عدد المقالات 81
أذكر ملاحظة لأحد أساتذتي منذ سنوات طويلة حين قارن بين الأدب بمفهومه الواسع بطبيعة الحال في كل من الجزائر وليبيا، حيث قال إنه رغم أن لا حدود طبيعية تفصل بين البلدين، إلا أن الأدب الليبي -آنذاك تحت حكم العقيد معمر القذافي- كان مليئاً بتقديس الحاكم الفرد، بينما لا تكاد تجد قصيدة أو نصاً أدبياً واحداً في الجزائر في مديح الحاكم. لكن بعد سنوات الآن تخلصت ليبيا من حكم الفرد، ودخلت في دوامة من غياب الدولة وانتشار الميليشيات والسلاح، بينما أثارت الجزائر بانتخاباتها الرئاسية قلقا كبيرا على مستقبلها، ومستقبل الموؤدة عربيا، الديمقراطية. الأسبوع الماضي، فاز الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بولاية رابعة كرئيس للجزائر، رغم وضعه الصحي المتدهور، وهو الذي قضى أشهرا في مشفى باريسي، وقد نال %81 من الأصوات، وهو الذي كان قد نال في انتخابات 2004 و2009 نسبة %85 و%90 على التوالي. المتابع للجدل السياسي في الجزائر خاصة في خارجها -حيث إن السيطرة الأمنية لا تسمح إلا بمساحات ضئيلة من التعبير- يلاحظ حالة الحنق من مشاركة بوتفليقة في الانتخابات، وفوزه أيضاً بهذه النسبة الكبيرة. الجزائر، وبعد بدء حركات الاحتجاج العربية في عدد من الدول العربية، كانت دوماً مرشحة لتكون التالي في تلك الموجة، ولكن مع انتهاء الربيع العربي، أو موته، أو تأجله –ولا فرق- فقد بدت وكأنها تجاوزت الرياح القادمة، ولكن الآن مع انتخاب بوتفليقة بوضعه الصحي المتدهور، فإن سيطرة النخبة العسكرية الأمنية في الجزائر باتت أمراً لا يجادل فيه اثنان، في ظل تزايد نسب الفقر لدولة تعد من الدول الغنية بالنفط، وحالة الاشتباكات المستمرة على أسس مذهبية وعرقية في البلاد، والأهم الاحتجاجات الاقتصادية، بالإضافة إلى وجود قوى لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وإن كان توسع التنظيم في دول الساحل جنوب الصحراء دفع إلى تراجع نشاطه داخل الأراضي الجزائرية إلى حد ما، وهي كلها عوامل تدفع إلى تأجيج الوضع داخل البلاد، في ظل شعور عميق بغياب البديل السياسي، وفشل الديمقراطية. تبرز الآن في الجزائر حركة سياسية تستند إلى القواعد الشعبية تعرف بـ «بركات»، وتعني في الدارجة الجزائرية «كفاية»، على غرار الحركة المصرية التي بدأت منذ سنوات احتجاجا على حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، مثل هذه الحركة وغيرها يبدو أنها ستدفع إلى مزيد من الحراك السياسي، وبالمقابل فإن الفقر سيلعب دوراً أساسياً في استمرار الاحتجاجات الاقتصادية والتوتر العرقي والمذهبي، وأيضاً سعي القاعدة للاستفادة من كل ذلك. أذكر أنه في دراسة أعددتها عن الجهاديين الجزائريين من سنوات، وجدت أن الفقر يلعب دوراً أساسياً في عمليات التجنيد، حتى إن التنظيم كان يدعو الشبان للانضمام لهم بدلاً من رمي أنفسهم في البحر محاولين الهجرة غير الشرعية إلى الغرب. فيما أن الأدب الجزائري ليس فيه ما يمدح الحاكم، إلا أن فيه «أزاجيل» شعبية تمدح «الحراقة»، وهي تعني حرق وثائق السفر بعد ركوب البحر لدخول أوروبا. بعض تلك الأزاجيل تعد الغرق في البحر أفضل من العيش في الوطن.. يبدو أن غياب الأمل والبديل يفسران الكثير عربيا.
لم تكد تخلو أي صحيفة بريطانية الأسبوع الماضي، من إشارة إلى مقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي على يد مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» بشريط مصور مروع، حيث ظهر منفذ عملية القتل متحدثا بلكنة...
لعل وجود «تنظيم الدولة الإسلامية» (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سابقاً) على تخوم الأردن يعد الشاغل الأكبر للأردنيين، سواء على مستوى النخب السياسية كما يتبدى في الصالونات السياسية في عمان أو حتى على مستوى...
في عام 2010 وفي "عز" تراجع ما يعرف آنذاك ب "الدولة الإسلامية في العراق"، أمام "مجالس الصحوات"، نشر التنظيم كتابًا بعنوان "خطة استراتيجية لتعزيز الموقف السياسي ل "دولة العراق الإسامية". فكرة الكتاب قامت على أساس...
قد يتفق مراقبو المجموعات الجهادية على أن الخلاف بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» -الذي بــات يسمي نفسه بالدولة الإسلامية بعد سيطرته على ثاني المدن العراقية الموصل في يونيو الماضي- وبين الخط الغالب للتيارات...
لطالما شجب مؤيدو روسيا، وقبله الاتحاد السوفيتي السابق أي انتقاد للدب الأحمر لاعتبارين أساسيين بنظرهم، الأول أن موسكو تقف دوما القضايا العربية، وبالأخص القضية الفلسطينية، وثاني الاعتبارين أن روسيا تشكل قطباً موازياً للولايات المتحدة الأميركية...
تحليل ظاهرة «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أو ما باتت تعرف الآن بـ «الدولة الإسلامية»، عربياً يتسم، فيما يتسم، بصفتين أساسيتين، في معظم الأحيان، وفق مستوى التحليل، على المستوى الشعبي، وعلى مستوى النخب، وكلا...
أشارت مجلة الإيكونوميست البريطانية في ملفها الخاص عما أسمته بـ «تراجيديا العرب»، إلى واقع تاريخي محزن، حين أشارت إلى أن عواصم كالقاهرة ودمشق وبغداد كانت مصادر النهوض الحضاري للعالم، يستفيد منها حتى الغرب، ولكنها اليوم...
الزائر لأربيل عاصمة كردستان العراق، يشعر أنه، وفي ظل الأخبار الواردة من العراق، يشعر وكأن هذا الإقليم ليس على تخوم العراق وجزءا منه. وفيما عدا مخيمات النازحين على أطراف المدينة، والإقليم ككل، وبعض الدخان المنبعث...
كنت في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي، حيث ترافقت زيارتي مع تواتر التقارير عن سيطرة مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مدينة الرطبة على الحدود، وعلى مناطق حدودية. هذا التوسع لـ «تنظيم الدولة»،...
كثيرون في عالمنا العربي استدعوا نظريات المؤامرة لتفسير توسع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في العراق، في أكثر من منطقة، ودخولها في مواجهة مفتوحة مع القوات العراقية في عدد من المدن. وقد كان الحضور المفاجئ،...
أبرز توسع «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مساحات جغرافية واسعة في العراق منذ الأسبوع الفائت، بما فيها ثانية أكبر المدن العراقية الموصل في شهر يونيو 2014، تزايدا في المصادر التمويلية للتنظيم. وقد أشارت...
لعل قلة يعرفون أن التوتر المتصاعد منذ أشهر غربي العراق في المناطق السنية لا يرتبط فقط بمجموعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بل هناك مجموعات سنية مسلحة، محتجة على أوضاعها، وعلى سياسات المركز في...