alsharq

نواف بن مبارك بن سيف آل ثاني

عدد المقالات 122

الترامبوفوبيا

24 يناير 2017 , 01:09ص

بدأت مع أداء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب اليمين الدستورية، وتسلمه سدة الرئاسة في تمام الساعة 12 وخمس دقائق بتاريخ 20 يناير، وحتى كتابة هذا المقال، حالة من اليأس والفوضى تعمان مدناً كثيرة داخل الولايات المتحدة الأميركية، فبين كون ترمب هو الرئيس الأميركي صاحب أسوأ استطلاع للرأي لأي رئيس أميركي جديد، وبين كونه قد فاز بأكبر فارق في عدد المصوتين بين من صوت له ومن صوت ضده، فبحسب الإحصائيات فقد فاز ترمب، رغم تفوق منافسته هيلاري كلينتون عليه بقرابة 3 ملايين صوت، إلا أن نظام «المجمع الانتخابي»، وهو نظام موروث من القرن الثامن عشر هو الذي يحدد الفائز بالرئاسة الأميركية، لا عدد الأصوات الفعلية، نعم إنها «الديمقراطية» بأحد أشكالها على أية حال. إلا أننا لا يجب أن ننظر إلى «ترمب» الناخب بنفس الأعين التي تنظر اليوم إلى ترمب الرئيس، فلو كان الرئيس ترمب «براغماتياً» طوال حياته، بحسب المراقبين، بعيداً عن الأيديولوجيات والتيارات السياسية أو العقائدية، فلقد كان حتى فترة قريبة ديمقراطياً، حتى إنه فكر أن يرشح نفسه للرئاسة كديمقراطي، ذلك لأن واقعيته تلك هي التي أدت إلى اختيار أقل الطرق صعوبة إلى البيت الأبيض، فنافس ضمن صفوف الحزب الجمهوري المتهالك الذي لا يملك قائداً صريحاً على خلاف الحزب الديمقراطي، وخاطب الفقراء وأصحاب العقول البسيطة، ولكنهم يمثلون عدداً لا بأس به، واتبع نظرية أن الصوت الواحد لا يفرق بين كون صاحبه فقيراً جاهلاً أم غنياً عالماً، فصندوق الاقتراع أعمى، ولقد استطاع الرئيس ترمب، ومع اختلافنا مع بعض ما يقوله، أن يصنع من نفسه ملاحاً سياسياً بارعاً يجوب بحار السياسة، غير مبالٍ بأعاصير الخطوط الحمراء، ولكن هل كانت كلها تمثيلية سياسية للوصول إلى سدة الحكم، أم أنها حقيقة بارعة لزمن أميركي غامض؟ بالطبع فإن الوقت لا يزال مبكراً لمثل تلك الإجابة، إلا أن بعض المؤشرات، وإن كانت لا تظهر تطبيقه لما وعد به (إلى الآن) في حملته الرئاسية، إلا أنها مقلقة لما فيها من بعض التعيينات التي قد توصف بالحد الأدنى بالغريبة، كتعيين حاكم ولاية تكساس السابق بيري الذي نادى بإلغاء وزارة الطاقة في الماضي في منصب وزير الطاقة!! أو تعيين وزيرة للتعليم نادت هي الأخرى في الماضي بإلغاء وزارة التعليم، كل هذه التصرفات قد تؤدي بالبعض إلى تلك الترمبوفوبيا -أي الخوف من ترمب- إلا أن اختياره وزراء ومستشارين آخرين في مجالات التجارة والاقتصاد والأمن والدفاع هي اختيارات قوية، تسعى إلى تحقيق أهداف لا تبدو بأنها «وحشية»، كما تم التسويق لعهد ترمب في الماضي. الرأي الأخير... لا يمكن أن نحدد هوية رئاسة الرئيس ترمب أو بيته الأبيض، إلا أن ذلك لا يجب أن يؤدي بحكوماتنا إلى الترمبوفوبيا بتسرع، بل إن الاتصال بهذا البيت الأبيض اليوم قد يكون للكثيرين في العالم نقلة إيجابية، مقارنة بعهد الرئيس السابق أوباما، ولكن ما زلنا في المئة يوم الأولى، والتي عادة ما تفصح عن هوية الحكومة الفعلية، ومع توقعي الشخصي لتغييرات وزارية «متتالية»، وتغيير مستمر للوزراء في الفترة القادمة، فأنا أرى أن الرئيس ترمب، ومع غموض أمور كثيرة حوله، إلا أن شيئاً واحداً ليس بغامض في رئاسته، وهو أنه وبلا شك سيفاجئنا جميعاً.. ولكن هل ستكون تلك المفاجأة سارة أم... ماذا؟؟ «أن تؤمن هو أن تخطو الخطوة القادمة في الظلام دون تردد» إلى اللقاء في رأي آخر

