


عدد المقالات 9
نجحت قطر أخيرا وبكل حكمة واقتدار في تنظيم مباريات كأس العالم في الدوحة بعد تحديات وعقبات كثيرة، بدأت منذ فوز هذه الإمارة الصغيرة بمساحتها؛ والعظيمة بشعبها وقيادتها الفذة، بتنظيم هذا العرس الكروي والذي يحمل رقم التسلسلي في بطولات كأس العالم لكرة القدم، (نسخة 22) في هذه اللعبة التي تسحرعقول وقلوب الجماهير في مختلف دول العالم منذ إقامتها لأول مرة في الأورجواي عام 1930م. فقد قادت دول كثيرة وحكومات استعمارية حملات دعائية مغرضة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي؛ وقنواتها الرسمية ضد دولة دولة قطر لمنعها من استضافة المونديال، وذلك لأسباب واهية وغير منطقية، فهناك من يرفع شعارات حقوق الإنسان، بينما يعلن البعض بعنصرية مقيته بأن العرب والمسلمين غير مؤهلين لمثل هذه التجمعات ذات الطابع العالمي. ولعلنا هنا نتذكر آخر هذه الخطابات التي تحمل مضامين الكراهية والحقد تجاه دولة قطر الشقيقة، تصريح وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر التي قالت "بالنسبة لنا كحكومة ألمانيا، فإن حق الاستضافة هذا خادع للغاية". لقد نست أو تناست الدول الأوروبية في القارة العجوز، وخاصة المانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا وإيطاليا واسبانيا ما قترفته من جرائم في حق شعوب العالم في القارات الخمس خلال الحقبة الاستعمارية من عبودية للمستضعفين من الافارقة، وقتل وابادة ونهب ثروات الشعوب في أنحاء العالم طوال القرون الماضية، فهؤلاء اليوم يزعمون بأنهم حراس حقوق الانسان ظلما وبهتانا، فرنسا اليوم ونحن في الالفية الثالثة، ما تزال تنهب أموال الافارقة وتبتزهم للحصول على نصف ثروات هذه الشعوب خاصة في (بوركينا فاسو) وغيرها من الدول المجاورة، وهذا الكلام ورد على لسان رئيسة وزراء إيطاليا الجديدة جورجيا ميلوني قبل بضعة أيام. كما أن ما يحدث على أرض فلسيطن المحتلة من مجازر وتهجير وإرهاب من الصهاينة لم يكون ضمن اهتمام الوزيرة الالمانية وأمثالها من الذين يتغنون بحرية البشر وحقوقهم زورا ونفاقا، فالحكومة الألمانية تخصص موازنة سنوية لدعم الكيان الإسرائيل الذي يقتل يوميا أبناء فلسطين ويهجرهم من اراضيهم. لقد اظهر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، شجاعة ورباطة جأش في مواجهة المعارضين لإقامة هذه البطولة في الدوحة منذ اكثر من عقد من الزمن؛ تاريخ اسناد الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا (FIFA) لهذه البطولة 2010. فالأمير الشاب يملك إرادة فولاذية لا تجدها إلا لدى القليل من قادة العالم في هذا الزمن الردي. فالشعب القطري الأبي وقف خلف قيادته الرشيدة التي هي مفخرة للامتين العربية والإسلامية. وعلى الرغم من كل المؤامرات التي حيكت في هذا المجال فلم يكن الطريق سهلا أو مفروشا بالورود أمام الاستعدادات اللوجستية، وبناء المرافق؛ لا شك بأن هذا الحدث الاستثنائي سوف يجعل من قطر معروفة على الخارطة الدولية، كذلك استطاعت الدوحة بذكاء وحكمة أن تقدم للعالم حقيقة ما يجهله البعض عن رسالة الإسلام، وثقافة دول الخليج أثناء حفل افتتاح البطولة التي شاهدها مئات الملايين من البشر حول العالم ليلة افتتاح المونديال الأسبوع الماضي. بالطبع لم يكن هذا الإنجاز العالمي الوحيد لقطر، بل أصبحت هذه الإمارة التي لا حدود لطموحها في الريادة على مستوى دول المنطقة في الانفاق على البحث العلمي الذي وصل عام 2017م إلى 2.8% من اجمالي الناتج المحلي