


عدد المقالات 269
عندما انتقلنا للسكن في منطقتنا الحالية قبل 15 عاماً، كان الجزء الأكبر من المنطقة قيد الإنشاء أو قاعاً صفصفا، وخلال السنوات التالية امتلأت المساحات الخالية بفلل وبيوت حتى لا تكاد تجد أرضاً خالية في المنطقة، ورافق هذا النمو السكاني تغير ديموغرافي كذلك، فمن منطقة يكاد يكون %100 من سكانها من العائلات القطرية، إلى مزيج اجتماعي يشمل القطريين والمقيمين بمختلف خلفياتهم، والعمال الذين دخلوا المنطقة من خلال انسحاب القطريين من البيوت القديمة وتقسيمها حسبما تيسر، فدخل حينا نطاق الأحياء التي تعلو فيها أصوات المطالبة بحل لمشكلة سكن العزاب في المناطق السكنية العائلية. تفاءل الجميع خيراً بالقانون رقم 15 لعام 2010 والذي شهر سيف الدولة على هذه الظاهرة معلناً «إلقاء التعاقدات» التي تتيح للعمال السكن في مبان وسط أحياء سكنية، وتوقيع غرامة تتراوح بين 10 آلاف و50 ألف ريال على المخالفين، وأعطى صفة «مأموري الضبط القضائي» لمفتشي البلدية مخولاً إياهم التفتيش واتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء على الظاهرة المتفشية في الدوحة. ها نحن اليوم في العام 2012، وما زال الحديث يدور حول هذه الظاهرة وخطرها على الحياة العائلية وصبغة «الفرجان» المتآلفة. ولكن هناك مجموعة تساؤلات حول هذه المشكلة، هل سببها العمال وحدهم؟ ومن العزاب الذين نرفض جيرتهم؟ وكيف نحل المشكلة دون أن نظلم أي طرف؟ العمال لم يكونوا لينتقلوا للسكن في الأحياء السكنية لولا واقع أن هناك ملاكاً قطريين قاموا بتأجيرهم منازلهم أو على الأقل تغاضوا عن تأجيرها بالباطن لهم، فليست المشكلة مرتبطة باحتلال عمالي عنوة ولكن بقرار من مواطن صاحب عائلة يعرف خطورة هذه الظاهرة ولكنه مع ذلك آثر الربح المادي على الاهتمام بمصلحة الجيران. إجابة على السؤال الثاني، فعند النظر لنتائج دراسة أجرتها جامعة قطر حول تفضيل القطريين لجيران من العزاب، يتبين أن المجتمع يرفض العازب بغض النظر عن خلفيته الثقافية، فحتى العزاب من القطريين لم يقبلهم المستطلعة آراؤهم كجيران. والنسبة كانت متقاربة في الرفض بين الموظفين والعمال، فلا يوجد تفضيل لمن يعملون في وظائف مرموقة على العاملين في الخدمة والبناء وغيرهما من المجالات ذات الأجور المتدنية. وسواء كانوا عرباً أو غربيين أو آسيويين فالرفض كذلك قائم وبنسب متقاربة. الملاحظ هو أنه عند سؤال المستطلعة آراؤهم عن العائلات، أبدى المشاركون ترحيباً عالياً يفوق الـ%80 بالعائلات القطرية والعربية، ولكن درجة الترحيب هذه توقفت دون الخمسين بالمائة عند الحديث عن غير العرب من الغربيين والآسيويين، أي أن هناك مشكلة أخرى متعلقة برفض لا يستهان بحجمه لسكن المقيمين من جنسيات غير عربية في الأحياء السكنية التي يغلب عليها المواطنون. ولكن يجب ألا ننسى أن وجود العمال في وسط أحيائنا هو نتيجة طبيعية لعملهم في مناطقنا كباعة في المحلات وموظفي نظافة وغير ذلك، ولا يمكن تخيل حمل كل أولئك في عشية وضحاها ورميهم في غياهب الصناعية، لأن ذلك سينتج عنه زحمة خانقة يومية في كل أرجاء الدوحة. في اعتقادي المسألة بحاجة إلى تخصيص مناطق سكنية لبناء مباني شقق في كل بلدية رئيسية في قطر، بحيث يسكنها العزاب بمختلف مستوياتهم، وتكون شروط البناء فيها متوافقة مع حاجة العزاب لا العائلات، بحيث تجتذب هذه الفئة في أحياء خاصة ويسهل بعدها تخصيص المناطق السكنية للعائلات بمختلف خلفياتها كذلك. يضاف إلى ذلك أن هناك ضريبة لا بد من دفعها تترافق مع تطوير البنى التحتية والخدمات والحياة العامة، فمجتمعنا الذي كان يكتفي بسوق أو سوقين أصبح اليوم بحاجة لسوق في كل زاوية وخدمات في كل حي، وهذه الخدمات لا يتوقع أن يقدمها قطريون بشكل حصري نظراً للطفرة المادية التي نعيشها ولله الحمد. التمدد السكاني يدفع بالعائلات إلى الابتعاد عن مركز المدينة في كل مجتمع حذري، ولكن ما نتمنى أن نراه هو مدينة توفر لأطفالنا فرصة أن يخرجوا في الشارع بأمان وللعمال أن يعيشوا حياة كريمة. الفرّاش الذي يعمل معنا في المكتب يكون قد قطع رحلة مدتها ساعتان ويزيد ليصل إلينا ويبدأ عمله ويقطع مثلها في العودة، واللهِ مشوار!
