عدد المقالات 81
لعل الموقف الروسي المساند للنظام السوري ودعمه غير المحدود له، غيّر الكثير من الصورة الموهومة لدى كثيرين في الشارع العربي عن الدولة الروسية التي نظر إليها كـ «نصير للقضايا العربية»، وذلك على الرغم من أن هذه الصورة كانت نتاجاً للموقف الروسي العدائي من الولايات المتحدة الأمريكية في إطار بحث الدولة الروسية عن مجد غابر عاشته كقوة عظمى في إطار الاتحاد السوفيتي السابق، أي أنه لم يكن نتاج تحالف استراتيجي مع المنطقة العربية. الموقف الروسي في سوريا لا يخرج عن إطار الرؤية المصلحية الروسية ودون إيلاء أي أهمية لحقوق الانسان حيث تجاوز عدد الضحايا في سوريا عشرات الآلاف، وما زالت الدولة الروسية الداعم الأول لنظام بشار الأسد، بل إن الاستراتجيات العسكرية المتبعة من قبل الجيش النظامي السوري، عبر تكثيف العمل العسكري على مناطق معينة، وإعادة السيطرة عليها، بكلفة عالية من قتل المدنيين، تذكر بالاستراتيجيات العسكرية التي اتبعتها روسيا في الشيشان وتحديداً خلال حربي 1995 و1999. منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، تشكل السلوك السياسي للدولة الروسية وفقاً للقدر الجيوسياسي التاريخي لروسيا الواقع بين الشرق والغرب، وهو ما يعبر عنه شعار الدولة الروسية بنسر ذي رأسين متقابلين أحدهما ينظر للشرق والآخر للغرب. وقد لعب هذا الواقع الجيوسياسي دوراً في تشكيل موقف النخبة الروسية من سياسة دولتهم فما بين عامي 1991-1994 برز نزوع تغريبي لدى الدولة الروسية بتأسيس دولة على الطراز الغربي، والتأسيس لعلاقات شراكة مع الدول الغربية، ولكن توسيع حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وتزايد المد القومي في الداخل الروسي دفع إلى تغيير تلك السياسة نحو نزوع قومي توسعي، يسعى لاستعادة الأمجاد الإمبراطورية لروسيا القيصرية أو السوفيتية، من هناك بدأ التدخل العسكري في الشيشان عام 1994 لمواجهة محاولة الاستقلال هناك. ولكن الهزيمة العسكرية للجيش الروسي في حرب الشيشان الأولى، والأزمة الاقتصادية، لم تسمح لهذا النزوع بالتمكن من مفاصل الدولة الروسية حتى مجيء فلاديمير بوتين الذي أسس لنزوع الدولة العظمى في روسيا عبر شن حملة دموية في الشيشان، باستخدام خطاب «مكافحة الارهاب» -الذي منحته مرحلة بعد 11 سبتمبر شرعية-، وإعلاء الخطاب القومي للدولة الروسي، واعتبار دول آسيا الوسطى مناطق نفوذ روسية لا تسمح بالتوسع للغرب التوسع بها، والاستفادة من ارتفاع اسعار النفط، والأهم السيطرة على مرافق الدولة عبر الاجهزة الأمنية التي سيطر عليها بوتين. إشكالية الدولة الروسية في هذا النزوع التوسعي، وتقديم روسيا كدولة عظمى يصطدم أيضاً بواقع سياسي تغير على الساحة الدولية، وبعيداً عن منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز، فإن الشرق الأوسط بقيت اقليميا خارج الروابط الروسية يعد انهيار الاتحاد السوفيتي فسوريا بقيت الدولة الوحيدة التي لروسيا نفوذ فيها بعد أن فقدت حلفاء تاريخيين كالعراق، والجزائر، وليبيا....الخ. وتدلل حالة القاعدة الروسية البحرية في ميناء طرطوس عن هذه المعادلة، حيث إنه الميناء الوحيد في العالم، خارج مناطق الاتحاد السوفيتي، الذي لروسيا قاعدة بحرية فيه، وهو مدخلها إلى «المياه الدافئة» التي تضمن حركة تجارية وقناة لانتقال الأسلحة الروسية، والأهم، بالنسبة لروسيا، تأكيد نفوذها. ويذكر أن روسيا تسعى منذ عام 2010 (القاعدة البحرية موجودة منذ عام 1969) إلى تحديث القاعدة ذلك أنها غير مهيأة لقيادة عمليات عسكرية منها –شأن القواعد الأمريكية في أماكن أخرى-، ورغم ذلك تتمسك بهذا الميناء باعتباره القناة الوحيدة في المنطقة العربية، وتخشى روسيا أيضاً أن ذهاب نظام الأسد يفقدها الحليف الوحيد في المنطقة العربية. وعلى ذلك فإن تغير الموقف الروسي، إن طرحت أية تسوية للأزمة السورية، لن يكون إلا عبر صفقة تضمن وجوداً لها في «المياه الدافئة».
