عدد المقالات 81
عادة توصف صحيفة «الديلي تليجراف» بأنها ذات ميول يمينية، خاصة عند الحديث عن مواضيع تتعلق بالمسلمين. ورغم صحة هذا القول فإن الكثير من المبالغة تصاحب هذا الطرح. بائع القهوة الإنجليزي الشغوف بالسياسة، وبتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، والذي يبادلني أطراف الحديث دوماً بحكم شغفه، هذا بينما يجهز لي القهوة، مزح معي مرة حين أشرت له إلى مقال نشر في الـ «تليجراف»، قائلاً: «هل أنت من قرائها؟». هذه المرة، وعلى وقع هجوم «حركة الشباب المجاهدين» في الصومال، المرتبطة بتنظيم القاعدة على مركز التسوق «ويست غيت» في العاصمة الكينية نيروبي، كانت القصة الرئيسية للصحيفة مختلفة يوم الجمعة الماضي حيث أفردت مساحة كبيرة للحديث عن شاب صومالي «مسلم» دخل إلى مركز التسوق لإنقاذ شقيقه، وأسهم في إنقاذ العديد من العائلات، خاصة المصطحبين لأطفالهم، وكانت صورة الفتاة بورتيا ذات الأعوام الأربعة وهي تهرب نحو الشاب الصومالي عبدل الحاج. وقابلت الصحيفة أمهات أخريات اللواتي قلن إن هروب الطفلة شجعهن على الهروب أيضاً. تحمل القصة دلالات عدة حول الصورة النمطية عن المسلمين، وعن تأثير الإعلام في صنع تلك الصورة، وعن الجانب الإنساني الذي لا يحظى بالتغطية كما في الصحافة الغربية، التي بقي محرروها يبحثون عن الشاب المنقِذ -بكسر القاف- للأطفال والعائلات، ليصيغوا منها قصة رئيسية. أما بعيداً عن التأثير الإعلامي ودوره، والجانب الإنساني، فإن العملية التي نفذها «الشباب» تعيد إلى الأذهان الهجوم الذي نفذته حركة لاشكر طيبة في مومباي عام 2008، الذي قام على أخذ رهائن وقتلهم، ومن ثم الدخول في مواجهة مفتوحة مع الأمن والجيش، بشكل يحقق تغطية إعلامية أوسع، ويلحقون ضرراً أكبر، والأهم يساهمون في صناعة رموز للتيار الجهادي. ورغم أن منفذي هجمات مومباي، ولم ينج منهم سوى واحد، لم يتحولوا إلى أولئك الرموز، لأن المجتمع المسلم في الهند آنذاك رفض دفنهم في مقابر المسلمين، ما أسقط شرعية كبيرة عنهم، فإن الجهاديين برعوا في تحويل مرتكبي الهجمات إلى رموز يشكلون إلهاماً لشبان جدد، ولكن السؤال الذي يثيره هذا الأمر هو: لماذا لا يتحول أمثال عبدل الحاج مثلاً إلى رموز، ويمجد فعلهم في العالم العربي والإسلامي؟ شخصياً، لا أمتلك إجابة جاهزة لذلك، ومسألة إنتاج الرمز والبطل تحتاج إلى دراسة معمقة بمنهج علمي صارم، فمثلاً، على الجانب السياسي، تشير الدراسات إلى تمجيد البطل المحرِّر -بكسر الراء- على حساب الرجل الديمقراطي مثلاً، وأرى أيضاً أن تأثير رجل الدين عموماً قوي أيضاً، ما يساهم في إنتاج هذه الصورة، وهناك الكثير من النماذج التي يمكن وضعها في هذ السياق، بينما هناك نماذج إيجابية حقيقية عربية، في مجالات مختلفة لا تلقى ذات الانتشار. كما أن إنتاج صورة البطل أو النموذج، يدخل في حسابات ولوبيات إعلامية أيضاً، وفقاً للظرف السياسي الذي تفرضه، ولعل حقبة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، أبرزت نماذج عدة من المنتقدين للإسلام، في الغرب على سبيل المثال، على حساب مفكرين حقيقيين قدموا نماذج لإصلاح المجتمعات والدول في المنطقة. ولكن بالمقابل، من الضروري معرفة أن لنمط التفكير تأثيرا أساسيا في اجتذاب هذا البطل أو ذاك في ذهنية الناس، وأحسبه العامل الأساسي الذي يشكل الموقف من بطل ما في ظرف سياسي-اجتماعي.
