alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

رأي العرب 08 أكتوبر 2025
تنمية العنصر البشري أولوية
علي حسين عبدالله 09 أكتوبر 2025
درس قاسٍ للعنابي
رأي العرب 10 أكتوبر 2025
«الشورى».. فصل تشريعي جديد

ليالي الشتاء على ضفاف الـ «بوسفور» (1)

12 مارس 2013 , 12:00ص

في «إسلامبول» وتعني «مدينة الإسلام» كما حولها السلطان العثماني محمد مراد ولقبه «الفاتح» بعد فتحه القسطنطينية أو كما صار اسمها اليوم «اسطنبول»، هناك كان المطر على عهدٍ مع الأرض لم يخلفه طوال أربع ليال سِمان. مدير موظفي الاستقبال في الفندق واسمه أيضاً محمد مراد، في كل ليلة من تلك الليالي المُرسَلة من السماء يسألني: ماذا تقرئين؟ وأجيبه. فلا محمد وافق توقعاتي بتوقفه الليلة التالية عن السؤال، ولا كللتُ الإجابة رغماً من استمراره به، ذلك بأن الإجابة كانت مختلفة في كل ليلة وكأني كنتُ أقرأ لأجيبه. فكم تُحفز الأسئلة الرغبة في المعرفة وفطرة حب مشاركة أحدهم الخير، وتختصر المسافات المجهولة بين الغرباء وتحيلهم أصحاباً. أحياناً كثيرة نغفل عن الهِبات الربانية. ذلك التراتب اللامنتهي من العطايا والخيرات واحدة تلو أخرى. نعمة أصيلة موجودة لك وبك. وتفيق على منحة لا تدري كيف اخترقت الحوائط أو لمَ استحققتها أنت من بين البشر المُصطَف كثر منهم ينتظر. لكنه لا يُسأل وهم يُسألون. كم يأسرني ذاك المشهد الذي تتجلى فيه معاني قوله جل وعلا «ويرزقه من حيث لا يحتسب». إن الرزق ليس مالاً. الرزق ليس عيالاً. الرزق ليس عملاً. الأرزاق لا تُقاس بالأشياء، فالأشياء للإحصاء. أما اللذة اللاملموسة لمعنى الرزق فاستحالة أن تندرج تحت قوانين العدد، إنها أعاجيب المددْ. الرزق الحقيقي في بدء الاصطفاء أن يختارك ناجياً بكلمة التوحيد وأنت في عالم الذر قبل أن تكُ شيئاً. مسلماً بالولادة لأبوين مسلميَن. وأن يختارك مرة أخرى بلا جهد منك ليحتويك مبادراً بفضله ضمن من «يحبهم ويحبونه» الذين يستعملهم فيما يرضيه. هذا هو الرزق الحق. وكل ما يأتي بعدهما يثبتهما بتوفيقه ثم ببذْلك. بمثل هذه التجليات كنتُ أفيق كل صباح. ما إن أزيح الستار عن وجه النهار إيذاناً للشمس بدخول غرفتي، أرى تمطيّ قطرات مطر باتت ليلتها على جدار زجاج الشباك تستعد للرحيل بين شقوق الجدار لتسقيه الحياة. وأبدأ بالطقوس النهارية: القراءة، ثم أنتظر هِبة المساء. اختبار فهمي لما قرأت. تأتيني أسئلة محمد مراد من حيث لا أحتسب. شعرتُ بأن أسئلة محمد رزق من الله لأشاركه معلومات أو لأتذاكرها معه أو لأعود وأسأل نفسي اللاهية: هل تفعلين ما تُدرِّسين محمداً؟ أم أنتِ ممن يقولون ما لا يفعلون؟ لا. لن أقبل مكانة يبغضها الله، هذه: «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم». لذلك، اتخذت منهجاً جديداً ما قبل جلسة الشاي وهو سنّة حسنة تصب في ميزان محمد، أن أجيب تساؤلاتي عليّ أولاً، وإن وجدتُني من أهل العلم المقروء لا الممارَس بدأتُ الإجابة على محمد بوصف علاقتي الشخصية بما أُعلِّمه، وأعترف له أني في هذا مقصرِّة ولا أفعل منه إلا القليل. قررتُ التسلح بالإخلاص جهاداً في سبيل التحلي بقيمة الصدق التي يجب على أي مسلم أن إصابتها أو قليل منها. الأرزاق عندما تأتي على شكل هبات غير متوقعة تدخل السرور على القلوب الملهوفة لغيث ربها. هكذا كنتُ أشعر. لقد كانت أرزاقا متعددة، متلاحقة، متجاورة، تلك التي منّ بها الله عليّ في ليالي شتاء «إسلامبول»، أولها المناخ. مطر وثلوج وبرد شديد، مما أدى إلى حبسي في الفندق أربعة أيام، فبدأت بفتح الكتب المرافقة لي وقررتُ استثمار الوقت في القراءة. ثم جاءت تساؤلات محمد مراد وجلبتْ معها جلسات محاسبة النفس، ومن ثمة القرارات التي غيرت صفحات حياتي بعد ذلك. في كل ليلة، كنتُ أتخذ تكية عند زاوية مختلفة في الفندق وأقرأ، ثم يأتيني محمد مراد بالشاي وأقص عليه وأجيب سؤالاته الثرية بالفقر للعلم الآتي من الناطقين بالعربية، وهذه نعمة قليل هم من يستشعرونها. وفقط مَن تعامل مع الأعاجم (غير الناطقين بالعربية، أو لنقل إن العربية ليست بلغتهم الأم)، هؤلاء يعرفون قيمة إجادة اللغة العربية كمدخل لفهم العلوم الشرعية وعلى رأسها القرآن الكريم وسنة الحبيب المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام. الأعاجم يُجلّون العرب لأن الله اختار لغتهم وأنزل بها كتابه، ولا يفكرون مثل علمانيي العرب بأن ذلك فيه عنصرية وتحيز لقومية ما. فالفِطر السليمة مجبولة على طاعة الله لا عصيانه، والإيمان بدرايته أين يضع رسالاته لا محاسبة أقداره باسم العقل الذي هو خالقه. العقلاء حقاً -وكثير من الأعاجم على ذلك الحق- لا يضعون المخلوق والخالق في كفتي الميزان. إنه فقه العدل. محمد مراد سألني كثيرا من الأسئلة عن الدين والله سبحانه، متأثراً بالأغلبية الصوفية للمجتمع التركي. لقد أحببتُ إضفاء نكهة «إسلامبولية» على زاويتي هذا الأسبوع، بمناسبة ذكرى إلغاء الخلافة العثمانية في الثالث من مارس 1924.

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...