


عدد المقالات 394
الحديث عن أن معدل نسبة الرسوب في الدور الثاني وصل إلى %70 أي ما يوازي أكثر من (5000) خمسة آلاف طالب وطالبة معظمهم من القطريين انتقصت من أعمارهم الدراسية سنة كاملة! أي ما مجموع عدد طلاب عشر مدارس مستقلة جميع طلابها راسبون، جميع طلابها تم شطب سنة دراسية من أعمارهم، وهي سابقة تاريخية لم تحدث في تاريخ التعليم بقطر! هل نفهم هذا العدد؟ وهل ندرك ما حدث؟! ما هو أكثر وجعاً أن هذا العدد الضخم من الراسبين نتاج جهود كبيرة لتقليله، وهم نتاج أكبر عملية غش وتغطية وتستر أيضاً لم يسبق لها مثيل في تاريخ التعليم بالعالم. ما حدث تجاوز المعقول ولمستوى الحضيض في العملية التعليمية، فقد كان الغش في أبشع صوره وأشكاله، ولم يحفظ للمعلمين والمعلمات الحد الأدنى من الشرف والكرامة التي يفترض أن يحتفظوا به! ما حدث للطلاب بلغ مرحلة الغثيان وهم يرون معلميهم ينتقلون من طالب لآخر لنقل الإجابات الصحيحة! هل يمكن تخيل أخلاقيات معلمات يقمن بنقل إجابات خاطئة للطالبات يستوقفهن رفض طالبة اجتهدت وترفض الغش بنقل الإجابة منهن، ليقينها وإدراكها لصحة إجابتها وبعد إلحاح من المعلمات لتغيير إجابتها، تأتي لهن من حقيبتها بالإجابة الصحيحة، وعلى إثر ذلك تم تصحيح إجابات الطالبات مرة أخرى! هل نستشعر الخيال كيف يعود لنا وهو خجل مما وصلنا إليه في أذهاننا؟ كيف لا وما يحدث انحطاط أخلاقي وتربوي يتجاوز كل معايير البشرية والإنسانية، فكيف بمسلمين وعرب ومواطنين وفي هذا الشهر الفضيل وهم صيام يحدث كل هذا؟! ما حدث لم يأت من فراغ بقدر ما هو نتاج إيعازات مبطنة وأحياناً صريحة من إدارات المدارس بأن أي طالب سيرسب سيتعرض معلم المادة للمساءلة، وعليه كانت هناك ضرورة التسهيل في تصحيح الإجابات، حتى بلغ الأمر بتشكيل لجان استثنائية تحت مسمى (لجنة الرحمة) من المدارس تعيد تصحيح الإجابات الخاطئة للطلاب تحت عنوان افهموا مقصد الطالب وليس ما يكتب! ما نتحدث عنه ليس من باب المبالغة أو الافتراء أو أنها حالات فردية، وإنما هي آفة استشرت بالمدارس -إلا اللمم- للوصول إلى النموذجية الشكلية في تطبيق مبادرة (تعليم لمرحلة جديدة)، وشكّل -للأسف الشديد- الوزير السابق والمستشارة التي كانت تشغل بالأمس القريب منصب مديرة هيئة التعليم انحرافاً في العملية التعليمية بدرجة حادة سيعاني منها المجتمع لعقود قادمة، وسيتحمل أثرها وطن ومواطن! إن حقيقة ما حدث أكبر من أن نتخيله، وهو نتاج الخوف الذي صب على مشغلي المدارس، ومن ثم على المعلمين بفعل سنوات سياسة هيئة التعليم من تخويف وترويع وهلع من سحب الرخص لكل مدرسة تخرج نتائجها كما هي لا كما تريدها هيئة التعليم! وعلى ضوء ذلك استنفرت معظم المدارس كل أساليب الغش للحصول على رضا هيئة التعليم والإبقاء عليهم ولو برؤوس خانعة كاذبة خاطئة! قد يقول البعض وما الذي يدفع مديري المدارس –من الجنسين– لكل هذه التجاوزات، وأين الوزير من كل ما يحدث؟! أما أسباب المديرين من المشغلين –معظمهم- فإن الكثير منهم وقع تحت ضغط أمرين كلاهما مر! فالكثير منهم ينبغي أن يستكمل خدمة الخمس سنوات وفق قانون الموارد البشرية باعتبار معاملتهم معاملة القطاع الخاص، وعليه فإن من شأن سحب الرخصة قبل استكمال هذه المدة يمكن أن تعود به من راتب (50 ألفاً) إلى (16 ألف) ريال! من جهة أخرى وقعوا تحت ضغط سمعة المدرسة وإدارتهم لها في حال خرجت بنتائج ضعيفة مقارنة بنتائج المدارس الأخرى، والتي لجأت إلى الغش بشتى السبل، وقد تكون ضمن المكرمين في