


عدد المقالات 122
في ثلاثينيات القرن الماضي كان وليام راندولف هيرست -وريث عائلة هيرست الثرية- يتمتع بنفوذ استثنائي في الولايات المتحدة الأميركية، لم يكن ذلك النفوذ استثنائياً بسب منصب سياسي أو مكانة اجتماعية أو لثرائه، فلقد تمتعت عائلات أميركية أكثر قدماً منه ساهمت في بناء الولايات المتحدة الأميركية بثراء فاحش يفوق ثراء عائلة هيرست. إلا أن نفوذ هيرست في التأثير على السياسة يستمد قوته من سيطرته على الإعلام الأميركي، فلقد امتلك هيرست عشرات الصحف في الولايات المتحدة، وكان يفاخر بأنه وبالتأثير على الرأي العام يستطيع تحريك الساسة والإطاحة بهم متى شاء وكيفما شاء كقطع الشطرنج. وفي عهده أطلق على صحفه العبارة الشهيرة «الصحافة الصفراء»، تعبيراً من بعض الإعلاميين عن استيائهم لتملك شخص واحد نفوذ «الرأي» في أميركا، لم يستطع أحد الإطاحة بملك الصحافة «هيرست» حتى أتى شاب مغمور آنذاك يدعى أورسون ويلز -أصبح من أشهر كتاب ومخرجي هوليوود فيما بعد- استطاع «وبشق الأنفس» أن يجد شركة إنتاج واحدة قبلت أن تغامر بما لديها لتنتج فيلماً ينتقد إمبراطور الصحافة هيرست، وذلك بعد رفض «لوي بي مير» من شركة «MGM» و»جاك وارنر» من شركة «Warner Bros». المغامرة في إنتاج فيلم قد يدخلهم وشركاتهم في حرب إعلامية خاسرة مع هيرست. استطاع هذا الشاب المغمور وشركة «RKO» أن ينتجا فيلم «CITIZEN KANE»، والذي يعد من أفضل الأفلام في تاريخ السينما الأميركية، حيث قام ويلز باستخدام الرموز في هذا الفيلم لفضح هيرست ككلمة «Rosebud»، والتي تعد كلمة عادية، إلا أنها كانت ترمز في الفيلم إلى إحدى فضائحه، وأصبحت هذه الكلمة اليوم رمزاً لأي سر فاضح لشخصية بارزة كهيرست، واستطاع الفيلم مع انتشار أنباء تأييد وليام هيرست لهتلر أن يطيح بهذا العملاق الإعلامي وفساده. تبقى شركة هيرست اليوم من أكبر شركات الإعلام في العالم، إلا أنها لم تستعد بريقها الإعلامي أو نفوذها السياسي كما في السابق، كمؤسسة تقود الإعلام العالمي، إلا أن العالم لم يسلم من شرور مثل هؤلاء وفسادهم. فنجد اليوم روبيرت ميردوخ -أو كما يراه البعض وليام هيرست العصر الحديث- يمشي على خطى الفساد ذاتها باستخدامه شركته الإعلامية العملاقة -سواء من صحف تايمز البريطانية أو وول ستريت جورنال الأميركية أو قنوات فوكس نيوز أو سكاي الإخبارية وغيرها من الصحف والقنوات- لينشر هو وابنه أجندتهما اليمينية المتطرفة والعنصرية حول العالم. فبعد اعترافه بتشويه صورة العراق إبان حرب بوش هناك، إلى قضايا التنصت على الهواتف المحمولة للمواطنين البريطانيين وغيرهم، وصولاً إلى الحملة العنصرية الأخيرة ضد قطر، والتي قد تكون أحد العناصر الرئيسية في زيادة وتيرة الجرائم العنصرية في بريطانيا، فإنه يثبت اليوم أنه قد تفوق على وليام هيرست وفساده وعنصريته، ولربما لن يكون الرد عليه وعلى ابنه إلا كما كان الرد على هيرست، فمن يعيش بسلاح الإعلام يموت به. الرأي الأخير... إن التصدي لمثل وليام هيرست أو روبيرت ميردوخ لا يكون إلا عن طريق وضع سياسة إعلامية موحدة لردع مثل تلك الحملات العنصرية، وكما هو الحال في كل شيء فإن خطوة «اعرف عدوك» هي الخطوة الأولى في «مشوار التطهير الإعلامي»، وكي نعرف ميردوخ يجب أن نتتبع خيوط لغز إمبراطوريته، وأين تقع كبرى مشاريعه؟ ومن هم المستفيدون من هذه السياسات؟ وحينها فقط سينكشف لنا من هو خلف ستار «عنصرية ميردوخ وابنه»، وستنكشف لنا «Rosebud». (تذكر بأن أفعالك مقاييس أولوياتك) إلى اللقاء في رأي آخر
استكمالاً لمقالات سابقة كتبتها عبر السنوات الماضية عن «شوارع DC» و»شوارع باريس»، وأسرار تلك المدن التي زرعت فيها من خلال مصممي تلك المدن، اليوم أستكمل تلك السلسلة بمقالي عن «شوارع اسطنبول». اختار الإمبراطور قسطنطين عاصمته...
