alsharq

نواف بن مبارك بن سيف آل ثاني

عدد المقالات 122

ري شجرة الانقلاب

12 أغسطس 2013 , 12:00ص

بدأت تروس الآلة العسكرية في مصر بالدوران، وبدأت أجهزة الأمن والإعلام بالحركة في الساعات الأخيرة نحو ما يبدو أنها «لحظة الحسم» ووضع النقاط على الحروف في علاقة «العسكر» بالمعتصمين، ولا أدري عزيزي القارئ إن كان مقالي هذا سينشر قبل أو بعد لحظة الحسم تلك -والتي قد تحدث بحسب ما يتردد في أية لحظة- وما إذا كانت نتائج مثل هذه الإجراءات المسماة بالأمنية قد نجحت في تأمين الشعب أو اضطهاده. ولكن ما هو «معلوم من السياسة بالضرورة» هو أن مثل تلك الإجراءات الأمنية ضد معتصمي رابعة والنهضة لن يتم قبولها في عالم ما بعد الثورات العربية وتحرر الشعوب من «بيوت العناكب» المعروفة بالأنظمة العربية المستبدة، علاوة على ذلك فإن منظمات حقوق الإنسان والحكومات ذات النفوذ في مصر لن تسمح بخرق أي من مبادئ حقوق الإنسان جراء أية عملية أمنية لفض الاعتصام بالقوة. لطالما كان الجيش المصري الأبي مثالاً ناصعاً لجيش وطني يضع مصلحة شعبه أولاً، فهو جيش لم يقمع أبداً «المدنيين العزل»، لا تحت لواء مستبدٍ أو بأمر طاغٍ، فلا نتمنى أن يسنوا اليوم سنة جديدة ويلطخوا تاريخهم بدماء أحرار مصر، وأما عن ما يسمونها «بقوى الأمن» وهو الاسم الرمزي الذي يستخدم اليوم لعدم استهلاك اسم الجيش في ما يحدث اليوم، فهي تستعد اليوم للقيام بعمليات إجهاض لحريات المعتصمين في التعبير عن رفضهم لما يرونه انقلاباً على الشرعية، ورفضاً لإرادة الشعب في تقرير مصيره. إن أرادت القوات المسلحة المصرية -التي تعد الحاكم الفعلي في مصر اليوم- أن تنتقل بمصر إلى بر الأمان فيجب عليها أن تصل إلى قناعتين رئيسيتين، الأولى هي أن تتخلى عن فكرة ري شجرة الانقلاب بدماء المعتصمين جراء أي اقتحام أو فض بالقوة لاعتصام من هم في تلك الساحات، ثانياً يجب البدء في حوار هادف من الطرف الآخر للوصول إلى حل ينقذ مصر، ولتحقيق ذلك يجب الإفراج عن هذا الطرف الثاني المغيب حالياً من سجناء الرأي، وإلا سيستمر الجيش في «حوار الطرشان» والذي لن يصل إلى أي نتيجة بناءة، وفي حال غياب إحدى هاتين القناعتين أو كلاهما فلا يمكن لمصر «ما بعد الانقلاب» أن تنتقل إلى مرحلة جديدة. الطريق نحو الديمقراطية الحقيقية في مصر وعر ومتعرج ومحفوف بالمخاطر، وعلى الطرفين التنازل عن بعض المطالب، لكي لا يكون ما هو مثالي لأي من الطرفين عدو ما هو ممكن للطرفين معاً، وذلك للوصول إلى بر الأمان. الرأي الأخير.. قد نعرف قبل أن ينشر مقالي هذا أو بعده بقليل ما إذا كانت النصرة للعاقل أم الأرعن، لا شك بأن الحكومة المصرية الحالية تحت لواء «كفيلها» الجيش المصري تستعجل اليوم بإرساء ما تراه أسس الديمقراطية بحسب قاموسها لإخفاء دور العسكر البارز بأسرع وقت ليختفي معه «سبب» اقتناع العالم بحق المعتصمين في إبداء رأيهم، ولكن وكأي معادلة «قانونية» هل يصح ما بني على باطل؟ أم إننا في زمن ميكافيللي جديد تبرر فيه وسيلة الانقلابيين لغاية أسمى هي الديمقراطية؟ .. «وإلا أيه رأيك يا ريس؟».. ويكون الرد واضحاً في صمته «المدوي». (أن تبادر بالحق خير من أن تجبر عليه). إلى اللقاء في رأي آخر

شوارع اسطنبول

استكمالاً لمقالات سابقة كتبتها عبر السنوات الماضية عن «شوارع DC» و»شوارع باريس»، وأسرار تلك المدن التي زرعت فيها من خلال مصممي تلك المدن، اليوم أستكمل تلك السلسلة بمقالي عن «شوارع اسطنبول». اختار الإمبراطور قسطنطين عاصمته...

