


عدد المقالات 395
نشتكي في العادة من رجال صغار استبدّوا بالسلطة لأن أحداً لم يسلّط عليهم الضوء، بعكس فيلم «المهرّج JOKER» الذي يُسلّط فيه الضوء على مهرّج تافه مختل فيتحول إلى زعيم للتغيير أو التدمير. وفي مطلع الفيلم، يرتدي البطل (آرثر) زي المهرّج للفت نظر المارة للعروض التجارية. وهنا مربط الفرس؛ فالتهريج لمردود مادي بطله الأكبر دونالد ترمب. لكن القفز إلى هذه النتيجة دون ما يسندها من التحليل أمر غير مقبول؛ لهذا شاهدت الفيلم من «النت» مرتين. وعلى من ينوي مشاهد الفيلم ألا يقلق مما سنورده؛ فلا حبكة مستترة سنكشفها، ولا إبهار أصلاً أو صور سينمائية رائعة «Cinematography 101»، وربما مظلمة عن قصد؛ فالفيلم في مدينة في الثمانينيات، وكان هذا أول ما زاد القناعة بأن الفيلم عن ترمب. ففي الثمانينيات، تشكّلت شخصية ترمب، وخطّط لأن يكون رئيساً، وخسر في الثمانينيات مليار دولار، وفيها أصر بشكل مقصود أن يرفع اسمه وتصبح تسريحة شعره رمزاً للنجاح في الأعمال بالثمانينيات. فشيّد ناطحة سحاب أسماها «برج ترمب»، ثم أبراجاً أخرى تحمل كلها اسمه. وهو ما حدث في الفيلم حين يطلب آرثر أن يُسمّى في برنامج تلفزيوني «المهرّج JOKER»، وهو ما حدث فجعل قناع المهرّج منتشراً في الشوارع. لقد كان من المؤشرات المبكّرة في الفيلم أن المقصود هو ترمب بظهور الممثل روبرت دنيرو Robert De Niro المناهض الأول لترمب، الذي كانت آخر هجماته عليه يوم 14 أكتوبر 2019 حين وصفه بأنه «أحمق من أن يعي أنه شرير» في حفل افتتاح فيلمه الجديد «The Irishman»، ثم قوله في فيلم «الجوكر» إن من مقترحات الرئيس حل مشكلة الفئران بإحضار قطط كبار؛ كناية عن لجوء ترمب إلى الرأسمالية المتوحشة. وفي تشريح لشخصية ترمب، يُظهر الفيلم كيف أن آرثر/ترمب مصاب بالضحك المرضي، وهو عند ترمب إغاظة الناس أو التحرّش بالناس باستمرارية مرضية، حيث لا يستطيع ضبط نفسه عن ذلك فيقول للحلفاء ستدفعون الأموال، ويقول للمهاجرين أريد مهاجرين بيضاً وليس ملوّنين. وفي الفيلم، لم تكن تصرفات الجوكر مبررة، ومثله ترمب من الأمر بالهجوم على الإيرانيين ثم وقفه، أو الانسحاب من سوريا ثم التوقف ثم الانسحاب مؤخراً. وفي الفيلم يبرز سؤال عن التحوّل من شخصية آرثر المهرّج إلى الجوكر المجنون، وفي واقع أميركا نتساءل كيف تحولت أميركا القيم الديمقراطية وحماية الحريات والتزام المواثيق والوفاء للتحالفات إلى شكل إمبراطوري مصلحي قبيح! لقد صُوّر فيلم «الجوكر» بوصفه رمز إزعاج للنظام كما يفعل ترمب مع «الكونجرس» والاستخبارات والقيم السياسية الأميركية؛ بل إن الأهم أن الفيلم أظهر البلد والقمامة في كل مكان، وكأن واشنطن كئيبة وبائسة من جراء صفقة زواج باطل بين المال والسلطة بغياب المؤهل النظيف لقيادة البلد والعالم الحر. ومن الإسقاطات المشيرة إلى ترمب، كيف سخر الناس من الجوكر فتحوّل إلى قائد لهم، مشابه لسخرية الطبقة السياسية وأوباما في حفلة البيت الأبيض من ترمب؛ مما دفعه إلى الاستماتة للوصول إلى الرئاسة. كما أن من الإسقاطات أن البطل في الفيلم وضع والدته أولاً مثل ترمب «أميركا أولاً»، وهي مجنونة مثله، فيقتلها كما سيقتل ترمب أميركا. وفي نهاية الفيلم، يتحول الناس كلهم إلى مهرّجين، والجوكر يقودهم إلى الفوضى. ولإظهار زعامة آرثر/ترمب، تصدح الأغاني بينما البطل في المقعد الخلفي لدورية الشرطة يمر بشوارع تحترق مثل طاغية روما «نيرون» الحاكم الذي أحرق شعبه وبلده بلا مبالاة، لينقذه شعب مجنون يحتفلون معه بوصفه زعيماً على ظهر دورية الشرطة التي تمثّل الحكومة، في إشارة إلى أن البشر جميعهم يملكون نزعة للشر. وفي الختام، يهرب الجوكر ليستمر الجنون. بالعجمي الفصيح في الواقع، ندرك أننا لا نشاهد أميركا التي عرفناها؛ بل نسخة مزيّفة منها. وحين نشاهد فيلم «المهرّج JOKER»، نرى بصيص أمل في الإسقاط السياسي للفيلم، وأن المثقف الأميركي يرى شخصية «الجوكر» غير السوية تجسيد لترمب أو لحقبة حكمه على الأقل.
