تمنّيات معبّرة

معبّرة جداً كانت تمنّيات الأمين العام للاتحاد اللبناني لكرة القدم جهاد الشحف أمام وزير الرياضة والشباب رئيس اللجنة المنظمة لـ «كأس آسيا – قطر 2023» سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني. وفي إطار جولة زياراته على المنتخبات المشاركة في الحدث القاري، التقى البعثة اللبنانية في مقر إقامتها. وقد شكر «أبو فراس» سعادته على زيارته وعلى مبادراته الدائمة لمصلحة الكرة اللبنانية، آملاً منه التعاون في إنشاء ملعب وفق المعايير الدولية المطلوبة ليشكّل المساحة التي افتقد إليها «رجال الأرز» في تمارينهم ومبارياتهم المحلية. وقد «لقي طلبه تجاوباً من سعادته» كما ورد في النشرة الإعلامية الصادرة عن البعثة في الدوحة. بين المنتخبات الـ24 التي تخوض كأس آسيا، منتخب لبنان الوحيد الذي لا يستطيع فنياً خوض مباريات على أرضه بداعي انعدام مواصفات الملاعب الصالحة، وهذا ما سيعانيه مع استئناف التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وآسيا المقبلتين، علماً أن البطولة القارية كانت في ضيافة لبنان بأفضل ما يكون عام 2000، وجهز لها ثلاثة استادات عصرية.... مفارقة أليس كذلك؟! لقد دأب الاتحاد اللبناني لكرة القدم وجهات محلية أخرى على السعي لتأهيل الملاعب وإعادة الحياة إليها وفق برنامج مستدام، لكن قوانين الاستثمار والأنظمة التي ترعى هذه المرافق غير مساعدة البتة وبعضها عقيم ومعرقل. الاتحاد اللبناني الذي تأسس في عام 1933 لا يملك ملعباً بمواصفات دولية ومعايير صحيحة لإعداد منتخباته، فضلاً عن أن باقي المنشآت الخاصة بالبلديات والأندية لا تستوفي الشروط، وسوء أرضياتها من العشب الاصطناعي تسبب بإصابات اللاعبين، ورغم ذلك يستغرب كثر نتائج المنتخب ويطالبون بـ»قفزة نوعية». وفي هذا السياق، أعود بالذاكرة إلى فترة التحضيرات لنهائيات كأس آسيا 2019، فقد كانت المحطة الأخيرة معسكراً اعدادياً في البحرين، ثم عاد إلى بيروت على أمل استكمال البرنامج على ملعب بيروت البلدي الذي أعيد زرع أرضيته، لكن النتيجة جاءت «فالصو». واضطر المنتخب أن يُجري تمارينه قبل التوجّه إلى الإمارات على ملعب النجمة ذي العشب الاصطناعي غير الملائم.... عجايب.