جماعية لخويا وفردية البقية

مع كامل تقديرنا للانتصارات التي حققتها أندية العربي والأهلي والغرافة والجيش إلا أن خماسية لخويا في مرمى قطر هي تجسيد عملي للكرة الجماعية التي قدمها لخويا وأهلته لتسجيل خمسة أهداف وإهدار ما لا يقل عن ثلاثة أهداف مؤكدة، ويعود ذلك الفارق الكبير في الأهداف والفرص التي أتيحت للخويا للتفوق الواضح في أداء لخويا جماعيا، حيث نجح لاعبو لخويا في توظيف مهاراتهم الفردية العالية في الاستلام والتسلم والاحتفاظ بالكرة وأيضا الاختراق الطولي، فضلا عن قدرة لاعبي لخويا على خلق المساحات خلف مدافعي قطر والتي سهلت عملية التمرير البيني والأمامي كما حدث في هدفي المساكني وسوريا، وفي المقابل كانت انتصارات العربي والأهلي والغرافة والجيش انتصارات يعود الفضل لها لتألق بعض اللاعبين على المستوى الفردي بصورة أسهمت في تحقيق تلك الانتصارات كما حدث من فاجنر في الجيش وإيزيكيل وبوعلام في العربي ولوبيز في الغرافة ومجتبى ومشعل في الأهلي، صحيح لا زلنا في بداية الدوري ولا زالت الفرصة قائمة لكل الأندية لتقديم الأفضل من الناحية الجماعية عندما يزداد التجانس بين اللاعبين، وصحيح العربي قدم أداء جيدا وعبر عن نفسه بصورة تبشر بانتظار المزيد من العربي، وصحيح الغرافة كان حاضرا بصورة أفضل من البدايات التي كان عليها في الموسمين الماضيين، وصحيح الأهلي أكد تفوقه على السيلية، وصحيح الجيش نجح في تحويل خسارته لفوز إلا أن لخويا كان الأكثر بروزا والأكثر سيطرة لدرجة أنه حقق فارقا كبيرا مقارنة بالآخرين على صعيد النتيجة والمستوى الفني. كلنا عرباوية في ظل افتقاد الدوري للجماهير الريانية، وفي ظل البداية الجيدة للعرباوية فنيا ورقميا أعتقد أن كل القائمين على دوري النجوم الكروي سوف يفرحون لكل فوز عرباوي، وسوف يتمنون أن تستمر الانتصارات العرباوية ليستمر معها تدفق جماهير الأحلام لتعوض غياب جماهير الريان، ولكي تزدان الملاعب بالجماهير الغفيرة التي تساهم في تحفيز اللاعبين على تقديم الأفضل لأنه مهما قامت رابطة الجماهير في كل نادي بدورها في جذب الجماهير يظل ارتفاع المستوى الفني في المباريات هو الحل الأمثل للزحف الجماهيري للمدرجات في كل المباريات لأن ما لا يعرفه الكثيرون أن جماهير الكرة نوعان: الأول هو الجماهير التي تأتي لتشجيع ناد بعينه ارتبطت به وتنتمي إليه، والنوع الثاني هو جماهير عاشقة لكرة القدم وللأداء الفني المتميز وهي جماهير مستعدة لحضور مباراة معينة لوجود نجم معين تعشقه، وتستمتع بأدائه في الملعب، وهي أيضا الجماهير التي تحب متابعة فريق معين حتى لو لم تكن منتمية له، وعندما يرتفع المستوى الفني لدورينا سوف يرتفع معدل الحضور الجماهيري، والحضور الجماهيري الكبير هو مؤشر عملي على مستوى الكرة في أي بلد، وأعتقد أن التغييرات الإيجابية على صعيد اللاعبين المحترفين والأجهزة الفنية بدوري الموسم الحالي تؤكد أن مستوى الدوري الجديد سوف يكون مرتفعا ونتمنى أن يكون الحضور الجماهيري كذلك!!