لم تكد تخلو أي صحيفة بريطانية الأسبوع الماضي، من إشارة إلى مقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي على يد مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» بشريط مصور مروع، حيث ظهر منفذ عملية القتل متحدثا بلكنة...
لعل وجود «تنظيم الدولة الإسلامية» (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سابقاً) على تخوم الأردن يعد الشاغل الأكبر للأردنيين، سواء على مستوى النخب السياسية كما يتبدى في الصالونات السياسية في عمان أو حتى على مستوى...
في عام 2010 وفي "عز" تراجع ما يعرف آنذاك ب "الدولة الإسلامية في العراق"، أمام "مجالس الصحوات"، نشر التنظيم كتابًا بعنوان "خطة استراتيجية لتعزيز الموقف السياسي ل "دولة العراق الإسامية". فكرة الكتاب قامت على أساس...
قد يتفق مراقبو المجموعات الجهادية على أن الخلاف بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» -الذي بــات يسمي نفسه بالدولة الإسلامية بعد سيطرته على ثاني المدن العراقية الموصل في يونيو الماضي- وبين الخط الغالب للتيارات...
لطالما شجب مؤيدو روسيا، وقبله الاتحاد السوفيتي السابق أي انتقاد للدب الأحمر لاعتبارين أساسيين بنظرهم، الأول أن موسكو تقف دوما القضايا العربية، وبالأخص القضية الفلسطينية، وثاني الاعتبارين أن روسيا تشكل قطباً موازياً للولايات المتحدة الأميركية...
تحليل ظاهرة «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أو ما باتت تعرف الآن بـ «الدولة الإسلامية»، عربياً يتسم، فيما يتسم، بصفتين أساسيتين، في معظم الأحيان، وفق مستوى التحليل، على المستوى الشعبي، وعلى مستوى النخب، وكلا...
أشارت مجلة الإيكونوميست البريطانية في ملفها الخاص عما أسمته بـ «تراجيديا العرب»، إلى واقع تاريخي محزن، حين أشارت إلى أن عواصم كالقاهرة ودمشق وبغداد كانت مصادر النهوض الحضاري للعالم، يستفيد منها حتى الغرب، ولكنها اليوم...
الزائر لأربيل عاصمة كردستان العراق، يشعر أنه، وفي ظل الأخبار الواردة من العراق، يشعر وكأن هذا الإقليم ليس على تخوم العراق وجزءا منه. وفيما عدا مخيمات النازحين على أطراف المدينة، والإقليم ككل، وبعض الدخان المنبعث...
كنت في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي، حيث ترافقت زيارتي مع تواتر التقارير عن سيطرة مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مدينة الرطبة على الحدود، وعلى مناطق حدودية. هذا التوسع لـ «تنظيم الدولة»،...
كثيرون في عالمنا العربي استدعوا نظريات المؤامرة لتفسير توسع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في العراق، في أكثر من منطقة، ودخولها في مواجهة مفتوحة مع القوات العراقية في عدد من المدن. وقد كان الحضور المفاجئ،...
أبرز توسع «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مساحات جغرافية واسعة في العراق منذ الأسبوع الفائت، بما فيها ثانية أكبر المدن العراقية الموصل في شهر يونيو 2014، تزايدا في المصادر التمويلية للتنظيم. وقد أشارت...
لعل قلة يعرفون أن التوتر المتصاعد منذ أشهر غربي العراق في المناطق السنية لا يرتبط فقط بمجموعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بل هناك مجموعات سنية مسلحة، محتجة على أوضاعها، وعلى سياسات المركز في...