لا وصف يذكر

طبعاً لا وصف يذكر بين هذه السطور، لأن ما رأيناه خلال الفترة الماضية ونريد أن نصفه يعجز لساننا عن الوصف وعن الكلام، كما تعجز أقلامنا عن الكتابة، أفراح ومسرات كبيرة وكثيرة عشناها هذه الأيام وعاشها رضيعنا قبل كبيرنا، بناتنا قبل أولادنا، عجائزنا وشيباننا قبل شبابنا. اليوم الوطني كان عرس قطر الكبير، والذي شارك فيه أهل قطر جميعهم، بل شارك فيه كل أهل البيت حتى الخدم منهم، فبفرحة أهل البيت، شاركهم الخدم هذه الفرحة بأن تزينوا بأعلام قطر، وبباجاتها، وبكل ما حصلوا عليه ويمثل قطر. من أجمل المناظر التي مرت علي الأعداد الهائلة من الجمهور والتي أبت إلا أن تشارك في فرحة قطر، بأن تركت الفراش الوثير في ساعات البرد الصباحية في يوم يعتبر إجازة، والكل يبحث عن هذا اليوم، كل ذلك لم يمنع الناس من ترك الفراش وراءها والقيام من الساعات الأولى من الفجر للوصول إلى المكان الذي سيقام فيه العرض العسكري، والذي تشرف بوجود أميرنا الغالي على قلوب الكل، أمير دولة قطر سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله. وجود الأمير في هذا العرض أعطاه هذا التميز مثله مثل السنوات السابقة، وإن كان هذه السنة غير من خلال الفرحة التي رأيناها في أعين الناس، وتسابقهم للحصول على أقرب مكان للتشرف برؤية الأمير ولو بنظرة عن قرب. كما أن المسيرة الشبابية التي كانت في تلك الليلة كان لها طابع خاص، أولاً من حيث وقوف السيارات في طابور طويل بين عدة شوارع في انتظار أن يحصلوا على طريق يمكنهم من الوصول والمشاركة في هذه المسيرة. وثانياً من حيث مشاركة أبنائنا وإخوانهم من دول الخليج الذين شرفونا بوجودهم، ومشاركتهم في احتفالاتنا، وهذا إثبات للجميع بأن خليجنا واحد، وأن عروبتنا واحدة، ويجمعنا معهم ومع إخواننا العرب أيضاً الدين والعقيدة، وهذا ما يربينا عليه ديننا وأميرنا الغالي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله. هذا ناهيك عن الألعاب النارية التي زينت سماء الدوحة في تلك الليلة، وزانتها بأنواع من الزينة، إضافة إلى ما كانت عليه من زينة وجمال، من خلال الزينة التي تم وضعها على طول شارع الكورنيش احتفالاً بتلك المناسبة السعيدة على قلوبنا. في تلك الأيام الجميلة المفرحة المميزة، لا بد أن تكون هناك نواقص في نفوس البعض ممن تشتعل قلوبهم بالحقد والحسد، فقد خرج علينا بعض ضعاف النفوس ببعض المسجات عن طريق البلاك بري ومسجات التلفونات العادية خرجوا علينا بقصد تشويه هذه الفرحة ولزرع الفتنة والتفرقة بين أبنائنا وبين أبناء دول الخليج، كما حاولوا زرع الفتنة والشقاق بين أهل قطر من حضر وبدو، وبين أهل قطر من قبائل وعائلات، والتقليل من شأن بعض العائلات، وليست هذه تربية أهل قطر ولا تفكيرهم ولا من شيمهم، فالذي يقلل من شأن الآخرين ويحرص على ذلك هو إنسان فاقد قيمته في نفسه، وفاقد احترامه لذاته، فهو يسعى إلى تقليل قيمة الآخرين ليكونوا مثله، وهذه الصفات ليست موجودة في أهل قطر، لأن القطريين أهل نخوة وشهامة وعزة، وما يمس إخوانهم يمسهم، وما يسوء إخوانهم يسوءهم. ولكن سرعان ما فهم أهل قطر هذه المسجات المغرضة والتي من أهدافها زرع الفتن بينهم وتداركوها، وبدأ الكل يحث على مسحها وعدم تداولها، والحمد لله هذا ما كان. لم يعلم هؤلاء المغرضون أننا شعب واحد، وتراثنا واحد، لم يعلم هؤلاء المغرضون أن أهل البر تعلموا الغوص، وأن أهل الغوص تعلموا المقناص، فالكل سواء، من لا يعرف يتعلم، ومن يعرف يُعلم، لأننا شعب واحد متماسك متكاتف، هذا ما تعلمناه من قائد حكيم، ومن جملة كانت شعار يومنا (يوم التكاتف والولاء)، هذا ما بناه قائد مسيرة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله. فعلى أبناء قطر شبابها وبناتها أن ينتبهوا جيداً لهذه الأفكار التي تحاول زرع الفتن والشقاق بينهم وبين إخوانهم في قطر وفي الخليج، بحيث لا يتركوا مجالاً لشخص بأن ينال من عروبتهم ووحدتهم، حتى وإن كان عن طريق إرسال هذه المسجات من باب الضحك والدعابة، فليس هناك مجال للدعابة والضحك عندما يكون فيه مس وإساءة للآخرين، فلتكونوا أكبر من هذه المهاترات، وكونوا يداً واحدة على من يحاول تفريقكم عن طريق بث سمومه بمثل هذه الأفكار الهدامة، لأن بهذه الأفعال والأعمال ستثبتون للعالم أنكم تربيتم على يد قائد حكيم، فغرسه أثمر، وزرعه أنبت نباتاً حسناً. ودمتم سالمين،،،،،