حتى وقت قريب، كنت أعتقد أن تقويم و»مرصد العجيري» هما أكبر طموح لنا في الكويت مع الفضاء الخارجي، حتى وإن لم تتعدّى نتائجه تحديد الصيام والعيد في خلط بين علم الفلك وعلوم الفضاء، ثم اطّلعت...
منذ أن أعلن نتنياهو نيته البدء يوم الأربعاء الأول من يوليو 2020، تنفيذ مخططاته التوسعية من خلال ضمّ الضفة، والأسئلة في العواصم الخليجية تتوالى أكثر من التحركات، بينما نرى أن التصدي الخليجي لقرار الضمّ أقرب...
بعد استنفاذها القيم الديمقراطية والحرية والعدل، أخذت أميركا تلقي في وجه العالم الكتل القبيحة الفائضة من حضارتها، فبعد تكشيرة قاتل جورج فلويد، وهو يتكئ على عنق الرجل المسكين بركبته، ظهرت ثقافة النميمة السياسية المدفوعة بالجشع...
استخدمت عواصم خليجية عدة في فترات قريبة كلمة «الحكومة» بدلاً من «النظام»، لوصف قادة سوريا، ولم يكن الأمر بحاجة لإعادة طرح سؤال نزق إن كنا خليجيين أولاً أم تجاراً أولاً؟! والآن نعيد طرحه مع توسيع...
بعكس كل دول العالم هذه الأيام، تقتل الحرب في ليبيا الشقيقة أكثر مما يقتل كورونا (كوفيد -19)؛ فإجمالي الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا وصل إلى 256 حالة فقط، حتى الأسبوع الأول من يونيو 2020. فيما...
في أواخر الثمانينيات تعرّفت على الكمبيوتر عبر جهاز «صخر»، وكان عبارة عن لوحة مفاتيح تشبكها بشاشة التلفزيون العادي. وفي 1993 اشتريت أول كمبيوتر «ديسك توب»، ولم أتصوّر أنا ولا حتى بيل غيتس أن هناك ما...
نجح مصطفى الكاظمي في نيل ثقة البرلمان، وأصبح رسمياً رئيس وزراء العراق؛ ولأن الخليج يعتبر الكاظمي أقرب إليه من أي مرشح آخر فقد تم الترحيب بتنصيبه من أعلى المستويات السياسية الخليجية علانية ولأسباب كثيرة منها:...
لم يعرف المواطن الخليجي الوقوف في صفوف إلا في الصلاة، ومن نعم الله أن المواطن الخليجي لم يعتد الوقوف في الطوابير، وقد طوّعتنا جائحة «كورونا» لتفهّم ثقافة الطوابير، رغم أن طوابيرنا لا تُقارن بطوابير البؤس...
لقد قتلت العالم وهو يواجه فيروس كورونا «19-COVID» تناقضاته، فهو لا يعرف ما يريد، هل يقاوم أم يستسلم أم يهاجم؟ فقد كنا في موقف الدفاع أمام الجائحة، متخندقين بالحجر المنزلي، وأسلحتنا متوافرة وسهلة لا تتعدّى...
كان ولا يزال لـ «كورونا» القدرة على خلق مناخات استراتيجية قابلة للاشتعال، فالنزعة الفوضوية التي طبعت تعامل العالم معها ستفضي بدول العالم إلى تبني نزعة عدوانية تنافسية فيما بينها للتعويض عن خسائرها، ويرى المفكر الأميركي...
حين اكتشفت أن بداوتي تهمة لجهلي رعي الإبل والغنم؛ عيّرت الرفاق بأن تحضّرهم تهمة بقدر تهمتي؛ لكن ذلك لم يكفِ. وكان لا بدّ أن أقفز قفزة حضارية؛ ولأن الزراعة هي خطوة تتلو الرعي، تقاعدت من...
إذا كانت التحركات الاستراتيجية هي الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي، فإن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي؛ فإن التراجع الأميركي في العراق أقل من الاستراتيجي وأعلى بكثير من التكتيكي أو ما يعرف بتكييف...