


عدد المقالات 395
عاد الرئيس علي عبدالله صالح من سفره يحمل كآبة المنظر وسوء المنقلب في الأهل، فذبح الجيش اليمني 40 متظاهرا في ساحة التغيير احتفالا بعودته، فأين نخبئ وجوهنا خجلا وقد عاد ممتطيا المبادرة الخليجية، عاد يناور من خلالها مرددا لا بد من صنعاء وإن طال السفر دون اعتبار لكونه مشروع حرب أهلية. لقد فتح الله على أهل الخليج رزقهم بالنفط وأنعم عليهم بالاستقرار والحكم الرشيد، فيما عاش بالقرب منهم أكبر تجمع للبؤس البشري؛ حيث لم تظلم بقعة في الجزيرة العربية طوال قرن كما ظلمت اليمن. وبغير النظرة الفاحصة لمكونات هذه المآسي يصعب إدراك أن كل حرب أهلية كانت تلد حربا أهلية أخرى. ولم تكن أسباب كل واحدة منها تخرج عن دفع الظلم والتمرد على حكومة أهدرت حقوق الشعب. وقد اعتبر اليمنيون ثورة 1962/1970م منعطفًا أخرج اليمن من العزلة التي فرضها حكم الأئمة على البلاد لعقود مظلمة. فقد انتهز العقيد عبدالله السلال وفاة الإمام أحمد 1962م وخلافة ابنه الإمام البدر له، فتحرك لانتزاع السلطة تحت تأثير مد الثورات في العالم الثالث، ودعم جمال عبدالناصر له؛ حيث اشتعلت حرب أهلية بينه وبين الموالين للملكية بدعم من السعودية، لتنتهي بسيطرة الجمهوريين على الحكم. ويحتل الزاوية الأكثر غبنا في الذاكرة الخليجية غياب الإحصاءات والكلفة البشرية للحروب الأهلية في اليمن، إلا أن خسائر مصر من القتلى في تلك الحرب كانت 15.194 مصرياً. وخسر الملكيون 40.000 من القتلى. دون أن نعرف عدد القتلى من الجنود الجمهوريين ومن المدنيين. وقد تركت تلك الحرب الأهلية أثرين على وجه اليمن ولم تتعاف منهما مطلقا؛ حيث أضعفت سيادة الدولة، وشرعت الأبواب للتدخل الخارجي، ثم كانت الوحدة اليمنية في 1990م، وبدل تحقيق الهدف النبيل منها، وسعت خريطة الخلافات وزادت عدد من لا يمكن التعايش بينهم؛ حيث جرت حرب صيف 1994م الأهلية بين حكومة صنعاء والحزب الاشتراكي في عدن من أجل الانفصال، وانتهت بانتصار صنعاء وبخسائر بشرية وصلت 931 قتيلا من الجنود والمدنيين و5.000 جريح، وهو ما اعتبره الجنوبيون بمثابة الاحتلال، وتكون نطفة حرب أهلية سميت بالحراك الجنوبي حين ولادتها 2007م وكانت حصيلة قتلى الحراك الجنوبي منذ بداية أعمال الحراك 150 قتيلاً، ونحو 500 جريحاً، إلا أن صوت مطالبة صالح بالتنحي قد غطى على صراخ ذلك الجنين، وقد تزامن مع صراخ جنين الجنوب صوت الحوثيين الذين حاربوا الحكومة 2004م، ثم توغلوا ناحية الحدود السعودية، ليتوقفوا بعد تكبدهم خسائر فادحة 2010م. وقد بغت خسائر الحوثيين فقط خمسة آلاف قتيل وجريح في غياب خسائر الطرف الآخر. ثم انطلقت ثورة التغيير السلمية في 3 فبراير واشتعلت جمعة الغضب 11 فبراير 2011م مطالبة علي صالح بالرحيل؛ حيث استغل صالح المبادرة الخليجية ليفر من مصير مبارك والقذافي وزين العابدين، وينجح في شق الشارع اليمني إلى صفين رغم وصول عدد الضحايا إلى ما يزيد على ثلاثة آلاف قتيل سيتضاعف عددهم بمتوالية هندسية لو تغير نهج حركة التغيير السلمي وتحولت إلى حرب أهلية. لقد تعاملت دول الخليج مع الأزمات اليمنية ببدائية رغم أنها كانت تعي مدى خطورة الوضع في اليمن عليها، لكن قصر النظر الاستراتيجي جعلنا نصمم هياكل تعاون هشة مع صنعاء، فأغدقنا المساعدات على الطاغية بدل التنمية المستدامة وحرمنا أنفسنا من راحة البال باستقرار مخزن الذكريات الأليمة في جنوب غرب الجزيرة العربية، فانتشرت القلاقل والتمرد، والقاعدة، وصراع الملفات الإقليمية، وكنا في الخليج العربي نعرف دون تردد أننا نتحمل جزءا من ثمن الدم اليمني الذي أريق طوال تلك الصراعات، وها هي الحرب الأهلية تطل برأسها ملقية بمتاعها من الطائرة التي وصل بها صالح بعد سفره حاملا كآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل. http://tinyurl.com/3vr3j4a http://gulfsecurity.blogspot.com/
حتى وقت قريب، كنت أعتقد أن تقويم و»مرصد العجيري» هما أكبر طموح لنا في الكويت مع الفضاء الخارجي، حتى وإن لم تتعدّى نتائجه تحديد الصيام والعيد في خلط بين علم الفلك وعلوم الفضاء، ثم اطّلعت...