منذ عام 2006 بدأت في مجال التحليل السياسي، من خلال صفحات الجرائد المحلية المختلفة، ومنذ ذلك الحين التزمت بمقال أسبوعي يركز غالباً على التعليق على الأحداث الراهنة، أو مناقشة موضوع سياسي عام، مرت هذه التجربة...
بنجاح أكبر من الذي توقعته استطلاعات الرأي، عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، ليقطع الطريق على من أراد أن يشكك في استمرار شعبيته في بلاده. وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة والتلاعب...
مذ عرّفني أحد الأصدقاء على قصيدة تميم البرغوثي عن القدس، دأبت على الاستماع إليها بين الفينة والأخرى، لا شك لجمالها أولاً، ولكن كذلك لأنها تنقلني إلى حالة شعورية مختلفة حول المدينة القديمة، أشعر وكأنني أمشي...
في الإنجليزية، إذا أردت أن تصف أشخاصاً يتقاتلون بطريقة صبيانية، فبإمكانك استخدام مصطلح «أطفال بألعاب»، في إشارة إلى أن أولئك الذين تتحدث عنهم يتصرفون كأطفال يتنازعون ألعاباً لا كأشخاص ناضجين.. العالم اليوم يكثر فيه من...
ستة أشهر كانت كفيلة ببث روح جديدة في الجسد القطري بعثها التحدي الأكبر الذي واجه البلاد في تاريخها، في هذه الأشهر الستة انطلقت قطر نحو المستقبل بخطى ثابتة والتحم الشعبي مع الرسمي لرسم لوحة مشرقة...
آلة السياسة في واشنطن شديدة التعقيد، من حيث التركيب والأنظمة، فنظام التوازن والرقابة الذي يعطي كل سلطة صلاحية رقابية على الأخرى، ويجعل الصلاحيات متوازنة بينها، أورث نظاماً معقداً، ولكنه يعمل بكفاءة عالية، هذا النظام تعرّض...
أثارت كوريا الشمالية الرعب في محيطها الإقليمي والعالم أجمع بتصعيد تجاربها النووية والصاروخية، وحسب الخبراء العسكريين يمكن أن تصبح قريباً «الدولة المارقة»، كما يسميها ترمب، قادرة على تركيب رأس نووي على صاروخ متجه إلى الساحل...
الأنشطة الثقافية للمؤسسات الخيرية هنا في قطر كانت وما زالت أكثر قدرة على جذب الجماهير من مثيلاتها الرسمية، ويعود ذلك لمجموعة من الأسباب، أهمها الطبيعة التطوعية لهذه الأنشطة، وما يحققه ذلك من إبداع ومرونة وحماس،...
حطت طائرة الرئيس الأميركي على أرض فلسطين ليكون أول مؤتمر صحافي له بجوار طائرته مناسبة جديدة يذكر فيها بالتزامه التام بأمن الكيان الصهيوني، بعد أن أمضى الأيام الماضية في التأكيد على رؤيته حيال «الإرهاب الإسلامي»...
الثورة الاقتصادية الصينية التي دفعت بالصين من دولة مقسمة محتلة إلى أحد أقوى اقتصادات العالم استفادت بشكل كبير من المبدأ الذي وضعه باني نهضة الصين الاقتصادية الحديثة شياوبنج وهو رئيس الصين الثاني بعد ماو تسي...
احتفل قطاع كبير من الفرنسيين، ومعهم المعتدلون في أوروبا، والعالم الغربي بخسارة لوبين، وفوز ماكرون خلال الأيام الماضية، متجاوزين تهديداً آخر من اليمين المتطرف الأوروبي، وبذلك تتبدد أحلام اليمين المتطرف في القارة العجوز في أن...
خلال الشهور القليلة الماضية تغيرت الأوضاع في قطبين من أهم الأقطاب السياسية في المنطقة بشكل كامل، خلال الأعوام الماضية بدا أن النظام الإيراني يحكم قبضته على محيطه الداخلي والخارجي، وفي مقابل ذلك بدا أن الإدارة...