الترامبوفوبيا

بدأت مع أداء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب اليمين الدستورية، وتسلمه سدة الرئاسة في تمام الساعة 12 وخمس دقائق بتاريخ 20 يناير، وحتى كتابة هذا المقال، حالة من اليأس والفوضى تعمان مدناً كثيرة داخل الولايات...

الهيمنة الطيفية الكاملة

في عالم العمليات العسكرية الحديثة لا يمكن لنا أن نتجاهل أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف المرجوة، والتي تعتمد على المركزية في القرار، واللامركزية في صلاحيات التنفيذ وأدواته، أو بالمصطلح العسكري «قدرات التنفيذ»، ومن ضمن أسس...

الفضاء السيبراني.. ميدان القتال القادم

لقد اعتدنا في تاريخ القتال عبر العصور على وجود ٣ ساحات للقتال فإما على الأرض أو في البحر أو في السماء، ما أوجد الأسلحة المقاتلة المعروفة لدينا بالقوات البرية والبحرية والجوية، ولقد تطورت الأمور في...

المناظرة

إن السباق الانتخابي الجاري حالياً في الولايات المتحدة الأميركية بين المرشح الجمهوري اليميني المتطرف دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون ستبدأ مراحله الأخيرة هذه الأيام، ولربما تكون أبرز علامات هذه المرحلة والتي تستمر لشهرين حتى يوم...

لأجل كل «عمران»

كانت صور الطفل عمران، كسابقاتها من صور القتل والدمار من حلب وشقيقاتها التي انتهك إنسانيتها النظام السوري المجرم، قد وضعت علامة جديدة على درب حرب الإبادة في بلاد الشام، علامة يظنها البعض فارقة وبخاصة بعد...

بعيداً عن «الوستفالية»

لقد قامت مؤسسات بحثية عالمية وجامعات مؤخراً بالنظر إلى مكافحة خطر داعش من خلال منظور تهديد دولة الخلافة على حد تعبيرهم، وأن وجود دولة «إرهابية» مسيطرة على مصادر دخل مثل النفط والضرائب، وباسطة «سيادتها» على...

«المفرِّقة» العربية

في مقال لي منذ عدة سنوات وفي زمن «الريس مبارك» كتبت بأن الجامعة العربية أصبحت عبئاً على ذهن وضمير المواطن العربي السويّ وإن إصلاح الجامعة العربية هو السبيل الوحيد لإنقاذ هذه المنظمة وإلا ستستمر هذه...

خيانة الأمانة

تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مستندات يدعي ناشرها أنها مستندات رسمية لدى جهات التحقيق بالدولة، وللأسف فلقد قام آخرون بإعادة النشر دون اهتمام أو مراعاة للقانون أو سمعة الوطن، نعم للأسف يوجد منا من هم...

الأحمق الذي بالرقم 10

لقد صدم العالم مؤخراً بالقرار الجريء الذي اتخذه شعب المملكة المتحدة من خلال أكبر استفتاء في تاريخ بريطانيا العظمى بالخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي بشكل كامل وإلى الأبد في طلاق كاثوليكي لم تشهد بريطانيا طلاقاً...

آلام أوباما

في عالم السياسة الأميركية يوصف الرئيس الأميركي في شهوره الأخيرة بـ «البطة العرجاء» lame duck كناية عن عجزه عن التأثير في السياسات الهامة الأميركية والمبنية على المصالح المتبادلة لكونه في طريقه نحو بوابات البيت الأبيض...

خفاقاً عالياً

استحوذ انتشار مقطع فيديو مصور لضباط أميركيين يتصرفون بشكل غير لائق أمام علم دولة قطر في معسكرهم، على اهتمام العالم في الأيام الماضية، وبالمقابل فإن ردة الفعل الوطنية كما أشار الأخ رئيس تحرير العرب في...