للدولة، بينما تحتضن قطر فروع لأفضل الجامعات العالمية منذ اكثر من عقد من الزمن، إذ أن الحكومة القطرية تقدم منح دراسية للقطرين في هذه الجامعات الرائدة ذات السمعة الرفيعة مثل جامعة لندن وكليتي الطب والقانون لجامعة هارفرد وجامعة أركنساس وغيرهم من الجامعات العالمية. لا شك بأن من روائع القيادة القطرية إطلاق شبكة الجزيرة بقنواتها المتعددة، كالجزيرة الناطقة باللغة العربية وشقيقتها الناطقة باللغة الإنجليزية؛ فهذا الحضور الإعلامي المميز قد منح دولة قطر مكانة رفيعة على المستوى الوطن العربي والعالم قاطبة، إذ استطاعت هذه القنوات التي تمولها الحكومة؛ التفوق على وسائل الإعلام العربية بلا منازع، فالجزيرة اليوم توجه الرأي العام العربي من المحيط إلى الخليج بكل سهولة، بينما دخلت قنوات الجزيرة في منافسة شرسة مع القنوات العالمية خاصة (CNNI)، ونتيجة للثقة التي اكتسبها العاملون في الجزيرة، فهم يرددون عبارة معلقة في غرفة الأخبار بمقر القناة مفادها "كل العالم يشاهد قناة السي أن أن، بينما تشاهد قناة السي أن أن الجزيرة". وفي الختام، نبارك لقطر حكومة وشعبا إقامة كأس العالم على أرض الدوحة، ولأول مرة يقام هذا الحدث العالمي في منطقة الشرق الأوسط ونتمنى للفرق العربية المشاركة في هذه البطولة الفوز خلال المباريات القادمة.
توجهت الأنظار والأفئدة إلى الدوحة التي احتضنت قمة ثنائية فريدة؛ تجمع حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - وأخاه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير...
كثرت التكهنات والتنبؤات الصادرة عن مراكز الدراسات الغربية منذ منتصف العقد المنصرم والتي تؤكد بما لايدع مجالًا للشك بأن حروب الشرق الأوسط القادمة سوف تكون حول السيطرة على .مصادر المياه نظرًا لوجود نقص وندرة في...
يجاهد الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته الاحتلال الصهيوني البغيض الذي تقف خلفه الدول الكبرى التي اختارت لهذا الكيان الغاصب قلب الوطن العربي (فلسطين) هذه الأرض المقدسة التي تضم أحد المقدسات الإسلامية لأكثر من مليار مسلم في...
تعد منطقة الشرق الأوسط في مقدمة أقاليم العالم من حيث كثرة القلاقل والتوترات، فقد عانت الشعوب العربية في هذه المنطقة الأمَرَّين في أعقاب اتفاقية (سايكس بيكو) المشؤومة التي قسّمت العالم العربي إلى مناطق نفوذ لكل...
القراءة غذاء الروح ومفتاح للمعرفة. ويقاس تطور الشعوب والأمم برصيدها الثقافي والمعرفي على مستوى أفراد المجتمع، ومدى استخدامهم للمهارات والخبرات التي يكتسبونها من القراءة في حياتهم اليومية. فالثقافة الحقيقية جواز سفر للنجاح في الدنيا والآخرة،...
تعد الإذاعة المسموعة من أهم الإنجازات الفكرية والحضارية في القرن العشرين، والذي شهد أول بث إذاعي منتظم في التاريخ بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1920م، فالعلماء الأوائل الذين اخترعوا هذه الوسيلة أمثال الألماني (هيرتز) الذي أكد...
الفساد المالي من أخطر الأمراض الفتاكة التي تواجه شعوب العالم بشكلٍ عام والدول النامية على وجه الخصوص، فالطبقة الفاسدة من المسؤولين إذا وُجِدت في دولةٍ من الدول تعمل على تدمير الاقتصاد ونهب ثروات الأوطان بلا...
تعيش العاصمة الأمريكية واشنطن هذه الأيام ظروفا استثنائية غير مسبوقة في تاريخ هذا البلد العظيم الذي يحتل الصدارة في القوة الاقتصادية والعسكرية، بل وحتى في نظامه الديمقراطي الذي يعتبر نموذجا لمعظم دول العالم. فالذي شاهده...