شوارع اسطنبول

استكمالاً لمقالات سابقة كتبتها عبر السنوات الماضية عن «شوارع DC» و»شوارع باريس»، وأسرار تلك المدن التي زرعت فيها من خلال مصممي تلك المدن، اليوم أستكمل تلك السلسلة بمقالي عن «شوارع اسطنبول». اختار الإمبراطور قسطنطين عاصمته...

الهيمنة الطيفية الكاملة

في عالم العمليات العسكرية الحديثة لا يمكن لنا أن نتجاهل أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف المرجوة، والتي تعتمد على المركزية في القرار، واللامركزية في صلاحيات التنفيذ وأدواته، أو بالمصطلح العسكري «قدرات التنفيذ»، ومن ضمن أسس...

الفضاء السيبراني.. ميدان القتال القادم

لقد اعتدنا في تاريخ القتال عبر العصور على وجود ٣ ساحات للقتال فإما على الأرض أو في البحر أو في السماء، ما أوجد الأسلحة المقاتلة المعروفة لدينا بالقوات البرية والبحرية والجوية، ولقد تطورت الأمور في...

المناظرة

إن السباق الانتخابي الجاري حالياً في الولايات المتحدة الأميركية بين المرشح الجمهوري اليميني المتطرف دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون ستبدأ مراحله الأخيرة هذه الأيام، ولربما تكون أبرز علامات هذه المرحلة والتي تستمر لشهرين حتى يوم...

لأجل كل «عمران»

كانت صور الطفل عمران، كسابقاتها من صور القتل والدمار من حلب وشقيقاتها التي انتهك إنسانيتها النظام السوري المجرم، قد وضعت علامة جديدة على درب حرب الإبادة في بلاد الشام، علامة يظنها البعض فارقة وبخاصة بعد...

بعيداً عن «الوستفالية»

لقد قامت مؤسسات بحثية عالمية وجامعات مؤخراً بالنظر إلى مكافحة خطر داعش من خلال منظور تهديد دولة الخلافة على حد تعبيرهم، وأن وجود دولة «إرهابية» مسيطرة على مصادر دخل مثل النفط والضرائب، وباسطة «سيادتها» على...

«المفرِّقة» العربية

في مقال لي منذ عدة سنوات وفي زمن «الريس مبارك» كتبت بأن الجامعة العربية أصبحت عبئاً على ذهن وضمير المواطن العربي السويّ وإن إصلاح الجامعة العربية هو السبيل الوحيد لإنقاذ هذه المنظمة وإلا ستستمر هذه...

خيانة الأمانة

تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مستندات يدعي ناشرها أنها مستندات رسمية لدى جهات التحقيق بالدولة، وللأسف فلقد قام آخرون بإعادة النشر دون اهتمام أو مراعاة للقانون أو سمعة الوطن، نعم للأسف يوجد منا من هم...

الأحمق الذي بالرقم 10

لقد صدم العالم مؤخراً بالقرار الجريء الذي اتخذه شعب المملكة المتحدة من خلال أكبر استفتاء في تاريخ بريطانيا العظمى بالخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي بشكل كامل وإلى الأبد في طلاق كاثوليكي لم تشهد بريطانيا طلاقاً...

آلام أوباما

في عالم السياسة الأميركية يوصف الرئيس الأميركي في شهوره الأخيرة بـ «البطة العرجاء» lame duck كناية عن عجزه عن التأثير في السياسات الهامة الأميركية والمبنية على المصالح المتبادلة لكونه في طريقه نحو بوابات البيت الأبيض...

خفاقاً عالياً

استحوذ انتشار مقطع فيديو مصور لضباط أميركيين يتصرفون بشكل غير لائق أمام علم دولة قطر في معسكرهم، على اهتمام العالم في الأيام الماضية، وبالمقابل فإن ردة الفعل الوطنية كما أشار الأخ رئيس تحرير العرب في...

هل نحن شعب محافظ؟

أولاً وقبل كل شيء، أود أن أهنئك أيها القارئ العزيز بدخول شهر رمضان الكريم، كتب الله لنا ولكم أجره وأعاننا على صيامه وقيامه. أما عن موضوعنا لهذا الأسبوع فهو خفيف ولكنه ليس بظريف، فقد بعث...