عدد المقالات 170
بالنسبة لي. ليس مستغرباً أن تخصص بعض الثقافات «يوماً ما في العام لاحتفال ما» فالحضارات المتغيرة تحتاج أن تتذكر الأصالة من حين لآخر، وتعود ولو ليوم في العام لتشعر بثبات شيء ما باقٍ منذ عام ولم يطرأ عليه تحول شوه ملامحه. لا ألومهم على الحاجات النفسية للاحتفال ببقاء في عالم كل شيء يرحل سريعاً وقد لا يصمد عام آخر، للاحتفاء بسنوية، ليحتفلوا كيف شاؤوا إلى حين شاؤوا لعلهم يسعدون في هذا اليوم! ولكن أعجب من خذلان المقلدين! يتفاخرون بالتبعية لكل ما هو «آخر»! كل إنجازاتهم نسخة مقلدة! وكثير ما يكون التابع أعمى لا يعلم سبب اجتراره «هو» لمشروع «غيره» ولا يهمه حقاً كان أم باطلاً ما دام يضعه في خانة المتمدنين! ولكن خطابي للقلة القائدة التي تكره دور الظل، أتساءلتم لماذا لا يكون لدينا أيام حب خاصة بنا؟ لماذا تستبد بنا ثقافة الاستيراد؟ هل لدينا خجل من أي صناعة محلية حتى لو كان المنتج «قصص الحب» في بيئاتنا؟ حقيقة أقف في كثير من الأحيان أمام حالة الانغماس في التغريب عند شعوبنا، عاجزة عن تركيب الصورة للعقلية المنبهرة في «بلاد برّة» بكل تناقضاتها، حسناتها وسيئاتها، تستحيل في منظومتنا الفكرية إلى أنموذج يتَعَبد بحمده مُريدو الأصنام! وصف مؤلم ولكنه حقيقة! نحن أيضاً لدينا حضارة، ونحن أيضاً أمة، ولنا تاريخ، وأدبياتنا ملأَ بقصص الحب والوله، وأكثرها يرافقها الحرمان مثل حارس شخصي لا يتركها إلا في الفراش لترتوي بالأحلام فقط، ذلك بسبب التقاليد الاجتماعية والأعراف، وهي في العموم تسبق الدين قوة واتباعاً، فنجد قصص المحبين لصيقة بالدموع والعذاب والألم، وقِسْ على ذلك كيف تنشأ علاقتنا النفسية مع الحب! وإن كنا نحب «الدراما» التي ترافق قصة «يوم حبهم»، وليس حب «الحب» لذاته. فحكاياتنا لا تخلو منها بل لدينا المزيد! ظاهرة تستحق الدرس فعلاً للتعرف على الحلول وأتمنى أن أجد لها تفسيراً عقلياً، لمَ نختَر الهروب والاحتفال بيوم الحب الذي اختارته ثقافات وثنية أو نصرانية (اختلفت الروايات والأساطير بشأنها ويمكنكم البحث للحصول على معلومات وهذا ليس مبحثنا هنا)؟ إن قرر أياً كان أن يخلّد «تاريخاً للحب» ويجعله مزاراً سنوياً يرتمي أمام عتباته المقدسة. فلماذا لا تختار أنت يومك وشخصك بدلاً من أن تحتفل بحب آخرين؟ يقول خبراء سوق الزهور إن «الورد الأحمر» يختفي يوم الرابع عشر من فبراير كل عام بسبب احتفالات سكان الأرض بـ «يوم العشاق» أو «يوم الحب». وتقول جدتي رحمها الله ببساطة الرعيل الذي لن يتكرر من الكويتيات «رزق القطاوة على الخاملات»! مبيعات يومٌ بعام؟! لكني لا أريد أن أكون ممن يحتفلون بيوم للحب. أريد أن أعيش الحب مع كل نَفَس. أن يتخللني كل وقت. يفاجئني بشغبه وأن يكون دمي مأواه. وأنت كذلك تستحق شعور دائماً باحتفالية مستمرة بأنك تُحِب وتُحَب. أن تفيق مع الحب وتغفي به. فلن يحدني وأنت. في الحب. تاريخ وجغرافيا! أنسينا. أن رسالتنا نحن أهل الإسلام تميزت بالحب؟ إذاً لننشط ذاكرتنا، إن ربنا جل وعلا سابق بمحبتنا وقال «يحبهم ويحبونه» ولدينا نبي أجّل دعوته المُجابة ليوم القيامة حتى تكون هي شفاعته لنا لأنه يحبنا. ماذا بعد هذا الكم من الحب. إنه النبع الذي لا ينفد؟ مَن الذي وعده حق ورسوله صادق وأمين؟ أي يوم حب يتحدثون عنه أولئك المساكين المحرومون من لذة معية الحب السرمدي؟ وأخيراً. من لديه الإجابة على تساؤلي هذا: لماذا في كل مشهد لا أجدنا إلا أمة صدى. فمتى نكون نحن الصوت؟!
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...