alsharq

د. ظافر محمد العجمي

عدد المقالات 395

التعامل الأوروبي مع عملة أميركية مزيفة

12 يونيو 2019 , 01:16ص

يعيش العالم حالياً في نسخة مزيفة من الولايات المتحدة التي تعامل معها طوال قرن. فالعلاقة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي مثلاً هي علاقة حلف لا يتزعزع، كما قال الرئيس ترمب في جولته الأوروبية الأسبوع الماضي. لكن الحقيقة أن التعامل مع إيران يظهر أن الاتفاق بين الطرفين هو الشذور الذي يثبّت القاعدة. فقد خرجت واشنطن من الاتفاق 5+1 بوصفه معيباً، لأنه غير دائم ولا يشمل برنامج الصواريخ الباليستية، أو الدور الذي تلعبه طهران في صراعات الإقليم. فيما دافعت أوروبا عن الاتفاق النووي لأنه يفرض قيوداً على البرنامج. وعلى هذا الأساس ساير الرئيس ماكرون الأميركان الأسبوع الماضي بطرح فكرة توسيع الاتفاق، ليشمل برنامج إيران النووي، وبرنامجها الصاروخي، وعلاقتها مع دول الجوار. فوبخه الإيرانيون من أعلى المستويات، «الأوربيون ليسوا في موقف يؤهلهم لانتقاد إيران على مسائل خارج خطة 5+1»، كما قال ظريف. أما رئيس البرلمان لاريجاني فوصف التصريحات بالمخزية وغير الملائمة. وفي تقديرنا أن الموقف الأوروبي الداعم لأميركا هو دعم لا يتعدى الانحناءات الدبلوماسية، ولا تتعدى صلاحيته زمن الزيارة، وقد يعجل بالنقوص عنه التقريع الإيراني أعلاه. فصدى التهديد الإيراني ما زال يدق في الأذن الأوروبية، حيث أوقفت طهران الشهر الماضي بعض التزاماتها بموجب 5+1، وتهدد بالمزيد خلال 60 يوماً، إذا لم يوفر لها الأوروبيون الحماية من العقوبات الأميركية. هذه الأنانية الأوروبية أتت جراء التعامل مع النسخة الأميركية المزيفة التي تجلت في موقفين لإدارة ترمب: - إن واشنطن أرسلت بعزم مجموعة القتال التي عمادها حاملة الطائرات إبراهام لنكولن، وأرسلت طائرات «B-52» وتركت إعلان تحركها يصدر من جون بولتون الكاره لإيران بدرجة مريعة، بدل أن يصدره البنتاغون نفسه، في إجراء يسمى «الردع»؛ والردع هو ارتداء الفارس دروعه، وحمل أسلحته، وامتطاء فرسه، والوقوف مستعداً في اتجاه العدو. لكن واشنطن التي لم نعد نعرفها نزعت من الردع قيمته، فكيف سيخاف الإيرانيون من انطلاق الفارس المدجج بالسلاح نحوهم، وهو يقف خارج مضيق هرمز، ولو تجاوزنا هذا الأمر فكيف يتوقع الإيرانيون، بل والبحارة الأميركان أنفسهم على ظهر الحاملة، أنهم في حالة الاستعداد القتالي، إذا كان ترمب -وهو القائد العام للقوات المسلحة- يقول لم نأتِ لنحارب!! -لقد لانت أوروبا لطهران حين اخترعت نظام المقايضة، عبر كيان يسمى الآلية المحددة الأهداف «INSTEX» يتم من خلاله تبادل البضائع غير النفطية بين أوروبا وإيران. وقد ظهرت أميركا التي لا نعرفها جراء التخبط في قبول هذا النظام، حيث أعلن وزير الخارجية بومبيو أن واشنطن لا تعارض المقايضة، والخوف هنا هو توسيع هذا النظام ليشمل الصين وروسيا، ثم بقية كل العالم، فأين الحزم الأميركي الذي طبق على كوبا، وجنوب إفريقيا، وكوريا الشمالية، والعراق، قبلهم. بالعجمي الفصيح تعلم طهران أن زيوت مجموعة توتال الفرنسية «Total S.A» من حقول باريس هي أفضل دبلوماسية لدهن سير الفرنسيين، وإن حاملة الطائرات إبراهام لنكولن هي 100 ألف طن من الدبلوماسية فقط.

