عدد المقالات 170
هذا هو التوصيف الواقعي للمشهد الوقح الذي يطغى على شاشة الحكم في عالمنا الحالي. فكيف بدأت القصة! سأعرض عليكم بعجالة ظروف آخر دولة إسلامية «جهادية». الدولة العثمانية. لنفهم تاريخ الحرب على عقيدة الجهاد. ودور البطانة في تمكين أو زوال الدولة الإسلامية. بداية كلنا يعلم أن الفاتيكان المؤسسة الدينية المسيحية الوحيدة في العالم لم تهدأ من مؤامراتها وتحالفاتها مع أمراء أوروبا من جهة وإغراء كل شاه يعتلي عرش دولة فارس من جهة أخرى. لتدمير آخر دولة إسلامية ترفع راية الجهاد. ذلك بالإضافة للخونة من الداخل بعض الولاة الذين تعينهم الدولة فيتآمرون على السلطان ومفاصل الدولة لإسقاطها كمنظومة متكاملة متراصة. بمقابل مكاسب من الشهوات الشخصية بزمام سلطة. وتوسع في النفوذ وكنز الأموال بالتربح غير المشروع، فكانت دولة إسلامية ذات راية جهاد واحدة ضد عدو واحد هو العالم المسيحي لستمائة عام صمدت رغم عظم الصراعات وتنوع مصادرها وجهاتها وأساليبها. ولكني أظن أنه انطبق عليها قول شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة (الحسبة): الجزاء في الدنيا متفق عليه أهل الأرض، فإن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة، ولهذا يروى: «الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة». يبدو أن الدولة العثمانية رغم غيظ الكثيرين منها. جمعت بين العدل والإسلام فاستحقت النصر والتمكين. لم يكن من السهل. بل كان من المستحيل كسر سيف الجهاد وتنكيس رايته المرفوعة أثناء وجود تلك الدولة لأنها كانت ذات هيبة حربية. ومراس عسكري. وشراسة قتالية. ودهاء في الحكم. وتنظيم إداري تفاوت بين السلاطين تبعاً لقوة شخصياتهم ونفوذ الصدر الأعظم لكل حقبة وقدرته على تشكيل وزارة متماسكة وقادرة على الانتصار على العدو الداخلي والخارجي. كانت التحديات كبيرة. وكانت قدرات الدولة أكبر فدامت لقرون. لذلك كان لابد من وجود بديل للقتال الذي يحقق الخسائر للطرفين. بما يسبب خسارة للمسلمين فقط. وهذا لن يحدث في وجود فكرة الجهاد عند المسلمين ودولة ترعاه وتدعو له وتعليه. ولقناعة العالم المسيحي. كما يسمى آنذاك. أن إعلان الجهاد عند المسلمين هو نفير عام لرحلة للجنة وهي عقيدة ثابتة يتسابق لها المسلمون ولا يتخلف عنها إلا المنافقون. ولفشل طمس الفكرة بسبب قوة الدولة العثمانية وتمكينها. تحرفوا للنيل من عقيدة الجهاد عند المسلمين باستبدالها. بدس مبرمج بطيء للسم في العسل. لاحظوا أن الاستبدال كان ضرورة حتمية عند أوروبا. فالمواجهة بالسيف غالباً لصالح الدولة العثمانية. التي تتعامل مع الجهاد كديوان رئيس في الدولة من المستحيل إلغاؤه. كان أغلب المجاهدين موظفين مثل «الانكشارية» والمتطوعين رغم عدم حصولهم على رواتب. إلا أنها مسؤولة عن تجهيزه للقتال حتى يعود أو يستشهد. فكفالة أسر كل شهداء مسؤولية الدولة. موظف ومتطوع. والجرحى وذوي العاهات المانعة من ممارستهم له مستقبلاً. بالرواتب المجزية وتيسير الظروف المعيشية. كانت دولة توقر الجهاد وتعمل له وتعتبره رأس سنام الإسلام. وإن حاول المرجفون اعتبار الرغبة التوسعية السبب الرئيسي لا لنشر الإسلام لتكون كلمة الله هي العليا. فتمكينها دلالة دحض ذلك القول. معرفة سنن التدافع ونزول النصر والتأييد والتمكين. واجب علينا كمسلمين لنستطيع قراءة تاريخ الدول الإسلامية ونفهم أسباب صعودها وهبوطها وثم سقوطها. وكيف تبدأ دولة إسلامية أخرى. لسنا معفيين من جهالة. فوسائل العلم والثقافة العامة كلها متاحة. وسنُسأل. لما سبق. برزت ضرورة الحرب البديلة. هذه الحرب التي سنتناولها بالتفصيل في مقال لاحق. فقد كان لا بد من تقديم تاريخي سردي لظروف آخر دولة إسلام ذات فكر جهادي. لنصل إلى وصف الواقع الحديث لنقرأ بعد مئة عام فقط من سقوط تلك الدولة. ما الذي كسر سيف الجهاد؟ وكيف استبدل العالم الحديث المسيحي سابقاً الفكر الجهادي عند عامة المسلمين؟ وكيف تحولت الحرب إلى أسلحة أشد فتكاً وتدميراً من سيف ومدفع وحصار حصون؟ . وحقائق تاريخية تتكرر في دول المسلمين اليوم. كيف أضحت تتبع دساتير وضعية وتحارب مواد إعلان إسلامية الدولة؟ كل ذلك وأكثر سنطرحه. مع ربط العنوان بالفقرة الأولى من هذا المقال.
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...