alsharq

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير

عدد المقالات 196

الدعم القطري لسوريا.. التزام أخوي وإنساني متواصل

19 مارس 2025 , 01:00ص

لم تتأخر دولة قطر في تقديم الدعم للشعب السوري الشقيق منذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، واضعة الجانب الإنساني والوقوف بجانب الشعب السوري في مقدمة أولوياتها. فقد جاءت الأزمة السورية كواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، حيث أدت إلى نزوح ملايين من الشعب، ووقوع البلاد في حالة من الاضطراب المستمر. وبينما سادت حالة من التخبط والتغير في مواقف العديد من الدول تجاه القضية السورية، كانت الدوحة ثابتة على موقفها، وملتزمة بتقديم الدعم المتواصل للشعب السوري على كافة المستويات، سواء السياسية والدبلوماسية أو الإنسانية. لم يكن الموقف القطري مقتصرا على الدعم السياسي فحسب، بل امتد إلى ميادين الإغاثة والتنمية، حيث كانت الدوحة من أوائل المساهمين في عمليات الإغاثة العاجلة، مقدمة مساعدات ضخمة تهدف إلى التخفيف من معاناة المدنيين. كما لعبت دورا هاما في تسليط الضوء على معاناة السوريين من خلال منصاتها الإعلامية، مما ساهم في إبقاء الأزمة حية على طاولة النقاش الدولي. إغاثة ووفاء تعددت جوانب الدعم القطري للسوريين، حيث شملت المساعدات المالية، والغذائية، والصحية، والتعليمية، والتنموية، إلى جانب الدعم اللوجستي والتعاون مع المنظمات الدولية لضمان وصول الإغاثة إلى من يحتاجها في الداخل السوري. وقد ساهمت الجمعيات القطرية في دور إنساني وتنموي كبير. 1. المساعدات المالية والإغاثية: قدمت قطر أكثر من 1.5 مليار دولار منذ بداية الثورة لدعم الجهود الإنسانية في سوريا. وقد تم توجيه هذه الأموال إلى المنظمات غير الحكومية والهيئات الإغاثية التي تعمل على الأرض، مما ساهم في تأمين الاحتياجات الأساسية لملايين السوريين داخل البلاد وخارجها. 2. المساعدات الغذائية والطبية: ساهمت قطر بشكل كبير في توفير الغذاء للأسر السورية المتضررة، حيث تم توزيع أكثر من 100,000 سلة غذائية، إضافة إلى توفير مياه الشرب النظيفة للمحتاجين. أما على الصعيد الصحي، فقد لعبت قطر دورا جوهريا في إرسال شحنات من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى المناطق المتضررة. ووفقا للتقارير، تلقى أكثر من 1.5 مليون شخص الرعاية الصحية عبر المستشفيات والمراكز الطبية التي تم إنشاؤها بدعم قطري. وشملت هذه المراكز وحدات إسعاف ومستشفيات ميدانية تم تجهيزها لإنقاذ الأرواح في مناطق النزاع. 3. دعم التعليم والمستقبل السوري: نظرا لما سببه النزاع من تدمير للمنظومة التعليمية في سوريا، قامت قطر بمبادرات نوعية لإعادة تأهيل المدارس وإنشاء مؤسسات تعليمية للأطفال السوريين، حيث تم توفير التعليم لأكثر من 200,000 طفل سوري عبر مدارس أنشئت بدعم قطري. كما تم تقديم منح دراسية وبرامج تدريب للمعلمين لتحسين جودة التعليم في المناطق المنكوبة، ما ساهم في تقليل نسبة الأمية بين الأطفال السوريين في المخيمات والمناطق المحررة. 4. التعاون مع المنظمات الدولية والدعم اللوجستي: حرصت قطر على التعاون الوثيق مع المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والهلال الأحمر، لضمان إيصال المساعدات إلى اللاجئين السوريين داخل سوريا وخارجها. كما قدمت دعما لوجستيا هائلا للمنظمات الإنسانية، من خلال توفير وسائل النقل وإطلاق قوافل الإغاثة إلى المناطق المحاصرة، مما ساعد في الوصول إلى أماكن يصعب اختراقها في ظل الحرب المستمرة. يد العون القطرية بعد سقوط نظام الأسد أعلنت دولة قطر منذ لحظة سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر احترامها إرادة الشعب السوري في التغيير، وصرحت القيادة الرشيدة بأن الشعب السوري عانى طويلا من الظلم والتشرد والحروب، ويستحق أن يعيش بكرامة وسلام وأمان. وكان الوفد القطري أول وفد دبلوماسي عربي وعالمي يصل إلى دمشق، وتكررت الزيارات، لتتوجها زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى دمشق بعد تعيين الرئيس أحمد الشرع رئيسا للجمهورية العربية السورية، وكان أول شخصية رفيعة المستوى تصل العاصمة دمشق بعد تلك الأحداث. وأعلن الديوان الأميري بأن المؤسسات القطرية والوزارات كاملة ستدعم نظيراتها في سوريا لتخفيف المعاناة وتطوير البنى التحتية، وكما بدأت الدبلوماسية القطرية التي قادها معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بالعمل على رفع العقوبات عن الشعب السوري، ومخاطبة الدول لتأمين الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة. ومع دخول الأزمة السورية مرحلة جديدة بعد سقوط نظام الأسد، أطلقت قطر حملة «قطر معكم»، وهي مبادرة إغاثية استهدفت دعم المدن السورية المحررة، في مناطق مثل حلب، وحماة، وإدلب، وحمص، وريف دمشق. كما قدمت دولة قطر معدات تشغيل وصيانة للمطارات في دمشق وحلب، ومساعدات تقنية ولوجستية لإعادة تأهيلها. ولم يقتصر الدعم القطري على الإغاثة الفورية، بل امتد إلى المساهمة في إعادة إعمار البنية التحتية السورية، حيث بدأت الدوحة بتزويد سوريا بــ 400 ميغاوات من الكهرباء، على أن يتم زيادة حجم الإمدادات تدريجيا، مما يسهم في دعم استقرار الطاقة في البلاد. قطر نموذج في الدعم الإنساني لم يكن الدعم القطري لسوريا التزاما سياسيا عابرا فحسب، بل كان موقفا إنسانيا وأخويا نابعا من إيمان الدوحة بضرورة الوقوف إلى جانب الشعوب العربية، والبلدان التي تعاني من الأزمات، وهي استراتيجية قائمة على موازنة الاحتياجات والضروريات، ووفق رؤية مرحلية ومستقبلية ثاقبة، فعلى مدى أكثر من عقد من الزمن، لعبت قطر دورا أساسيا في تخفيف معاناة السوريين، واستمرت في تقديم العون لهم حتى بعد سقوط النظام. ومع استمرار التحديات التي تواجه سوريا، يظل الدور القطري نموذجا يُحتذى به في العمل الإنساني والتضامن العربي، ليبقى اسم قطر مرتبطا دوما بالدعم والمساندة للمحتاجين في كل مكان. @FalehalhajeriQa