وكالة الفضاء الخليجية

حتى وقت قريب، كنت أعتقد أن تقويم و»مرصد العجيري» هما أكبر طموح لنا في الكويت مع الفضاء الخارجي، حتى وإن لم تتعدّى نتائجه تحديد الصيام والعيد في خلط بين علم الفلك وعلوم الفضاء، ثم اطّلعت...

الخليج بين الضمّ أو قيام إمارات عربية فلسطينية

منذ أن أعلن نتنياهو نيته البدء يوم الأربعاء الأول من يوليو 2020، تنفيذ مخططاته التوسعية من خلال ضمّ الضفة، والأسئلة في العواصم الخليجية تتوالى أكثر من التحركات، بينما نرى أن التصدي الخليجي لقرار الضمّ أقرب...

الخليج في النميمة السياسية لبولتون

بعد استنفاذها القيم الديمقراطية والحرية والعدل، أخذت أميركا تلقي في وجه العالم الكتل القبيحة الفائضة من حضارتها، فبعد تكشيرة قاتل جورج فلويد، وهو يتكئ على عنق الرجل المسكين بركبته، ظهرت ثقافة النميمة السياسية المدفوعة بالجشع...

قانون قيصر بين الخليج وسوريا

استخدمت عواصم خليجية عدة في فترات قريبة كلمة «الحكومة» بدلاً من «النظام»، لوصف قادة سوريا، ولم يكن الأمر بحاجة لإعادة طرح سؤال نزق إن كنا خليجيين أولاً أم تجاراً أولاً؟! والآن نعيد طرحه مع توسيع...

القتال في ليبيا أوصى به طبيب

بعكس كل دول العالم هذه الأيام، تقتل الحرب في ليبيا الشقيقة أكثر مما يقتل كورونا (كوفيد -19)؛ فإجمالي الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا وصل إلى 256 حالة فقط، حتى الأسبوع الأول من يونيو 2020. فيما...

ما بعد «تويتر»

في أواخر الثمانينيات تعرّفت على الكمبيوتر عبر جهاز «صخر»، وكان عبارة عن لوحة مفاتيح تشبكها بشاشة التلفزيون العادي. وفي 1993 اشتريت أول كمبيوتر «ديسك توب»، ولم أتصوّر أنا ولا حتى بيل غيتس أن هناك ما...

الكاظمي الخليجي

نجح مصطفى الكاظمي في نيل ثقة البرلمان، وأصبح رسمياً رئيس وزراء العراق؛ ولأن الخليج يعتبر الكاظمي أقرب إليه من أي مرشح آخر فقد تم الترحيب بتنصيبه من أعلى المستويات السياسية الخليجية علانية ولأسباب كثيرة منها:...

حان دور الوطن لحماية العسكر من «كورونا»

لم يعرف المواطن الخليجي الوقوف في صفوف إلا في الصلاة، ومن نعم الله أن المواطن الخليجي لم يعتد الوقوف في الطوابير، وقد طوّعتنا جائحة «كورونا» لتفهّم ثقافة الطوابير، رغم أن طوابيرنا لا تُقارن بطوابير البؤس...

هل العالم جاهز للهجوم على «كورونا»؟!

لقد قتلت العالم وهو يواجه فيروس كورونا «19-COVID» تناقضاته، فهو لا يعرف ما يريد، هل يقاوم أم يستسلم أم يهاجم؟ فقد كنا في موقف الدفاع أمام الجائحة، متخندقين بالحجر المنزلي، وأسلحتنا متوافرة وسهلة لا تتعدّى...

صراعات ما بعد «كورونا»

كان ولا يزال لـ «كورونا» القدرة على خلق مناخات استراتيجية قابلة للاشتعال، فالنزعة الفوضوية التي طبعت تعامل العالم معها ستفضي بدول العالم إلى تبني نزعة عدوانية تنافسية فيما بينها للتعويض عن خسائرها، ويرى المفكر الأميركي...

الخليج والأمن الغذائي

حين اكتشفت أن بداوتي تهمة لجهلي رعي الإبل والغنم؛ عيّرت الرفاق بأن تحضّرهم تهمة بقدر تهمتي؛ لكن ذلك لم يكفِ. وكان لا بدّ أن أقفز قفزة حضارية؛ ولأن الزراعة هي خطوة تتلو الرعي، تقاعدت من...

الانسحابات الأميركية.. استراتيجية أم تكتيكية؟

إذا كانت التحركات الاستراتيجية هي الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي، فإن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي؛ فإن التراجع الأميركي في العراق أقل من الاستراتيجي وأعلى بكثير من التكتيكي أو ما يعرف بتكييف...