منذ أن أعلن نتنياهو نيته البدء يوم الأربعاء الأول من يوليو 2020، تنفيذ مخططاته التوسعية من خلال ضمّ الضفة، والأسئلة في العواصم الخليجية تتوالى أكثر من التحركات، بينما نرى أن التصدي الخليجي لقرار الضمّ أقرب...
بعد استنفاذها القيم الديمقراطية والحرية والعدل، أخذت أميركا تلقي في وجه العالم الكتل القبيحة الفائضة من حضارتها، فبعد تكشيرة قاتل جورج فلويد، وهو يتكئ على عنق الرجل المسكين بركبته، ظهرت ثقافة النميمة السياسية المدفوعة بالجشع...
استخدمت عواصم خليجية عدة في فترات قريبة كلمة «الحكومة» بدلاً من «النظام»، لوصف قادة سوريا، ولم يكن الأمر بحاجة لإعادة طرح سؤال نزق إن كنا خليجيين أولاً أم تجاراً أولاً؟! والآن نعيد طرحه مع توسيع...
بعكس كل دول العالم هذه الأيام، تقتل الحرب في ليبيا الشقيقة أكثر مما يقتل كورونا (كوفيد -19)؛ فإجمالي الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا وصل إلى 256 حالة فقط، حتى الأسبوع الأول من يونيو 2020. فيما...
في أواخر الثمانينيات تعرّفت على الكمبيوتر عبر جهاز «صخر»، وكان عبارة عن لوحة مفاتيح تشبكها بشاشة التلفزيون العادي. وفي 1993 اشتريت أول كمبيوتر «ديسك توب»، ولم أتصوّر أنا ولا حتى بيل غيتس أن هناك ما...
نجح مصطفى الكاظمي في نيل ثقة البرلمان، وأصبح رسمياً رئيس وزراء العراق؛ ولأن الخليج يعتبر الكاظمي أقرب إليه من أي مرشح آخر فقد تم الترحيب بتنصيبه من أعلى المستويات السياسية الخليجية علانية ولأسباب كثيرة منها:...
لم يعرف المواطن الخليجي الوقوف في صفوف إلا في الصلاة، ومن نعم الله أن المواطن الخليجي لم يعتد الوقوف في الطوابير، وقد طوّعتنا جائحة «كورونا» لتفهّم ثقافة الطوابير، رغم أن طوابيرنا لا تُقارن بطوابير البؤس...
لقد قتلت العالم وهو يواجه فيروس كورونا «19-COVID» تناقضاته، فهو لا يعرف ما يريد، هل يقاوم أم يستسلم أم يهاجم؟ فقد كنا في موقف الدفاع أمام الجائحة، متخندقين بالحجر المنزلي، وأسلحتنا متوافرة وسهلة لا تتعدّى...
كان ولا يزال لـ «كورونا» القدرة على خلق مناخات استراتيجية قابلة للاشتعال، فالنزعة الفوضوية التي طبعت تعامل العالم معها ستفضي بدول العالم إلى تبني نزعة عدوانية تنافسية فيما بينها للتعويض عن خسائرها، ويرى المفكر الأميركي...
حين اكتشفت أن بداوتي تهمة لجهلي رعي الإبل والغنم؛ عيّرت الرفاق بأن تحضّرهم تهمة بقدر تهمتي؛ لكن ذلك لم يكفِ. وكان لا بدّ أن أقفز قفزة حضارية؛ ولأن الزراعة هي خطوة تتلو الرعي، تقاعدت من...
إذا كانت التحركات الاستراتيجية هي الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي، فإن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي؛ فإن التراجع الأميركي في العراق أقل من الاستراتيجي وأعلى بكثير من التكتيكي أو ما يعرف بتكييف...