لم تكد تخلو أي صحيفة بريطانية الأسبوع الماضي، من إشارة إلى مقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي على يد مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» بشريط مصور مروع، حيث ظهر منفذ عملية القتل متحدثا بلكنة...
لعل وجود «تنظيم الدولة الإسلامية» (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سابقاً) على تخوم الأردن يعد الشاغل الأكبر للأردنيين، سواء على مستوى النخب السياسية كما يتبدى في الصالونات السياسية في عمان أو حتى على مستوى...
في عام 2010 وفي "عز" تراجع ما يعرف آنذاك ب "الدولة الإسلامية في العراق"، أمام "مجالس الصحوات"، نشر التنظيم كتابًا بعنوان "خطة استراتيجية لتعزيز الموقف السياسي ل "دولة العراق الإسامية". فكرة الكتاب قامت على أساس...
قد يتفق مراقبو المجموعات الجهادية على أن الخلاف بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» -الذي بــات يسمي نفسه بالدولة الإسلامية بعد سيطرته على ثاني المدن العراقية الموصل في يونيو الماضي- وبين الخط الغالب للتيارات...
لطالما شجب مؤيدو روسيا، وقبله الاتحاد السوفيتي السابق أي انتقاد للدب الأحمر لاعتبارين أساسيين بنظرهم، الأول أن موسكو تقف دوما القضايا العربية، وبالأخص القضية الفلسطينية، وثاني الاعتبارين أن روسيا تشكل قطباً موازياً للولايات المتحدة الأميركية...
تحليل ظاهرة «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أو ما باتت تعرف الآن بـ «الدولة الإسلامية»، عربياً يتسم، فيما يتسم، بصفتين أساسيتين، في معظم الأحيان، وفق مستوى التحليل، على المستوى الشعبي، وعلى مستوى النخب، وكلا...
أشارت مجلة الإيكونوميست البريطانية في ملفها الخاص عما أسمته بـ «تراجيديا العرب»، إلى واقع تاريخي محزن، حين أشارت إلى أن عواصم كالقاهرة ودمشق وبغداد كانت مصادر النهوض الحضاري للعالم، يستفيد منها حتى الغرب، ولكنها اليوم...
الزائر لأربيل عاصمة كردستان العراق، يشعر أنه، وفي ظل الأخبار الواردة من العراق، يشعر وكأن هذا الإقليم ليس على تخوم العراق وجزءا منه. وفيما عدا مخيمات النازحين على أطراف المدينة، والإقليم ككل، وبعض الدخان المنبعث...
كنت في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي، حيث ترافقت زيارتي مع تواتر التقارير عن سيطرة مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مدينة الرطبة على الحدود، وعلى مناطق حدودية. هذا التوسع لـ «تنظيم الدولة»،...
كثيرون في عالمنا العربي استدعوا نظريات المؤامرة لتفسير توسع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في العراق، في أكثر من منطقة، ودخولها في مواجهة مفتوحة مع القوات العراقية في عدد من المدن. وقد كان الحضور المفاجئ،...
أبرز توسع «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مساحات جغرافية واسعة في العراق منذ الأسبوع الفائت، بما فيها ثانية أكبر المدن العراقية الموصل في شهر يونيو 2014، تزايدا في المصادر التمويلية للتنظيم. وقد أشارت...
لعل قلة يعرفون أن التوتر المتصاعد منذ أشهر غربي العراق في المناطق السنية لا يرتبط فقط بمجموعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بل هناك مجموعات سنية مسلحة، محتجة على أوضاعها، وعلى سياسات المركز في...