alsharq

مصطفى اللداوي

عدد المقالات 9

المقاومة سلاح والبطولة موقف

18 فبراير 2012 , 12:00ص

لمقاومة ليست كلمة تقال، أو شعاراً يرفع، وليست أغنية نترنم بها أو قصيدة نعجب بنظمها، وتطرب آذاننا بالاستماع إليها، كما أنها ليست رداءً يلبس، أو قبعة تعتمر، تلبس شتاءً وتنزع صيفاً، أو تستبدل وتغير حسب الفصول والأجواء، ووفقاً للطقس والمناخ، أو حسب المكان وتبعاً للجغرافيا، استرضاءً لأشخاص أو كسباً لآخرين، كما أنها ليست أداةً للضغط والتأثير، أو للظهور والمباهاة، أو المفاخرة والمكاثرة، وهي ليست عسكرية عند البسطاء والفقراء، وشعبية عند الكبراء والأغنياء، كما أنها ليست للإعارة والاستعارة، تمنح لملكٍ أو أمير، ويهدد بها قائدٌ أو زعيم، ترفع شعاراتها في مكانٍ وتخمد أنفاسها في حضرة آخرين، حرصاً على مصالح ومراعاةً لمشاعر، وهي ليست خيمة تنصب في ميدان ليخرج منها فارسٌ همام، أو بطلٌ لا يشق له غبار، تحيط به جوقة، وتلتف حوله فرقة، تخاف على نفسها إن وقع، وتخشى على لقمة عيشها إن سقط، حياتها به مرهونة، ورزقها بسلامته مربوط، هو الوطن إن عاش، والقضية إن تحدث، وهو الأمين على الثوابت إذا أكد، والصادق في أقواله إن هدد وتوعد. المقاومة سلاحٌ في الميدان، وقتالٌ في الجبال والحواري والوديان، واشتباكٌ مع العدو في كل مكان، وثباتٌ على الموقف أياً كان الحال، وصمودٌ على الحق مهما اشتدت الصعاب، وعظمت التضحيات وضاق على العنق الخناق، وتحشرجت الروح وكأنها الفراق. المقاومة مطاردةٌ في الوطن، وثباتٌ على أرضه، وتمسكٌ بترابه، وحفاظٌ على مقدساته، وهي اعتقالٌ في سجون العدو، وعذابٌ في زنازينه، وشبحٌ على جدرانه، وسحلٌ على أرضه، وقيدٌ ينغرس في المعصم، وعصابة تعمي العيون وتذهب بالبصر، وأكياسٌ منتنةٌ تكاد تقضي على الأنفاس. المقاومة إصابة وشهادة، وقتالٌ ومطاردة، وتضحيةٌ وفداء، وتجردٌ وعطاء، وصدقٌ وإخلاص. المقاومة بندقية محمولة على الكتف، وصاروخٌ يطلق من البساتين، وقذيفة تنطلق من أعلى ظهر جبل، وعبوةٌ ناسفة تزرع في كل مكان، واشتباكٌ يرهب العدو ويجندل جنوده، ويعيدهم قتلى في تابوتٍ أو جرحى مسكونين بالرعب، قتلى صامتين أو جرحى يولولون، وهي صوتٌ بالحق يصدح، وبالموقف يتمسك، لا يفاوض ولا يهادن ولا يساوم ولا يستسلم، ولا يلين ولا يخضع، ولا يغض الطرف ولا يخشع، ولا يصمت ولا يركع. المقاومة شرف لمن يرفع رايتها، ويخلص من أجلها، ويعمل لأهدافها، ولا يسقط رايتها ولا يتخلى عن مبادئها، ولا يسمح لآخرين أن يحددوا أهدافها ويضيقوا نطاقها... المقاومة والبطولة صنوان، معاً يقترنان، وفي شخصٍ واحدٍ يجتمعان، وفيه لا يفترقان، فمن قاوم منتظراً النصر أو الشهادة عُد بين الناس بطلاً، وعند الله إن قتل شهيداً، فلا يبالي على أي جنبٍ كان في الله ومن أجل الوطن مصرعه، في شارعٍ أو في بيت، في سيارةٍ أو على دراجة، راكباً كان أو ماشياً، وحده كان أو برفقة مقاومين آخرين، بعد أن سكنته المقاومة وعاشت في ثنايا فكره وخفايا عقله، فكانت معه في أحلامه وعند يقظته، تسكنه ولا تفارقه، لا يهمه أين يكون المهم أن يبقى مقاوماً، ولا يحزنه مسكنه إن كان في العراء أو كهوف الجبال، مطارداً في البساتين أو ملاحقاً في الأدغال، ولكن الأهم أن تبقى البندقية على كتفه، وإرادة القتال تسكن قلبه، ولا يقلقه إن التف حوله الناس ورام معه المريدون، وهتف لحياته المعجبون، فهمه أن تلتف حوله الملائكة، وأن تقاتل معه وتنتصر لأجله، فتلك هي أحلامه وهي غاية ما يتمنى. البطولة في رجلٍ كطفل الأخدود، حرقوا أهله فما وهن، وقتلوا شعبه فما ضعف، ونزعوه من بين أهله فما بكى، وحرموه من محبيه فما شعر بالجوى، وساوموه فما تنازل، وأخافوه فما تراجع، وهددوه فما خضع، وشقوا الأرض أخدوداً أمامه فما جفل، وأشعلوا فيه ناراً فما اضطرب، وحدوا لرقبته سيفاً فما توسل، وبروا لصدره سهماً فما سكت، وألقوه في عرض البحر فما غرق، وأسقطوه من علٍ فما قتل، وصلبوه على جذع شجرةٍ فما أغمض عيونه، وبقي يردد على أسماعهم يقينه، ويقسم لهم أنه بضعفه قوي، وبدمه منتصر، وبأهله ناجٍ، وإلى أرضه عائد، وأن حقه سيسود وباطلهم سيبور، وستبقى رايته إن قتل خفاقة، وحقه إن غاب حاضراً. إننا أمةٌ بالمقاومة أصبحنا أبطالاً، وبالثبات على الحق أصبحنا رجالاً، وبملاحم أطفالنا ومعارك رجالنا وثبات أسرانا وصمود مقاتلينا، أصبح لنا فوق الأرض راية وتحت الشمس مكاناً، تحترمنا الأمم، وتقدر نضالنا الشعوب، ويتنافس في عوننا الأحرار، ويسرع لنجدتنا المخلصون والصادقون، وبغير المقاومة سنغدو صغاراً، وبغير السلاح سنصبح عبيداً، وبدون البندقية ستتنازعنا الأمم، وستنهشنا القوى، ولن يسمع لصراخنا أحد، ولن يأبه لمعاناتنا أحد، فالمقاومة هي عدتنا وهي سلاحنا، لا نفرط بها ولا نتنازل عنها، فهي التي تفتح لنا الأبواب، وتوسع علينا الدنيا، إنها هي التي تدر علينا الأموال وتعطينا من فضل العزة والكرامة، إنها المقاومة التي نشرف بها ونعتز، ونفخر بها ونتيه، ونفاخر بها ولا نخجل. moustafa.leddawi@gmail.com •