الدوحة وسيط دبلوماسي لا غنى عنه.. الاعتذار الإسرائيلي فرصة جديدة لإنهاء حرب غزة

حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...

خطاب صاحب السمو في الأمم المتحدة: دفاع عن المظلومين وتثبيت لنهج الوساطة والسلام

في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...

قمة الدوحة.. من اعتداء غادر إلى لحظة تضامن عربي إسلامي لرسم معادلة الردع

انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...

من مجلس الأمن إلى القمة الطارئة... التصعيد الدبلوماسي القطري على عدوان إسرائيل

لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...

العدوان الإسرائيلي على دوحة السلام: استهداف خطير للسيادة يضع المنطقة على حافة انفجار جديد

في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...

غـــــــزة الجــــريحة.. حين يصرخ الجائعون فتتحرك الدبلوماسية الصادقة

في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...

قطر والوساطة الكبرى.. دور هادئ يصنع السلام في إفريقيا

لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...

الهجوم على قاعدة العديد.. قطر تتصدّى بصمت وتتحرّك بالدبلوماسية لوقف التصعيد

بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...

ترامب في الدوحة.. إدراك أمريكي لأهمية دور الدوحة الإقليمي والدولي

في 14 مايو 2025 حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدوحة، في زيارة تاريخية تأتي تتويجا لجولة في المنطقة شملت أيضا قمة خليجية-أمريكية في الرياض قبل يوم واحد. وهذه الزيارة الرئاسية إلى قطر –...

قطر ومفاتيح الاستقرار العربي: من القاهرة إلى دمشق وبيروت

في مرحلة تتسم بتشابك الأزمات وتعدد مسارات النزاعات في المنطقة العربية والشرق الأوسط، تبرز دولة قطر كفاعل دبلوماسي نشط يسعى لإعادة صياغة المشهد الإقليمي، انطلاقا من رؤية قائمة على الحوار والشراكة، لا على الصدام والاستقطاب....

«الرئيس العماد» في ضيافة الدوحة.. لبنان يستعيد بريقه بدعم قطري متواصل

«قطر أظهرت قولاً وعملاً على مر السنين تضامنها الكامل ودعمها المطلق للبنان»، ربما تكون هذه العبارة الأكثر توضيحاً للموقف القطري من لبنان على مر السنين. وتزداد أهميتها أنها على لسان رأس الدولة اللبنانية فخامة الرئيس...

قطر والوساطة في غزّة: التزام صادق وشراكة محترمة مع القاهرة وواشنطن

بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، كانت دولة قطر حاضرة في الخطوط الأمامية للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني. وهذا الدور لم يكن وليد...