alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

إحباط الربيع.. أم دحر الشعوب؟!

24 أكتوبر 2013 , 12:00ص

إرهاصات جمة متشابكة الأطراف والوسائل والأسباب تجتاح العالم باتجاه التحرير. نعم التحرير. فالأرض امتلأت خبثاً حتى فاضت، وهذا الفساد لن يستمر في ملك الله والتطهير آتٍ لا محالة. منذ جذوة ثورة الياسمين، والدنيا قائمة متحفزة لحدث التغيير العظيم. وبقدْر التغيير تكون المقدمات. والتغيير سنة كونية لن تتوقف عند ملك ولا مشيخة ولا إمارة ولا رئاسة ولا حاضرة أو بادية ولا طوائف أو منتمي أديان قادرين على صدها، لا شيء يمتلك قوة الصمود أمامها، إذا جاءت أشراطها فلا عاصم من أمر مالك الملك، وسيحدث التغيير، ولن يقف أياً كان الثمن. فهل يفقه ذلك من يظنون أن هناك جبلا ما سيؤويهم إذا فار الموج؟! بقدْر التغيير تكون المقدمات. فلننظر للأحداث التاريخية الكبرى السابقة، على مر القرون، الثورات الشعبية الكبرى على الطغيان حتى يحدث تحول كبير وملحوظ هناك الكثير من التضحيات على المحك، تغيرت جغرافيا وسُطر تاريخ وسُقيت التُرَب بالدماء واختلط لونها الأحمر الزكي بالفاسد، وسيفصل بينهم الله كل على نيته، وهُدمت حضارات وبُنيت أخرى على الجماجم، وكل ذلك يأتي عندما يشيع الفساد ويرتفع منسوب الظلم ويصير بواحاً ويسود الخوف بدلاً من الأمن، والجور بدلاً من العدل، ويعلو صوت الباطل على الحق، فينزل أمر الله. يأتي النصر بغلاف الابتلاء، وتحل العقوبة على أهل الفساد، وينجي الله المؤمنين، والمنجاة لها طرق وليست هي دائماً بالحياة بل بالموت اصطفاء. ونرى الكثير ممن يضحكون ويسخرون وهم مسلمون للأسف، من قول «وينجي الله المؤمنين» ويتساءل: كيف ينجيهم وهم يموتون كل يوم في هذه المعارك الطاحنة بين الحق والباطل في كل مكان؟! والحقيقة أن هذه سنته لن تتغير، التضحيات تكبر كلما كان الحدث كبيراً، ويقين المؤمن لن يهتز من سخرية وجهل، أما الموت فهو للمؤمن السائر في طريق الحق شهادة، والعذاب تمحيص، والكَبَد هو شأن الحياة الدنيا، فهم أحياء في سبيل الله وأموات في سبيل الله. هكذا يقرأ الموقنون بسنن الله الكونية الأحداث ولا يتوقفون عند النتائج لأنها ليست من شأنهم. فلم يؤمن مع سيدنا نوح إلا قرابة ثمانين فرداً وقد دعاهم تسعمائة وخمسين عاماً للتوحيد، وكذلك ابنه أهلكه الله كافراً، فليس للمؤمن بالله التفكير بالنتائج بل بذل كل الأسباب، وهذا الفرق بينه وبين المشككين القاسية قلوبهم من كثرة شحذ العقل لينافس حكمة خالقه وهذا مستحيل! ولدينا تساؤل مهم في مسوغات التغيير، أليس حكام الدول التي بدأت فيها إرهاصات التغيير مسلمين؟! سؤالنا ليس استنكارياً، بل حقيقياً. هل هم مسلمون حقاً، فالحاكم المسلم وإن ظلم وبغى وطغى لا بد أن يكون لديه رادع ولو واحد يرضّخه لأمر الله عند نقطة ما فيرجع. هناك ذرة خشية في قلب المسلم لا تزول وإن تضاءلت لا تضمر أبداً. فما سبب الجرائم والوحشية التي تمارسها أنظمة دول الربيع العربي على الشعوب الراغبة في التحرر من عبودية حاكم جائر؟! إسلام الحاكم شرط رئيسي لحكم المسلمين، وهذا الإسلام ليس شكلياً ويتطلب إثباتاً. فهل الحاكم المصلي مع جماعة المسلمين حصّن كرسيه؟ وهل وصوله للحكم شوري؟ وهل استمراره هكذا؟ تساؤلات يجب أن تكون على طاولة التفكير عند تناول أسباب حرق الشعوب الذي تمارسه الأنظمة لتبقى أطول قدر ممكن وإن كان ذلك على أشلاء! ليس من المنطق ولا العقل ولا الحسابات الذكية والغبية ولا أي دبلوماسية أو دعاوى جائرة بحفظ الأمن من إرهاب متوقع أو مُفتَرى. أن نشرعن سفك الدماء الذي يتولى نظام أسد في سوريا وانقلابيو مصر كِبره في تجربتي التحرر في البلدين! لا يوجد أي عذر لهم ولمن يقف وراءهم لتحطيم البنية الحقيقية للأمم وهي البشر ليبقى الحجر والبحر فقط. على أن يتم إعادة بناء الحضارة بعد القضاء على رؤوس فتنة وغيرها من اللغط الذي تبثه وسائل إعلام «الكراسي» المثير للغثيان والشفقة في آن! فهل التآمر على الربيع العربي تحديداً. أم على شعوب الأمة قاطبة؟ أرى أنها مؤامرة على شعوب الأمة، وكأن الدول الداعمة لنظام الأسد، عبر معارضتها الخجِلة لقتله شعبه، ومساندتها الأشد خجلاً للمعرضة السياسية والمسلحة التي تريد رحيله. وكذلك التي تضخ أموالاً لإنعاش الانقلاب ضد اختيار الشعب المصري، كأنهم يؤدبون شعوب الأمة بدماء السوريين والمصريين! وكأن الرسالة أن من يفكر بالتحرر من عبودية الحاكم الجائر فمصيره مصير من حاول في سوريا ومصر! هل هذا التحليل يبدو منطقياً لكم أيضاً؟! الواقع والمؤشرات تعطيانا الكثير من الأسباب، ولكن أهمها فرض تركيع الشعوب الراغبة بإصلاحات سياسية لتحكم الأرض بنظام عدل وتكافؤ فرص بين الناس وحياة كريمة للإنسان. مطالب مشروعة ولكن مسلوب الكثير منها. وللشعوب الفتات الذي تبين أنه لا يكفي للحياة. فاختارت الموت! فهل خافت الشعوب من مقتلة مصر وسوريا وستتراجع عن السير في طريق الحدث الأكبر الذي سيأتي بلا شك لشيوع أسبابه؟ الأيام ستجيب. ولكن ما علاقة التجمع الماسوني بالأمر؟!

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...