alsharq

نورة

عدد المقالات 65

رضا الناس غاية لا تدرك

26 يناير 2012 , 12:00ص

«رضا الناس غاية لا تدرك، فعليك بما يصلحك فالزمه فإنه لا سبيل إلى رضاهم»، هذه المقولة من كلام الشافعي، رحمه الله تعالى. وفي الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس». ومن هنا نتذكر أيضاً قصة الرجل وابنه والحمار (أعزكم الله)، حيث روي أن رجلاً وابنه أرادا النزول إلى المدينة وكانا يركبان حماراً، وبينما هما في الطريق إذ بهما يسمعان كلام المارة قائلين: «ما أشد قسوة هذا الرجل، الاثنان يركبان الحمار المرهق»، عندها نزل الرجل عن الحمار وجعل يجر الحمار وركب ابنه على الحمار. بعد فترة مرا على جمع من الناس، فالتفتوا إليهما وجعلوا يتهامسون فيما بينهم «ما أقل حياء هذا الولد يركب الحمار ويترك والده المسكين ماشياً»، عندها، أنزل الرجل ولده وامتطى ظهر الحمار تاركاً ولده يمشي إلى جانب الحمار. وما إن ابتعدا قليلاً حتى أشار بعض الناس إلى ذلك الأب القاسي الذي يركب الحمار ولا يبالي ما يعانيه ولده المسكين من تعب السير على القدمين. أخيراً قرر الاثنان المشي وأن يجرا الحمار خلفهما، وما إن ابتعدا قليلاً حتى سمعا تهامس المارة قائلين: «ما أسخف هذين... معهما دابة مسخرة لهما ولا يركبانها بقصد التخفيف من مشاق المشي». ختاماً التفت الوالد إلى ولده قائلاً: «إننا يا ولدي لن نستطيع إرضاء جميع الناس وإن حرصنا»، الآن سوف نحمل الحمار، لنتخلص من كلام الناس؟ ولكن هل تخلصا من كلام الناس، طبعاً كلا، فرضا الناس غاية لا تدرك، مثل ما قال الإمام الشافعي. فما نراه اليوم ونسمعه من كلام عن مؤسسة حمد الطبية، أو عن المجلس الأعلى للتعليم، أو عن هيئة المتاحف، أو عن غيرهم من المؤسسات والهيئات، كلام كبير، نقد لاذع، تجريح لشخصيات كبيرة لها مكانتها في المجتمع القطري. نحن لا نختلف مع الآخرين من حيث هناك نقص وهناك تسيب وهناك تجاوز، وهناك قصور، وهناك.. وهناك. ولكن هل هذا معناه أنهم لا يقومون بعملهم ولا يحاولون أن يطوروا أو أن يعملوا الأفضل لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، فهذا إجحاف في حقهم، وكلمة حق يجب أن تقال. حتى وإن كانت هناك أخطاء ونحن لا ننكرها، لكن هذا ليس معناه أنهم لا يحاولون أن يصلوا للأفضل، فبنظره واحدة على جميع الإنجازات التي نراها ونسمع عنها، ومن مثلها العمليات التي تقوم بها مستشفياتنا، نعلم إنهم يحاولون بكل جهد أن نصل لمستويات أفضل في الطب، ومنها العمليات الجراحية جميعها. وإن زيادة عدد المستشفيات في قطر دليل واضح على ذلك، أما إذا كان الحديث عن الأخطاء الطبية، ففي أي مستشفى في العالم لم تحدث به أخطاء طبية، وأخطاء كبيرة وفادحة مثلها مثل مستشفياتنا؟ هذا وارد في جميع المستشفيات، ومع جميع الأطباء، وإلا يعتبر الإيمان بالقضاء والقدر الركن السادس من أركان الإيمان والذي لا يتم الإيمان إلا به، فقد تكون هذه حكمة من رب العالمين لا يعلمها إلا هو. أما المجلس الأعلى للتعليم، وطريقة الكلام الذي يرسل عن طريق «البلاك بري» وغيره من سباب وتجريح لمن هم في موقع المسؤولية مثل الوزير، فهذا كلام لا يصح أن يكتب أو يتناقل، حتى وإن كانت هناك أخطاء من قبل المجلس الأعلى، فالوزير له مكانته الخاصة التي يجب أن لا يتجاوزها الشخص العادي بالتسفيه أو بالكلام الجارح الخارج عن مستوى الأدب. كما أصبح الآن الكلام الذي يتداول بين الصغير والكبير الذي لا يقيس للكلمة معنى، ولا يقدر للشخص مكانته، ولا يعرف من الكلام إلا الغث الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. طبعاً هذا ليس دفاعاً عن العملية التعليمية التائهة، ولكن دفاعاً عن مبدأ احترام من هم أكبر منك في المكانة والمسؤولية، وإن خالفتهم في الرأي. ولمعرفة أن رضا الناس غاية لا تدرك، على الإنسان أن يطرح موضوعاً للمناقشة ويستعرض ما يعرض فيها من كلام وتعليقات، ليرى الاختلافات الواقعة بين من هو موافق، وبين من هو معارض، وبين من هو محايد، هكذا حال الناس، فصاحب القول أو الفعل أو القرار تحت مجهر المدح والذم والقبول والاعتراض، فالناس كجماعات جحا لن يسلم فيهم أحد. ومن هنا تأتي مقولة «رضا الناس غاية لا تدرك»، وهو كلام صحيح لا خلاف فيه منذ القدم، فإنه لا يمكن لأحد أن ينال رضا جميع الناس، لذا على الإنسان الحرص على مرضاة الله جل جلاله وحده، وعدم التماس رضا الناس بما يغضبه ويسخطه. ودمتم سالمين،،،،

