


عدد المقالات 7
وجه الشاعر أدونيس العديد من الملاحظات للشارع السوري المنتفض ضد أجهزة القمع والطغيان، وأعلن من خلالها موقفه صراحة، إنه ليس مع جمهور يخرج من الجامع، أدونيس المثقف المشهود له بالتحليل والتركيب لم يقم بأي فعل تحليلي للوضع في سوريا ولسبب خروج الشعب السوري من الجامع، لم يتعرض إلى إغلاق كل أبواب الحياة في سوريا، عبر عمل منظم قاده الأسدان ونفذته كتائب البعث والأسد الصغير في سوريا، بل اكتفى بإعلان موقفه من ثورة الشعب السوري، لم يذكر أن أبواب الأحزاب والمؤسسات المدنية والفكرية والثقافية والمسارح والأندية قد أغلقت قصداً في سوريا، بينما فتحت أبواب الطائفية قصدا في سوريا، لم يحلل أدونيس أو يركب بل أخذ موقفاً من الثورة، نحن نعترف وندافع عن حق أدونيس في أن يكون ثائراً، ونعترف وندافع عن حق الشعب السوري في أن يختار شكل الحياة وشكل الحكم والحلم عبر صندق اقتراع يكون هو سيده. قال أسامة محمد المخرج السينمائي السوري: «أنا أصدق شهود العيان أهلنا.. أهالي وأصدقاء وآباء القتلى.. وأصدق صورهم، فالحقيقة المقدسة هي الروح البشرية التي تزهق.. التظاهر السلمي حوار.. وهو عقدة الوضع السوري وحله.. لقد بادر المتظاهرون إليه ولم يسمع ولم يسمح لهم، واستجابوا لهواجس اللغويين ففسروا جملتهم وعددوا المناطق والطوائف والمذاهب والأعراق في الوحدة الوطنية. وأنا أنحاز للمتظاهرين من دون أن أخضعهم لامتحان مادة الثقافة القومية.. فعلامات النجاح لا تعيد الحياة للقتلى.. الشهداء فرداً فردا حياةً حياة. أنى كانوا. ليس للقاتل وجهة نظر على طاولة الحوار.. إنه قتل للحوار». لقد حلل أسامة محمد وركب وانحاز، انحاز للشعب السوري الذي خاطبه طوال عقود من العمل الثقافي الفني، لم ينأ أسامة بنفسه عن الشعب السوري وثورته، بل انحاز للمتظاهرين. لأزمة النخب الثقافية السورية أوجه متعددة؛ حيث يمكن أن نتحدث عن قطيعة كاملة بين بعض المثقفين والشعب السوري، غاب المثقفون السوريون قسراً نتيجة قمع الأجهزة الأمنية، فقد منع النظام الأسدي عبر أجهزته الأمنية الأخطبوطية الكثير من المثقفين الوطنيين الأحرار من نقد السلطة وفسادها، ونقد تركيبة الحكم، كما منعت الحديث عن نظام التوريث الأسدي، حين نقل الملك الميت ملكه لولده الضعيف عبر مسرحية هزيلة لعب الشعب فيها دور المشاهد والمهرج في آن واحد، منعت الأجهزة الأمنية المثقف السوري من تحليل بنية المجتمع وإيجاد الحلول لمشاكله، لقد سجنت من لم يلتزم بالنهج الأسدي كما فعلت مع المفكر الاقتصادي الدكتور عارف دليلة. فشلت النخب الثقافية السورية في تلمس هموم المواطن اليومية واكتفت بالمراقبة حيناً والتنظير في الكثير في الأحيان، ولم تتمكن هذه النخب في تشكيل مؤسسات مدنية تكون بديلاً عن سلطة القمع والاستبداد. غاب المثقف السوري كمحلل لقضاياه الوطنية، وأبعد عن المجتمع السوري كل مثقف يمكن أن يشكل حالة وطنية تؤسس لتيار فكري ينتقد السائد الأسدي، غاب المثقف السوري وأغلقت كل الأبواب أمام الشعب. غاب المثقف فحضر مثقفو السلطة الذين أسهموا في تعميم ثقافتها، ويمكننا هنا أن نتحدث عن جميع المؤسسات الثقافية للأسد والبعث، كاتحاد الكتاب العرب الذي أسهم طويلاً في قتل