من دون مبالغة

لفتني التقرير الذي ورد قبل يومين عن المواكبة الإعلامية الكثيفة لـ«كأس آسيا – قطر 2023» متوّجة بـ60 شبكة بث تلفزيوني ومُشاهدة في أكثر من 160 بلداً. ولا عجب في ذلك طالما أن البيئة لأداء الرسالة الإعلامية ملائمة ومثالية، وسبل الراحة وتسهيل العمل وفق أعلى المعايير متوافرة. طبعاً، يعزز ما تقدّم عن مكانة هذه البطولة التي تحطّم أرقاماً قياسية في مجالات عدة ومنها الإقبال الجماهيري، رونق منافسات هذا الحدث. وهذا يقودنا إلى إدراك الاتحاد القاري أنّ كأس آسيا منتج مهم سيحسن الإفادة من دروسه التسويقية في النسخ المقبلة، والتي يحرص على تطويرها كما ورد على لسان أمينه العام داتو سيري وندسور جون. تتميّز سنة 2024 بإقامة 4 بطولات قارية، ولا شك أنّ الاتحاد الآسيوي «مرتاح» إلى إبرامه عقود نقل تلفزيونية وعبر منصات طويلة الأجل، ما يوفّر له استقراراً مادياً ومورداً للاستثمار في مشاريع تنموية على امتداد القارة. من هنا التركيز على أعلى معايير التنظيم ومفاعيله، واستضافة قطر لهذا الحدث عامل مساعد جداً وضامن لنتيجة مثمرة. في كونغرس المنامة العام الماضي، أعلن الاتحاد الآسيوي تعزيز احترافية كرة القدم في بلدان القارة حتى يزيد عدد الدوريات التي تتمتع بهذه الميزة الفضلى خلال السنوات الأربع المقبلة. في المقابل، علينا الانتباه إلى بند المكافآت التي تبقى متواضعة قياساً لما هي عليه في أوروبا (المثال الذي يُحتذى)، فضلاً عن أنّ حجم المبالغ التي تُمنح لا يوفّر مواهب (تبلغ القيمة الإجمالية لجوائز بطولة آسيا 14،5 مليون دولار منها 5 ملايين للبطل مقارنة بـ30،9 مليون دولار ستُمنح لمن سيحمل اللقب الأوروبي). والنجاح المتوقّع لا بدّ أن يغيّر في واقع محدودية الأسماء الكبيرة ضمن الشراكات التسويقية المعقودة، فنشهد لاحقاً انتشاراً يتعدّى الـ160 بلداً. لا ننسى أنّ وجود 24 منتخباً في النهائيات، أي نحو نصف عدد بلدان القارة، لا يعني أن المستوى تقدّم وبلغ شأواً لا يمكن تجاهله. لكن الحرص على اعتماد هذا العدد تسويقي بامتياز ولو على حساب الفنيات، من أجل زيادة المداخيل والإيرادات.