alsharq

شاشي ثارور

عدد المقالات 5

معركة من أجل الروح الهندية (2-2)

20 أبريل 2019 , 01:31ص

أمر مقلق، أن امتناع ثلث الناخبين في الهند عن المشاركة في العملية الانتخابية عن قصد، يعني تخليهم دون قصد عن دورهم ومسؤوليتهم في تحديد المصير السياسي للبلاد، في وقت تتصاعد فيه المخاطر لدرجة لا يمكن تجاهلها. خلال الأعوام الخمسة الماضية، تحملت الهند عبء السياسات القائمة على تصورات خاطئة والخطب الجوفاء للحكومة، فبعد كل هذا الحديث البرّاق لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم الذي بشّر بأيام الرخاء والهند الجديدة، نجد واقعاً حقيقياً مؤلماً، وهو فشل إدارة رئيس الوزراء نارندرا مودي في نيودلهي في معالجة الاحتياجات الحقيقية لعامة الشعب والوفاء بها، وهو ما انعكس بجلاء في نتائج انتخابات مجالس الولايات التي أُجريت مؤخراً، وخرج منها حزب بهاراتيا جاناتا خالي الوفاض. إذا بحثنا عن مبررات لعدم رضا الناخبين عن الحالة الراهنة، فلن نعدم أسباباً، سنلاحظ أن الأزمة في المجال الزراعي قد استفحلت في طول البلاد وعرضها، حتى سجلت حالات الانتحار رقماً قياسياً، وخرج المزارعون في أنحاء البلاد في تظاهرات احتجاجية ضد أسلوب الحكومة الأخرق في معالجة مشكلاتهم، بالمثل، أدى الكشف عن سعي الحكومة المتعمد لإخفاء تقرير يظهر وصول نسبة البطالة لأعلى معدل في 45 عاماً، إلى إثارة حالة واسعة من التشكك بشأن الأرقام الرسمية المتعلقة بنمو الناتج المحلي الإجمالي، وبعد فشل نظام إلغاء الأوراق النقدية الذي أعلنته السلطات في عام 2016، والذي تبعه تنفيذ سيئ لضريبة مرهقة على السلع والخدمات ذات خمسة معدلات، دخل الاقتصاد حالة من الفوضى، ولن تكون البيانات الخادعة مهما كان مقدارها، مبرراً مستساغاً لإعطاء حزب بهاراتيا جاناتا فرصة أخرى. وقد دخلت الحكومة في حالة من الذعر، مما دعاها لإعلان سلسلة من الهدايا الترويجية في ميزانيتها الأخيرة، شملت برنامجاً لدعم دخول المزارعين، ورفع حد الإعفاء الضريبي على مستويات الدخل، لكنها جاءت في المجمل قليلة جداً ومتأخرة للغاية. لذا يسعى حزب بهاراتيا جاناتا الآن لاستغلال الهجوم الإرهابي الأخير الذي شنّته جماعة جيش محمد في بولواما -جنوبي كشمير- والذي أسفر عن مقتل أربعين من القوات الهندية شبه العسكرية، وأدى إلى تأجيج التوترات مع باكستان -موطن جيش محمد- بتصوير نفسه المدافع الأكثر تأثيراً وفاعلية عن أمن الهند القومي، ويأمل الحزب، من خلال سعيه المشين لصرف انتباه الناخبين عن إخفاقاته في الحكم، في تحويل الانتخابات المقبلة إلى استفتاء عسكري النكهة، تطغى فيه قضيتا العنف عبر الحدود والأمن القومي على قضايا إرهاب الفقر والمحنة الاقتصادية والتوتر الطائفي. هنا يتحتم على الناخبين في الهند اتخاذ قرارين، أولهما بالطبع تحديد المرشح الذي يريدونه لتمثيلهم في لوك سبها، لكن يواجه الناخبون في الوقت ذاته اختياراً أكثر أهمية وهو هل يريدون دولة هندية جامعة تجسّد الأمل؟ أو بلداً مقسماً يروّج للخوف؟

صعود الصين السلمي يتبخّر في الهواء (2-2)

من المؤكد أن الصين قد تزعم أنها تعرضت للاستفزاز بسبب قيام الهند بتشييد بنية أساسية على طول خط السيطرة الفعلية. لكن هذه المشاريع واجبة وطال انتظارها. قبل صيفين، قامت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الهندي...

صعود الصين السلمي يتبخّر في الهواء (1-2)

إن مرض فيروس كورونا 2019 «كوفيد - 19» ليس التهديد الوحيد الذي عَـبَـرَ حدود الهند هذا العام. فوفقاً لتقارير مثيرة للقلق صادرة عن وزارة الدفاع الهندية، نشرت الصين «عدداً كبيراً» من القوات عبر خط السيطرة...

الحصن الأخير للصحافة المربحة (2-2)

لا يمكننا أن نعزو قوة صناعة الصحف المطبوعة في الهند إلى الافتقار إلى نمو القدرة على الوصول إلى الإنترنت؛ ففي العقد الماضي ارتفعت نسبة سكان الهند الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت من أقل من...

الحصن الأخير للصحافة المربحة (1-2)

يبدو أن الصحف تواجه الانقراض الوشيك في مختلف أنحاء العالم، مع تسبب الهجرة الجماعية إلى الإنترنت في ركود أرقام توزيعها وانهيار إيراداتها من الإعلانات. ولكن هذه ليست الحال في الهند. ففي الغرب، استغنى الشباب إلى...