بدأت مع أداء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب اليمين الدستورية، وتسلمه سدة الرئاسة في تمام الساعة 12 وخمس دقائق بتاريخ 20 يناير، وحتى كتابة هذا المقال، حالة من اليأس والفوضى تعمان مدناً كثيرة داخل الولايات...
في عالم العمليات العسكرية الحديثة لا يمكن لنا أن نتجاهل أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف المرجوة، والتي تعتمد على المركزية في القرار، واللامركزية في صلاحيات التنفيذ وأدواته، أو بالمصطلح العسكري «قدرات التنفيذ»، ومن ضمن أسس...
لقد اعتدنا في تاريخ القتال عبر العصور على وجود ٣ ساحات للقتال فإما على الأرض أو في البحر أو في السماء، ما أوجد الأسلحة المقاتلة المعروفة لدينا بالقوات البرية والبحرية والجوية، ولقد تطورت الأمور في...
إن السباق الانتخابي الجاري حالياً في الولايات المتحدة الأميركية بين المرشح الجمهوري اليميني المتطرف دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون ستبدأ مراحله الأخيرة هذه الأيام، ولربما تكون أبرز علامات هذه المرحلة والتي تستمر لشهرين حتى يوم...
كانت صور الطفل عمران، كسابقاتها من صور القتل والدمار من حلب وشقيقاتها التي انتهك إنسانيتها النظام السوري المجرم، قد وضعت علامة جديدة على درب حرب الإبادة في بلاد الشام، علامة يظنها البعض فارقة وبخاصة بعد...
لقد قامت مؤسسات بحثية عالمية وجامعات مؤخراً بالنظر إلى مكافحة خطر داعش من خلال منظور تهديد دولة الخلافة على حد تعبيرهم، وأن وجود دولة «إرهابية» مسيطرة على مصادر دخل مثل النفط والضرائب، وباسطة «سيادتها» على...
في مقال لي منذ عدة سنوات وفي زمن «الريس مبارك» كتبت بأن الجامعة العربية أصبحت عبئاً على ذهن وضمير المواطن العربي السويّ وإن إصلاح الجامعة العربية هو السبيل الوحيد لإنقاذ هذه المنظمة وإلا ستستمر هذه...
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مستندات يدعي ناشرها أنها مستندات رسمية لدى جهات التحقيق بالدولة، وللأسف فلقد قام آخرون بإعادة النشر دون اهتمام أو مراعاة للقانون أو سمعة الوطن، نعم للأسف يوجد منا من هم...
لقد صدم العالم مؤخراً بالقرار الجريء الذي اتخذه شعب المملكة المتحدة من خلال أكبر استفتاء في تاريخ بريطانيا العظمى بالخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي بشكل كامل وإلى الأبد في طلاق كاثوليكي لم تشهد بريطانيا طلاقاً...
في عالم السياسة الأميركية يوصف الرئيس الأميركي في شهوره الأخيرة بـ «البطة العرجاء» lame duck كناية عن عجزه عن التأثير في السياسات الهامة الأميركية والمبنية على المصالح المتبادلة لكونه في طريقه نحو بوابات البيت الأبيض...
استحوذ انتشار مقطع فيديو مصور لضباط أميركيين يتصرفون بشكل غير لائق أمام علم دولة قطر في معسكرهم، على اهتمام العالم في الأيام الماضية، وبالمقابل فإن ردة الفعل الوطنية كما أشار الأخ رئيس تحرير العرب في...