alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

تموت الشعوب ليحيا الداعرون «2»

26 سبتمبر 2013 , 12:00ص

تناولت في المقال السابق تقديماً تاريخياً لظروف آخر دولة إسلامية تحمل الفكر الجهادي ولديها سيف مسلول من يدٍ عُليا فرضت على عالم وعر الجغرافيا تغلغلا محكما ملأ التاريخ وتفوق على كل المؤامرات. فهل كان أولئك الذين تمكنوا من الأرض في الدولة العثمانية معصومين عن الزلات التي تدفع الدويلات المسلمة الحالية للتشرذم والانبطاح؟ لا. ولكن رجحت كفة الصلاح على الفساد. والعدل على الظلم. والكرامة على الذل. فسادوا. فرغم أي ذنوب وتجاوزات قبضت الخلافة العثمانية على مفاصل دولتها رغم البعد المكاني والتنوع الثقافي حكمت مشارق الأرض ومغاربها. وكانت «فكرة الجهاد» في العقيدة الإسلامية مؤرقة لأوروبا وذاك الخوف أحد الأدلة الدامغة على أن الدولة العثمانية كانت تطبق أحكام الشريعة الإسلامية. وليس كما أرّخ بعض مرتزقة المثقفين بعكس ذلك ليلقي بين المسلمين العداء وبذور التراشق بالابتداع لشق صف كان كجدار يأجوج ومأجوج. لا يُخرق. إلا بإذن ربه. فبرزت ضرورة البقاء. كان لا بد من حرب بديلة تقضي على الفكرة! وبدأت أوروبا مشروعها لتحويل «الفكر» بسياسات الاستبدال الثقافي باستخدام العرب «المتفرنجين» من الولاة الذين عينتهم الدولة العثمانية على أمصارها. فخانوا الأمانة وتآمروا على الكتلة الثابتة وأثخنوها هم بالنفاق والمسيحيين بالقوة التي نسميها اليوم «الناعمة» وهي الثقافة الشاملة للقيام بتحول مجتمعي ممنهج بطيء ليكون فاعلاً. تغيير كامل في: الملبس. المأكل. تصاميم السكن. المشاركة في الاحتفالات. سفور النساء. ممارسات السفر. الترفيه.. وكثير من التدمير للبنية التحتية الجذرية لثقافة المسلم حتى تشوهت هويته. فما كان من الممكن أبداً أن يُغمد للمسلمين سيف ببقاء العقيدة الجهادية ورسوخ فرضيته والإيمان بمبدأ حق الدول الإسلامية بامتلاك القوة الدفاعية كأدنى حق. فكيف بقوة التحكم بالقرار والقدرة على التهديد بالسلاح. والثقة بأنها تستطيع تنفيذ ذلك التلويح؟! فبدأت المعركة خلال مئة عام حتى تغير «الجهاد» إلى «إرهاب» بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001. وتكفل الحكام المسلمون عبر الانضمام لاتفاقات مكافحة الإرهاب وتسليم الإرهابيين لأميركا بقتل مواطنيهم المسلمين! لا ننس أن أوروبا لتتمكن من تغييرنا «دينياً» بدلت مسمياتها كانت «العالم المسيحي» فصارت «دول مدنية» تحكمها دساتير بادعاء كذب أن الفاتيكان رمز ديني لا يتدخل في القرار السياسي. وراجعوا تصريحات البابا في كل شأن سياسي لتعلموا الحقيقة. ومن ذلك انطلقت صناعة حرب بأسلحة أشد فتكاً وتدميراً من سيف ومدفع وحصار حصون. بدأت حروب الشهوات. شهوة السلطة. شهوة الاستحواذ. شهوة المال. شهوة الحكم. شهوة الجنس. كل الشهوات تم استخدامها لإعداد ملفات فساد لكبار المسؤولين في الدول، ولكن في الأخيرة. الجنس. نقطة التدمير والخط الأخير. بالنساء نخروا أساسات الحكم في القصور ماضياً وحاضراً لتموت الشعوب ويحيا الداعرون على جماجمهم. الفسَدة الذين قدموا أموال الشعوب. بلا تردد. لإنقاذ كل الطغاة الذين اُزيلوا في الربيع العربي بمقابل عدم بث تصوير لفيلم جنسي شخصي يظهرهم عراة! كم مسؤول حكومي اقتصادي وسياسي ودبلوماسي تبع شهواته بقبول عروض المتعة النسائية التي تقدم له على هامش الاجتماعات والمؤتمرات واللقاءات الدولية فوُثقت تلك «الخدمات» في فيديو وحفظت في خزائن بنوك لاستخدامها لابتزاز المسؤول ليرضخ سياسياً، وهو ليحفظ ماء وجهه زج بدولته والشعوب بالهلاك لينجو؟ وكذلك فعلوا بالمسؤولات من النساء أيضاً. ابتزاز جنسي. ملفات فضائح متخمة! الدول المسلمة اليوم تتبع دساتير وضعية بل وتحارب أي مادة تشير لإسلامية الدولة. أوضاعنا سببها سوء أخلاق من في السلطة التي منحت القوة الدولية مادة لإخضاع السيف الإسلامي وقدرت على لي ذراعنا بذنوبهم! وأغلبكم يعلم. ولكنكم قد تدسوا رؤوسكم في الرمل كالنعام وتصرخوا: لا لا! هناك أسباب أهم من الشهوات. هناك سياسات! نعم هناك أسباب طرحناها مسبقاً، ولكن التهديد بعرض فيديو لزنا أحدهم أكبر رادع له ليتأدب ويضطهد شعبه لصالح شعوبهم! ولكم إبقاء رؤوسكم في الرمل حتى يأتي اليوم الذي يلحق الظالم بها أجسادكم! قلة يعلمون قصة تجنيد أتاتورك. وجدوا فيه شهوة طاغية للسلطة والشهرة. مع احتقار للعرب والبدو ورغبة للانسلاخ عن همجية الدولة الدينية. كما يقول. فأرسلوا له يهودية. وكان هو شيطاناً بجلد بشر. يزور عرب الجزيرة ويرتدي الجلباب ويمثل التدين، ويجلس للأوروبيين ويعتبر العرب كلابا يأكلون العظم الذي يلقيه لهم بعد أن يفرغ من لحم الضأن. بضعفه استعملوه. أثناء حياكة المؤامرة التي تعرفونها تاريخياً من الدول العربية والجزيرة العربية مع بريطانيا على الدولة العثمانية كانت تعد خريطة إعادة ترسيم حدود للعالم الإسلامي. وتم الوصول إلى اتفاقية سايكس- بيكو بين نوفمبر من عام 1915 ومايو من عام 1916 بمفاوضات «سرية» بين الدبلوماسي الفرنسي «فرانسوا جورج بيكو» والبريطاني «مارك سايكس» بقيت قيد الكتمان حتى إذا حانت الفرصة تنقض الأطراف على القصعة وتحاصرها وكذلك حدث تدريجاً مع التحول الثقافي. وتساقطنا.والآن كلنا نعرف التاريخ وتكراره. فمن حقنا أن نتساءل: إلى متى يُدفع بأجساد الشعوب تحت زناجير دبابات العسكر وتفجّر رؤوسهم بالرصاص الحي بمقابل شرائط فيديو لدعارة مصورة لممارسات وزراء ورؤساء دول دُسّتْ لهم في الأجنحة الملكية للفنادق الأوروبية أثناء قضائهم ليالي حمراء لابتزازهم بها بالأيام السود لإحكام قبضة الاستبداد؟!

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...