يوم العلم! كل ذلك كان يحدث تحت سمع وبصر الوزير السابق، والذي لم يحرك ساكناً، ولا أتردد في كونه مساهماً وشريكاً في هذا الاضمحلال الأخلاقي والتربوي بسياسته التي انتهجها -بمعية المستشارة- طوال الفترة السابقة، بدأت منذ ثلاث سنوات حيث صدم المجتمع على أكبر عملية غش في المدارس المستقلة، كشفتها طفلة بالمرحلة الإعدادية عبر برنامج «وطني الحبيب»، أبلغت والدتها بأن المعلمات يغششنهن في الاختبار! ولأن هذا الفعل شنيع ومرفوض وأكثر رفضاً عندما يكون في مكان يفترض أن يتعلم فيه أبناؤنا صحة التعليم والتربية، بادرت ولية الأمر بالاتصال بـ «وطني الحبيب» ولتترك ابنتها تتحدث بكل عفوية واستغراب عما حدث في الاختبارات! البعض تصور أنها قد تكون حالة فردية، ولكن الصدمة أن الطلاب بدؤوا يعترفون لآبائهم، وبدا وكأنه كان وباء انتشر بالمدارس المستقلة –معظمها– لتشكل على أثر الشكوى لجنة تحقيق من هيئة التقييم، وبعد التثبت من الوقائع اعترفت ثلاث مدارس بكل ما حدث فيها من تجاوزات، بينما 9 مدارس أخرى لم تعترف، ولكن كل الدلائل كانت تدل على حدوث الغش فيها، ومنها اعتراف أولياء الأمور بعد استدعائهم بأن أبناءهم كانوا في البيت ولم يحضروا للمدرسة في أيام محددة، بينما كانت تشير كشوفات المدرسة إلى حضورهم للمدرسة وتقدمهم للاختبارات وبدرجات متميزة! هذا الفعل الفاضح في حق التعليم والوطن والمواطن والتستر عليه خيانة للأسف لم يعاقب عليها أحد، بل تم تكريمهم! عدم اتخاذ إجراءات ضد تلك المدارس شكل صدمة للمدارس الأخرى، سواء تلك التي كانت ضمن المدارس التي تم ضبطها أو المدارس الأخرى، والتي وجدت في هذا التستر غبناً لجهودها ومحاولة تميزها بمصداقية! هذا التهاون والتخاذل وعدم المسؤولية أوجد ثقافة جديدة بعيدة كل البعد عن الأمانة والنزاهة والمصداقية، وقد تلوث بذلك تاريخ التعليم في قطر وعقول نشء قادم سيتولى قريباً مناصب في هذا البلد بعقلية أن أسهل طريقة للنجاح هي الاحتيال والغش، والمخزي أنه تعلمها من معلم أو معلمة من إدارة مدرسة ومن هيئة التعليم ورأس التعليم! خلاصة ما سبق أن ما نحن فيه من تلوث تعليمي أصاب هذا المجتمع في مقتل بهذا العدد من الرسوب إنما هو رأس الجبل الجليدي، وما الآلاف من الطلاب ممن نجحوا، مستوياتهم ليست بأفضل من الراسبين، جلهم لا يستحقون النجاح ليس لنقص فيهم وإنما للبيئة والثقافة التي أوجدتها مرحلة (تعليم لمرحلة جديدة)، والنتيجة اضمحلال في التعلم والقشور في التعليم. - فقدنا مستقبل طلاب كنا نعول عليهم الكثير، نسأل الله أن يصلح شأنهم! - فقدنا معلمين ومعلمات من هذا الوطن، حتى وصلت النسبة لمستويات متدنية! - فقدنا الثقة في منظومة التعليم والعملية التعليمية برمتها، بفعل الخواء الذي عليه مسؤولو التعليم، خواء نكّس مستقبل هذا الوطن، وسنظل نعاني من ذلك عقوداً من الزمن! ملاحظة: في السابق كان الراسب يصمت خجلاً من نتيجته، وكم توجعه نظرة والده له، والتي تعكس إهمالاً منه بالدرجة الأولى، وبعد ثماني سنوات من (تعليم مرحلة جديدة) أصبح الراسب ووالده في جبهة واحدة، وتساؤل واحد يشغلهم (ليش ولدنا رسب ولم يتم التجاوز عنه)! وهي إشارة ودلالة نستمد منها أن الجميع انخرط في هذا التلوث! وأخيراً: لسنا في صدد اجترار الماضي بقدر ما هو تذكير لا بد منه لكي لا تتكرر الأخطاء، فقد أثخن هذا الوطن بالأخطاء تعقبها أخطاء حتى أصبح الشق أكبر من الرقعة، وآن أوان أن يحظى هذا الوطن بنتائج منظومة تعليمية توازي ما يصرف عليه ويستحقه هذا الوطن.