بيننا قنابل موقوتة

في الصباح تزداد أعداد السيارات، وخاصة في أوقات الدوام، حيث يخرج الرجال لأعمالهم، والأطفال والعيال لمدارسهم، والأمهات لأشغالهن، كل حسب وظيفته وعمله، والناس أنواع فمنهم الهادئ ومنهم العصبي، ومنهم البطيء ومنهم المستعجل، منهم من يذهب...

فضل العشر من ذي الحجة

إن إحياء ما اندثر من السنن في هذه الأيام المباركة فيه ثواب عظيم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من...

جريمة شنعاء

جريمة شنعاء كبيرة هزت المملكة العربية السعودية والخليج العربي، بل هزت كل مسلم ومسلمة، كما هزت كل قلب فيه ذرة من الرحمة والرأفة. جريمة قتل الطفلة السعودية (تالا) ذات الأربعة أعوام على يد خادمتها المجرمة...

(الصوت صوت نيران.....)

عنوان المقال مقطع من المقاطع المشهورة للفنان الكويتي حسين عبدالرضا في مسرحيته المشهورة (على هامان يا فرعون). وأنا أردد وأعيد هذا المقطع، لأن ما رأيته خلال اليومين اللذين مضيا يجعلني أتذكر هذه المسرحية، حيث ذهبت...

أين بناتنا؟

لأن طبيعة عملي تضطرني في بعض الأحيان أن أذهب لكثير من الأماكن والهيئات والمؤسسات وبما أذهب لهذه الأماكن فإن أول ما يدور في ذهني أنني سأجد أحد الأخوات القطريات لا تفاهم معها أو أكلمها في...

إلى من يريد النجاح

خلال اليومين القادمين سيبدأ الجميع بالاستعداد للعودة للمدارس، هذه العودة التي تسبقها عاصفة هوجاء من المحبطين والكسولين، والذين لا يقدرون قيمة ما هم فيه، هذه العاصفة التي تبدأ في مراسلات البلاك بري ما يصاحب هذا...

عراقي والنعم به

قد يتفاجأ الإنسان بوجود مثل هؤلاء الأشخاص وفي بلاد أوروبية، والتي عادة ما تكون معروفة بأنه لو تفقد فيها ربع دولار لن تراه مرة أخرى، وقد لا تتفاجأ، لأن هذا الشخص مسلم وعربي، وهو ما...

إلى أين وصلنا بعد المقالات؟

نعم إلى أين وصلنا بعد الكمّ الهائل من المقالات التي كتبتها، وكتبها كثير من الكتاب القطريين المتميزين في جميع الجرائد الموجودة في قطر؟ مثلاً في مقالاتي: - هل تأدبنا مع الله بالاستماع للأذان والإقامة والترديد...

هل شارعكم نظيف؟

القيم السلوكية كثيرة في حياة المسلم، ومن ضمن هذه القيم والسلوكيات النظافة، فالنظافة هي قيمة وسلوك حضاري، والإسلام هو القدوة لكل المجتمعات الإنسانية في تعلم وتعليم النظافة والمحافظة عليها لقوله تعالى «إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ...

تأدبوا مع الله

منذ عدة أيام قالت لي إحدى الأخوات نحن غير متأدبين مع الله، فاستغربت من كلمتها هذه وكيف تقول مثل هذه الجملة، قلت لها استغفري ربك، فاستغفرت، وبدأت توضح لي مقصدها من قول هذه الكلمة، فقالت...

لله درك يا قطر

خلال الأيام الماضية رأينا الجمعيات القطرية بعد اجتماعها تحت شعار «كلنا للشام»، وكيف أن هذه الجمعيات كانت تعمل بكل جد واجتهاد في حث الناس وحث أصحاب القلوب الرحيمة على التبرع لإخوانهم في سوريا، بل الأهم...

بين المظهر والجوهر

جوهر الإنسان هو سريرته التي لا يعلم عنها إلا رب البشر، أي إنها كل ما تحتويه النفس البشرية من مشاعر وأحاسيس، وما يحتويه العقل من أفكار واتجاهات لا تظهر للناس ولا يعلمون بها. أما المظهر...