف الشريعة الإسلامية، وهنا كانت نتيجة التدافع بين الحق والباطل أن ينتصر الحق ما دام أخذ بأسباب النصر: «ولينصرن الله من ينصره» فالشرط واضح والوعد حق. لم يأت الحكم على طبق ماسي للإسلاميين في تركيا، فقد دفعوا ثمناً مكلفاً منذ إعلان الجمهورية وسقوط الدولة أو الخلافة العثمانية، دفعوا دماءهم واستقرارهم وأعمالهم وحياتهم العائلية، لم يكن من السهل أن نرى نحن كعرب مشتركين في المؤامرة ضد العثمانيين، كيف أسهمنا بقطع يدنا اليمنى باليسرى، وجلسنا ننظر للنزف بعد أن فات أوان إيقافه. العرب والأتراك، وكل القوميات المسلمة، إخوة في الدين، شركاء في الاستخلاف في الأرض، مهمتهم جميعاً تغيير أنفسهم حتى يتهيأ المجتمع المسلم لنبوءة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» وقد آن أوان التكفير عن ذنبنا بتخلينا عن دولة كانت الأقرب للخلافة الإسلامية، ولم نطببها في مرضها، بل زدناها وهناً حتى تدمرت وماتت. اليوم يعلن من تركيا بدء قرن ذهبي جديد، يبزغ فيه نتاج الفسيلة التي زرعتها جماعة العدالة والتنمية منذ عقود، وغيرها من الأتراك المحافظين الملتزمين بالهوية الإسلامية، وها هي تشتد على سوقِها، ويجب أن تكون الأمة كلها سياجاً لها، تدعمها وتحفظها وتذود عنها.. فهل نحن فاعلون؟
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...