الناخبون في حركة حماس

الناخبون في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في هذه الدورة كُثُر، بل لعلهم الأكثر بين جميع المراحل التي مضت، فأصحاب الحق في التصويت والانتخاب كثيرون، إنهم منتشرون في الوطن والشتات، ويتوزعون في كل الساحات، وليس فيهم...

ألمانيا بين الحق الفلسطيني والابتزاز الإسرائيلي

الشروط الألمانية تجاه الشعب الفلسطيني شروطٌ قاسية، وقد لا يقبل بها الفلسطينيون، وقد لا يرضون عنها لفقدانها النزاهة والعدلية والمصداقية، ولكونها تتعامل مع القضية الفلسطينية بمعيارٍ آخر مخالف تماماً لما تتعامل به مع الكيان الإسرائيلي....

مشعل وعباس ينفذان إرادة الشعب

ليس لهما الخيرة من أمرهما، وليسا مخيرين بين الاتفاق أو استمرار الاختلاف، إنما عليهما أن ينفذا إرادة الشعب الفلسطيني كله بالاتفاق، وأن يتوصلا معاً إلى نهاية الاختلاف والانقسام، وأن يضعا خاتمة لمعاناة الشعب الفلسطيني وآلامه،...

فلسطين كلمة حق أمام سلطان جائر

لم تستطع سطوة الولايات المتحدة الأميركية بكل جبروتها وكبريائها وظلمها وتعديها، وبما ملكت من قوةٍ غاشمة، وسلاحٍ غادرٍ قاتل، ونفوذٍ واسع، وسيطرة وهيمنة على الكثير من حكومات دول العالم، ومعها كيان الظلم والاستبداد، ودولة القهر...

بين يدي حكومة النهضة في تونس

اختار التونسيون حركة النهضة دون غيرها من الأحزاب التونسية، وفضلوها عن غيرها من الأحزاب الأخرى، فمنحوها أصواتهم، وأعطوها ثقتهم، وجعلوا منها الحزب الأكبر تمثيلاً، والأكثر حضوراً، والأقوى نفوذاً، والأوفر حظاً لتشكيل الحكومة القادمة، ولكنهم وضعوا...

الوهم المتبدد والأمل المتجدد

خمس سنوات تفصل بين عملية الوهم المتبدد البطولية التي نتج عنها أسر جلعاد شاليط، وبين صفقة التبادل الثلاثين بين المقاومة الفلسطينية والعربية وبين سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تم بموجبها تحرير أكثر من ألف أسير وأسيرة...

شيمون بيريز يطل برأسه

كالأفعى يطل برأسه كلما دخلت بلاده في مأزق حرج، أو واجهت صعاباً سياسية، وأزمات خارجية، واضطرابات داخلية، تحير الحكومة ورئيسها، وتقلق الشعب ومؤسساته، وتخيف الدولة والجيش، وتحرج دبلوماسييهم ومبعوثيهم لدى دول العالم، وتضيق الخناق عليهم،...

فلسطين في الحراك الشعبي المغربي

وسط حضورٍ شعبيٍ مغربيٍ كبيرٍ وحاشد، شهدته مدينة القنيطرة المغربية، ضمن الملتقى الشبابي السابع لشبيبة حزب العدالة والتنمية، وفي حضور ومشاركة شخصياتٍ عربيةٍ كبيرة من دولٍ عربيةٍ شتى، كانت فلسطين حاضرةً دوماً، لا تكاد تغيب...