عدد المقالات 170
نوفمبر مطلع فصل الخريف بلا منازع. فأكتوبر لا يزال يجر أذيال طقس سبتمبر الحارة نسبياً. وديسمبر يفتح أحضانه بابتسامة إغواء لنوفمبر ليرتمي بها ليتأرجح به حتى تحين الثلوج! لا شك أن نوفمبر فعلاً شهر «حلو» جداً. فهو مدخل لألوان الخريف ذات البهجة ولأجوائه الرطبة بلذة وانتشاء. ولكن هل هذا وصف الخريف عند الغالبية من الناس؟ كم تفكرتُ في معنى الخريف عند الإنسان، ودوره في حالته المزاجية. هل ينتظر إطلالته أم إدباره؟ يعتبره مدحاً إن أطلق على مرحلة من مراحل حياته، أم قدحاً؟ كيف يرى الإنسان الخريف؟ وضعتُ الكثير من الجهد للقراءة والبحث، ووجدتُ أن هناك مصفوفة منطق «ما» اعتبرت الخريف شهر أفول «ما»! ولكن تشكلت عندي قناعات تختلف تماماً عما قرأت. وليس لها علاقة بمنطق وعقل. ولكنها حقيقة أثبتتْها تجاربي الشخصية وتجارب من حولي. وبعض نتائجي الخاصة لاستطلاعات رأي عام «نفسية» وجهتها بمزودات إيجابية عن الخريف، فجاءت مبهرة وسأشارككم بها. تعلمون أنني أحب أن أجلس معكم على نفس الغيمات التي أبلغها بعد رحلة تحليق قد يتخللها تعب الطريق وألم الاكتشاف ووهن نقص الزاد والعتاد. ولكن ما يبدد كل التحديات أني أحسب ما سبق تعبيدا للدرب حتى إن ناديتكم إليه تجدوه سالكاً. ولا أشعر بغرابة خطابي لكم بحميمية. أظن جزءا كبيرا، إن لم يكن الأكبر، من أسباب خوض الكاتب للتجارب أن يضعها على مائدة القراء ليستمتعوا بما لذ وطاب من قصص وحكايا منزوعة الألم والعواطف السلبية التي ترافق أبطالها دائماً! وهذا الفرق بين كاتب وآخر. وكالعادة أقف في زاوية معاكسة للعالم لأعطيكم النتيجة! وصدقوني هي تستحق. الخريف هو زمن يضم مفترق طريقين، عناق وفراق، بين ماضٍ ينسحب مرغماً أحياناً قليلة، وراغباً أحياناً كثيرة. إلى حاضر يتربص به الصقيع، ويتطلب دثارا يدفئ وبثقل موزون يقدر على حمله ذاك المثقل بأمرين. رحيل لم يكتمل واستعداد لقادم بطيء الحركة، بارد، مظلم، مجهول! أليس الخريف كذلك؟ وهو أيضاً مساحة مكانية ملونة بكل اللامألوف من التداخلات والتناسق الذي يزاحم رتابة الترتيب والتدرج واللازم والأفضل والمفروض والمطلوب والمقبول والمتوقع، ليفسح لنفسه رغماً عن كل ضيق الواقع، عرشاً مبهراً في صدر مجلس الفصول، ويعلن جمالا خاصا لم يسبقه إليه أحد! هل يشك أحد بسحر ألوان الطبيعة في الخريف؟ هو وقت يمر به الإنسان بعد ارتحال طويل. ودائماً صيف وربيع البشر أسرع رتماً من خريفهم. أظنه الركون؟ أم هو الحاجة الملحة لصمت طويل. يقول مدوياً للجميع، كم كانت شاقة المسافة الماضية. اتركوني أحط حملي هنا وأستريح؟ ثم نتحدث أو لا نتحدث! خريف البشر وخريف الشجر وخريف البحر وخريف القمر. خريف المكان والزمان. خريف الذكر والأنثى. خريف المخلوقات والحجر والرمل والسماء والهواء. خريف الدنيا له معنىً واحد. محطة وصول! نعم، هو كذلك لو تفكرتم. يقولون عمن في العقد الرابع في خريف العمر، وهو عمر الحكمة وتكليف محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة، النبي المؤيد من السماء، المربى والمعد من ربه، كان يمكن أن يبدأ بعمر أصغر. لمَ الأربعون؟! خالقنا أعلم، ولذا فهو عندي عمر تمام الأركان الروح. الجسد. العقل. القلب. كيف يطلقون على فصل الخريف أوصاف شيخوخة وهو الذي ينفث بهاءً لا مثيل له ولا شبيه على كل حي وجامد. هل رأيتم كيف تكون المباني في الخريف؟ هل شممتم فيه حائطا طينيا؟ هلا لامستم جدارا من الفسيفساء؟ هل اقتربتم من شباك الطائرة المحلقة أثنائه وعانقتم تلك الغيوم المصطفة لاستقبال المغادرين والقادمين على حد جمال؟ حتى أحواض السباحة التي تتألق في الصيف. إذا أتى الخريف تلتحف بسطح باهت خجِل وكأنه يغطي جسدها الشفاف المنكشف. وتجعل من وجهها أحضاناً لوريقاته الهاربة من نظام المكان والغذاء والأمان فوق ساق شجرة راسخة إلى حيث لا تعلم وبالنهاية ستموت لانقطاعها عن مداد الحياة، ولكنها لا تأبه. فللسعادة ثمن. ولا يقدر بزمن وإن كان محدوداً. إن للخريف هيبة! فصلاً كان أم عمراً! وإن كانت الشيخوخة خريفاً فمرحباً بها. الخريف فصل الاكتمال. هكذا أراه. وفرصتكم لاختبار رؤياي في حضرته مع بداية الشهر الذي أحب تسميته بـ «Sweet November»!
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...