ليس بجديد أن يصدمنا المجلس الأعلى للتعليم بتوجهاته وبمخالفاته وأحياناً بسخافاته. وليس بالغريب أن ينحو المجلس نحو اتجاه آخر بعيد كل البعد عن الاحتياجات الفعلية للعملية التعليمية. وليس بالعجيب أن يعيش المجلس في عالمه الآخر...
عندما وضع المجلس الأعلى للأسرة سياسته واستراتيجيته كان لزاماً عليه العمل على تكوين مؤسسات المجتمع التي تترجم هذه السياسة إلى واقع ملموس ينهض بالمجتمع القطري وبثقافته الاجتماعية. لذلك تكونت الكثير من المؤسسات وفق احتياجات ومتطلبات...
سعادة وزير التعليم والتعليم العالي الموقر لست في مقام الحديث في شأن التعليم من منطلق الكاتب أو الإعلامي الذي كثيراً ما يكون مرآة للمجتمع وما يحدث فيه، ولكن سأخاطبك بلسان المعلم، كوني معلماً لسنوات وموجهاً...
التلاعب والتجاوز سمة أساسية في أي جهة تغيب عنها عين الرقيب، ويحدث ذلك أحياناً في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، ولكن على نطاق ضيق جداً وسرعان ما ينكشف أمرهما! لكن عندما يحصل غير المواطن على ما...
لكل بداية نهاية، وقد آن أوان النهاية مع صحيفة «العرب»، لذلك ليس أفضل من الخاتمة سوى الشكر والتمني. شكراً لرئيس التحرير لعل إحدى عجائب ما حدث لي أنني بطبيعتي تصادمي لا أرضى بالمساس بأي حال...
أعجز عن فهم هبنقه! مع بداية هذا الأسبوع ستبدأ الامتحانات، وبدلاً من مراعاة ذلك طلب المجلس الأعلى إقامة معرض -في مركز المعارض- لأول مرة لجميع المدارس المستقلة، بقصد تعريف أولياء الأمور على إنجازات المدرسة واستقطابهم...
جميعنا يذكر تصريح سعادة وزير الاقتصاد والمالية يوسف حسين كمال منذ أكثر من 20 سنة حينما قال: الاقتصاد القطري يسير برجل واحدة! ويقصد في حينه أن اقتصاد القطاع الخاص -مب كفو– لم ينضج بعد ولم...
لم أكن من المصدومين لخبر تقلص عدد المعلمين القطريين إلى %20 في المدارس المستقلة. بينما قبل مشروع «تعليم لمرحلة جديدة» وصلت نسبة المعلمات القطريات لـ %80 في مدارسنا، وعدد المعلمين %50! لأنني كنت شاهداً لمؤشرات...
هذا ما حدث في الأيام الأخيرة من بعض الجهات، ونذكرها على وجه التحديد الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية السيد أكبر الباكر، والسيدة نجاة العبدالله مديرة إدارة الضمان الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية. ونبدأ من أكبر مشروع عرفته...
نهجت الدولة في العقد الأخير سياسة الاستثمار الخارجي لموارد الدولة وفوائضها، وهي سياسة قد يختلف البعض أو يتفق عليها، ولكن تظل توجهاً محموداً في تنوع الاستثمارات، وبما يضمن تحقيق عوائد استثمارية تعود على الوطن والمواطن...
- آخر سلبيات المهني! مما لاحظه الجميع واستنكره في مكان المعرض المهني معاناة الوصول من مكان وقوف السيارات وغياب التوجيهات والضياع الذي يجعلك تسير على غير هدى، والغريب أن يكون هناك مسار للـ (vip)!! ولعل...
ما زال الجميع لا يفهم كيف تهتم الدولة بكل شرائح المجتمع لرفع مستوى معيشتهم ما عدا مستحقي الشؤون الاجتماعية؟! هؤلاء المستفيدون من معاش الشؤون قد لا يتجاوز أكبر معاش لهم 3500 ريال، زايد ناقص! بالتأكيد...