alsharq

أحمد المصطفوي

عدد المقالات 84

«ست درجات فاصلة»

25 أبريل 2012 , 12:00ص

مدخل: «أنت تعيش مرة واحدة فقط، ولكن إذا عشت حياتك بالطريقة المناسبة فمرة واحدة تكفي» ماي ويست. لطالما كان عالم سلوكيات الفرد والسيكولوجية الإنسانية من اهتماماتي الدائمة، رغم أني لا أحمل أي شهادات في هذا التخصص، ولم أحضر أي دورات بهذا المجال، إلا أنني أشعر بشغف حقيقي وأنا أقرأ أي مقالة متعلقة بموضوع التشخيص النفسي ودراسة سلوكيات الإنسان. وأتوقع أن هذا الأمر يشاركني فيه الكثير من الناس، بحكم أننا لا نعرف الكثير عن سيكولوجية الإنسان وعقله الباطن وكيف يؤثر على سلوكياته. بالإضافة لذلك هذا المجال يمس صميم حياتنا اليومية، وقد يساعدنا -في بعض الأحيان- في تفسير تعاملنا مع الآخرين أو تعامل الآخرين معنا. «ست درجات فاصلة» هي الترجمة الحرفية ومحاولتي الشخصية لتعريب نظرية (Six Degrees of Separation) التي قام العالم ستيفن مليجرام بتوصيلها للعالم في بداية القرن العشرين. وفكرة النظرية قائمة على أن أي شخصين في العالم بغض النظر عن مكانيهما لا يفصل بينهما أكثر من 6 خطوات، أو بالأحرى يمكن تكوين شبكة من المعارف لا تتعدى الـ 6 معارف لربط أي شخصين على وجه الأرض. نظرية مدهشة للغاية، ولكن لا بد أن أعترف أنه عند قراءتي لها للوهلة الأولى قلت لنفسي إن هذا الأمر مستحيل وغير ممكن، وبحثت أكثر في الموضوع حتى وجدت التجربة الأساسية التي قام بها ستيفن مليجرام لتأكيد النظرية، وسمى التجربة «العالم قرية صغيرة»، وتشمل التجربة الخطوات الآتية: 1- قام العالم باختيار أشخاص من ولاية نبراسكا كنقطة بداية، وأشخاص في مدينة بوسطن كنقطة النهاية، والسبب وراء ذلك هو المسافة الكبيرة الفاصلة بينهم، حيث تحتاج للسفر جواً لأكثر من 8 ساعات بين النقطتين. 2- اختيار الأشخاص كان عشوائياً، فلم يكن أي شخص في نقطة البداية في نبراسكا يعرف الشخص الآخر في بوسطن بنقطة النهاية. 3- يتم إرسال طرد للشخص الموجود في نقطة البداية، ويتم توضيح فكرة التجربة، ويتم إرفاق اسم الشخص الموجود في نقطة النهاية بدون أي معلومات أخرى، ويجب على الشخص في نقطة البداية توصيل الطرد بالبريد لهذا الشخص في بوسطن. 4- الشخص في نبراسكا كان يرسل الطرد لشخص آخر يعرفه في مدينة قريبة من بوسطن أو في بوسطن نفسها، وذلك الشخص عليه مهمة توصيل الطرد لشخص وهلم جرا حتى يصل الطرد إلى نقطة النهاية للشخص المقصود دون أن نتعدى 6 خطوات من عمليات إرسال الطرد. 5- الشخص المتلقي في نقطة النهاية كان يجب عليه إرسال رسالة يؤكد فيها استلام الطرد وعدد الأشخاص الذين ذكرت أسماؤهم في عملية الإرسال إلى العالم ستيفن مليجرام. تجربة بسيطة للغاية، ولكن النتائج النهائية كانت مثيرة للإعجاب بدون شك، حيث أشارت الإحصائيات أن 64 طرداً قد وصلوا من نقطة البداية إلى نقطة النهاية. وكان المعدل في وصول هذه الطرود من 5 - 6 خطوات أو مرسلين كما تنبأ العالم ستيفن. ورغم أن التجربة واجهت عدداً من المشاكل، أبرزها أن كثيراً من الناس في وسط سلسلة الإرسال –بين نقطة البداية والنهاية- لم يريدوا المشاركة فأوقفوا العديد من الطرود، حيث إن عدد الطرود الخارجة من نقطة البداية هو 160 في حين أن 64 طرداً فقط أكملت العملية بنجاح تام. دروس عديدة نستطيع استخلاصها من هذه التجربة، ولكن الرسالة التي أود أن أوصلها لك عزيزي القارئ أننا بالفعل نعيش في عالم صغير لا تفصلنا سوى يضع درجات عن بعضنا البعض، فلنتواصل مع الآخرين، ولنبدأ بصلة الرحم التي وصى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، فالأقربون أولى بالمعروف، ولنتواصل مع أصدقائنا ومعارفنا الذين تربطنا علاقات وثيقة معهم، ولنشد على رباط الصداقة والمعرفة بشكل دائم لا في المناسبات فقط. ولنعود أنفسنا على عادة السؤال وزيارة الآخر، فكل ما يفصلنا عن الآخرين هو مسافات بسيطة فهل نبخل علينا وعليهم بـ «3،4، 5، 6 خطوات»؟ مخرج: «السعادة تكون حقيقية فقط عندما تستطيع أن تشاركها مع أولئك الذين تحبهم» جون كراكور . لكم مودتي واحترامي

الاختلاف في الرأي سبب خراب أي قضية!