المواهب السورية الشابة، وقد لعب دوراً تشبيحياً عبر تخوين الكتاب المعارضين وسجنهم بواسطة كتاب التقارير الأمنيين أعضاء الاتحاد أنفسهم. وتورط بعض مثقفي اليسار السوري حين انحازوا للسلطة خوفاً من صندوق الاقتراع، وكي يبرروا مواقفهم، هاجموا الثورات الشعبية واتهموها بالانقياد الكامل لتيارات إسلامية تهدد الحريات التي كانوا يعيشونها تحت سلطة الأسد، لم يلفت انتباههم صمت التيارات الإسلامية عن الثورة السورية، خاصة الإخوان المسلمين في مصر وصمتهم عما يحدث في سوريا، لم يكتفوا بالتشكيك والاتهام بل كشفوا المستقبل وكتبوا عن معاناة مستقبلية مفترضة تحت الاستبداد الديني، طبعاً هم ليسوا طائفيين كما يقولون، بل متحررين من الضغط الشعبي وضغط الثورة، اختاروا الحريات تحت السلطة ورفضوا الثورات، ووقفوا ضد مطالب الإصلاح بحجة عدم جاهزية الشعب السوري للديمقراطية. كانت لي صديقة لم تنم أثناء الثورة التونسية والمصرية، كانت خائفة على الشباب التونسي وعلى الشباب المصري في ميدان التحرير، كانت مدافعة شرسة عن قيمة الحرية من الاستغلال والاستبداد، قيمة العدالة الإنسانية، ودافعت بشراسة عن حق الشعبين التونسي والمصري بالخروج على الظلم والنهب والاستبداد، بكت صديقتي على الثورة التونسية والمصرية حتى جفت دموعها، وحين هب الشعب السوري مطالباً بنفس الحقوق التي كانت تدافع عنها، وقفت ضد الشعب السوري، ولم تكتف بذلك بل أرسلت لي رسالة تطالبني بالفهم والتأمل، فالثورة السورية حسب رأيها تختلف عن ثورات الربيع العربي. يحلو للبعض أن يعلن خلو الثورة السورية من المثقفين كي يشيطن ثورتنا.. لكن الحراك اليومي في الشارع السوري خلق مثقفين انتموا لشعبهم.. مسحوا التعب والدم عن جراح الشعب الثائر.. مثقفون لن يتخلوا عن شعبهم، ولن يخافوا صندوق الاقتراع.
لم يستطع الاحتلال بكل أساليبه بث النعرات الطائفية في مدينة حمص، أذكر والد صديقتنا التي تعيش في حي الأرمن، أذكره وهو يخبرنا بكل إيمان وامتنان كيف أن الشيخ المسلم شفاه من آلام الظهر التي اختفت...
وأنا أتابع صور المجزرة التي ارتكبتها كتائب الأسد وشبيحته في الحولة في حمص، أتذكر قوائم المجازر بحق الشعب السوري منذ استيلاء الأسد الأب على السلطة في سوريا، ولكن ما يفرق هذه المجزرة عن سابقاتها أنها...
وأنا أشاهد الفيديو الذي تم تحميله على اليوتيوب في بداية الثورة في درعا بعنوان «شام- درعا- من أين أتى هذا الحقد على الشعب 8-4-2011» رأيت مجموعة من المدنيين تدوس على جثة مواطن سوري بينما يحاول...
كل خبر أو معلومة في سوريا معروف مصدرها، إنها قادمة من الأجهزة الأمنية التي تراقب وتوجه كل قلم يعمل في المؤسسات الإعلامية الحكومية، تشرف الأجهزة الأمنية على كل وسائل الإعلام في سوريا، لذلك لم يسمع...
كان عمري خمس سنوات عندما ركبت سيارة برفقة جدي، كان أول خروج لي عن حدود منزلي، لم أكن أعرف حينها ماذا تعني بابا عمرو؟ وصلنا إلى قرية أقاربنا الذين يعيشون بعد ساعة نوم في سيارة...
لم يكن فشل نظام البعث في سوريا في بسط سيطرة القانون على الدولة والمجتمع عفوياً أو نتيجة سوء اجتهاد أو تصرف، وإنما كان فعلاً قصدياً وبرنامج عمل، خاصة بعد استيلاء حافظ الأسد على الحكم في...