مدخل: موضوعي اليوم مقتطفات شاردة وواردة من حياتنا اليومية، هذه المقتطفات مثل أوراق الشجر في الخريف التي سرعان ما تذبل وتسقط وتدوسها الأقدام ثم تلقى للمهملات، وتستمر الحياة بدونها حتى يأتي فصل الخريف مرة أخرى....

اغتصاب القرارات

مدخل: في اللهجة الدارجة نقول لشخص «شوره مب بيده» عندما نعني أنه لا يمتلك الحرية لاتخاذ القرار. ومن أبرز المشاكل التي قد تواجه الفرد منا عندما يسلب القدرة على اتخاذ القرار، فيبدأ بالشعور بالعجز والقهر،...

سوبرمان والفلسفة!

قد يستغرب القارئ من ذكري لسوبرمان في عدد من مقالاتي، وتعود إشارتي المتكررة لهذه الشخصية لسببين رئيسيين، الأول هو أنها شخصية خرافية يعلم عنها الجميع وقد قرأنا عنها في المجلات وشاهدنا مغامراتها بالرسوم المتحركة. السبب...

أن تكون تحت الأضواء

إن البحث العلمي في مجال «طريقة عمل الدماغ» يعيش في وقتنا هذا عصراً ذهبياً، فلا تكاد تخلو مجلة علمية أو تقرير علمي دون وجود دراسة أو تجربة عملية في هذا المجال، وتكمن الأهمية البالغة لهذه...

أكون أو لا أكون هذا هو السؤال؟

مدخل: «الله أعطاك وجهاً واحداً، ولكنك أنت من تخلق لنفسك وجوهاً عديدة».. ويليام شكسبير «أكون أو لا أكون هذا هو السؤال؟» هو المقطع الافتتاحي من مسرحة ويليام شكسبير الخالدة «هاملت»، حيث يقف الأمير هاملت ويتساءل...

تعدد المهام وظاهرة السوبر مان!

مدخل: «في عصر لا يعترف إلا بالسرعة، من الصعب أن تجد وقتاً لكي تستمتع بما تقوم به». مجهول لم يخطئ من سمى هذه الألفية بألفية السرعة، فكل شيء يتحرك بسرعة كبيرة جداً، ساعات اليوم الأربع...

صفحة من الذاكرة

مدخل: «لا أجد متعة أكثر من تلك التي أجدها في الاستماع إلى الآخرين ومقارنة تجارب الفشل والنجاح مع ما فعلته أنا بذاتي» (مجهول المصدر). الكثير منا يحب أن ينظر إلى صور الألبومات القديمة، ليتذكر ماضياً...

تغيير القناعات وقناعة التغيير

قبل أن أتطرق للموضوع المذكور بالعنوان أود أن أسترجع قصة قصيرة ذكرها لي أحد الأصحاب وهي كالتالي: (دخل أحد طلاب المرحلة الثانوية الفصل بعد انتهاء حصة الرياضيات، ونتيجة لتأخره وجد أن الجميع خرج من الصف،...

الشطحات اللامنطقية!

مدخل: «دائماً ما نعتقد أن القرارات التي نتخذها مبنية على تفكير عميق وتحليل منطقي، ولكن الواقع مغاير لهذا الاعتقاد، فالكثير من قراراتنا عشوائية، وهي نتيجة أهواء محضة ومشاعر داخلية (مجهول). الشطحة الأولى جلس محمد أمام...

الموعد

ملاحظة لعزيزي القارئ: مقالي اليوم قصة قصيرة كتبتها في زمان مضى، ألطف بها أجواء صارت مشحونة. جلس يعقوب في كرسيه وهو يهز رجله بصورة متواصلة، نظر إلى يمينه ثم إلى يساره وهو يزفر في حرارة...

هل انتهى عصر الدولار؟

إذا ما عدنا لكتب التاريخ لوجدنا أن التعامل التجاري بين مختلف الشعوب بدأ من خلال مبدأ «التبادل»، فلم تكن هناك عملة تحكم وتنظم عمليات البيع والشراء، فلقد كان التبادل سيد الموقف، فإذا أردت شراء قدر...

تعالج من الأمراض من خلال «Skype»!

خلال آخر 20 عاماً رأينا نقلة نوعية في مجال الطب الحديث، سواء كانت من خلال الأدوية الحديثة التي صارت أكثر فاعلية وبأضرار جانبية أقل، أو من خلال العمليات الجراحية المختلفة التي صارت متخصصة في أكثر...