


عدد المقالات 395
رغم أننا في الخليج العربي شبه عراة استراتيجياً، فإن الترحيب المبدئي الذي أظهره وزراء خارجية دول مجلس التعاون حيال رغبة واشنطن في إنشاء مشروع درع صاروخية تساهم في حماية المنطقة من أخطار محتملة قد تأتي من إيران، كان ترحيبا مشروطا بما تسفر عنه مناقشة تفاصيله في يونيو 2012م. والدرع الصاروخي الخليجي هو نظام دفاع جوي أميركي يتم فيه بناء شبكات أجهزة الرصد والإنذار المبكر والصواريخ الأرضية لاعتراض الصواريخ البالستية الإيرانية التي تستهدف أراضي دول مجلس التعاون. وقد قام الترحيب المبدئي الخليجي المشروط على اعتبارات توازنات على كفتي الردع العسكري والعبء السياسي ومنها: 1- ليست فكرة الدرع الصاروخي جديدة فقد سبق أن حاولت الولايات المتحدة تسويق فكرة الدرع على الشقيقة الكبرى السعودية، ولم تجد حماسا لتلك الفكرة في الرياض، فتم تعويم المشروع للأفق الخليجي الأوسع. 2- ما زال بعض صناع القرار الخليجي يشكون في جدية الادعاء الأميركي بوجود خطر صاروخي إيراني حتمي على التجمعات السكانية الخليجية بدرجة تساوي تهديد أمن الدولة الصهيونية، ودور تل أبيب وموقعها في هذا النظام الصاروخي. فالخطر الإيراني هو في خلاياه في بعض شوارع الخليج. 3- كانت ردة الفعل الإيرانية قول وزير الدفاع وحيدي من أن الدرع مشروع صهيوأميركي وكل من يشارك فيه يلعب لعبتهم، ثم نصح الخليجيين بعدم الدخول في اللعبة. وهي نفس ردة الفعل الإيرانية ضد كل المشاريع الأمنية الخليجية منذ قيام مجلس التعاون حتى الدعوة للوحدة الخليجية مؤخرا، ما ينبئ بجولة مماحكات سياسية جديدة مع طهران. 4- لقد اتسم النصف الثاني من القرن الماضي بالمشاريع الصاروخية الأميركية الصاخبة، فمن أزمة الصواريخ الكوبية إلى أزمة الصواريخ الكورية إلى أزمة إزالة الصواريخ السوفيتية والأميركية متوسطة المدى، إلى أزمة الدرع الصاروخي في بولندا والتشيك ثم أزمة الدرع الصاروخي في تركيا. فهل يخلق الدرع والانعكاسات المترتبة عليه مناخا شبيها بأجواء الحرب الباردة، ويكون الخليج مسرح السجال الغرائزي الجديد بين إيران وتكتل روسيا والصين في مواجهة أميركا، فروسيا ترى الدرع امتدادا للدرع الصاروخي الموجه لها وليس موجها ضد إيران فحسب. وفي العادة لا يخلو التسويق الأميركي للأنظمة الدفاعية التي تصنعها من عقيدة جاكم الذيب «Cry wolf» وضرورة خلق أجواء توتر وتسخين وترويج لتبعات الانكشاف الذي نعانيه. وفي الوقت نفسه تحطيم خطط قيام أي نظام أمن خليجي جماعي لا يعتمد عليها، ما يجعلنا في قضية الدرع الصاروخي الخليجي أمام أمرين: 1- في مارس 1983م أعلن رونالد ريغان مبادرة الدفاع الاستراتيجي «Strategic Defense Initiative» لصد الصواريخ السوفيتية وعرفت بحرب النجوم، ولعجز الاتحاد السوفيتي عن مجاراتها، وانكشافه أمام الهجوم الأميركي، فقد وجد ميخائيل غورباتشوف في 1991م أن الأفضل هو تفكيك الاتحاد السوفيتي بدل إهدار الأموال على برنامج دفاعي مضاد. وما نريده في الخليج هو نظام له روح حرب النجوم وقادر على إيصال الخصم إلى حافة اليأس بدل أن ترفع السيدة كلينتون لوحة أميركية جديدة على أنظمة دفاع جوي قديمة نملك معظمها ولن تتعدى صواريخ الباتريوت بتطويراته الثلاثة. 2- بإمكان دول الخليج التملص من الإلحاح الأميركي، والعودة إلى إتمام ما بنيناه حتى الآن في مجال نظام الأمن الجماعي الخليجي «Collective security» الذي بشر به المؤسسون الأوائل، فلدينا حزام التعاون لربط مراكز عمليات القوات الجوية والدفاع الجوي بدول المجلس آلياً، ولدينا الاتصالات المؤمنة لربط القوات المسلحة في دول المجلس بشبكة اتصالات مؤمنة بخط ألياف بصرية. وتملك دول مجلس التعاون نظام باتريوت « MIM-104 Patriot» وهو عماد نظام الدفاعي الصاروخي الذي تبشرنا به هيلاري كلينتون. بالإضافة إلى نظام الدفاع الصاروخي ثاد «THAD» وغيره الكثير. كل هذه الأنظمة تدعمها الاستراتيجية الدفاعية الخليجية الشاملة التي تمت الموافقة عليها في قمة الكويت 2009م بحيث حددت الأهداف العليا لدول مجلس التعاون بما تشمله من خطط تنموية، ثم وضعت خططا لبناء قدرات عسكرية لحماية هذه الأهداف العليا التي تضمن التقدم والازدهار لدول الخليج العربي. في منتدى التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في الرياض 31 مارس 2012م عرضت وزيرة الخارجية الأميركية مشروع الدرع الصاروخي الخليجي. كما أطلعت الخليجيين على انفتاح دبلوماسي مع طهران يتمثل في استئناف المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني في 13 أبريل الجاري. فهل مشروع الدرع ورقة ضغط جديدة نتحمل كلفتها بالمال إن تمت وبالتقريع من طهران إن لم تتم؟ لنتذكر قبل اجتماع يونيو القادم أن من أسوأ الأمور أن تشتري بضاعة مصفوفة في أرفف من المغالطات. http://tinyurl.com/3vr3j4a ? http://gulfsecurity.blogspot.com/
حتى وقت قريب، كنت أعتقد أن تقويم و»مرصد العجيري» هما أكبر طموح لنا في الكويت مع الفضاء الخارجي، حتى وإن لم تتعدّى نتائجه تحديد الصيام والعيد في خلط بين علم الفلك وعلوم الفضاء، ثم اطّلعت...
منذ أن أعلن نتنياهو نيته البدء يوم الأربعاء الأول من يوليو 2020، تنفيذ مخططاته التوسعية من خلال ضمّ الضفة، والأسئلة في العواصم الخليجية تتوالى أكثر من التحركات، بينما نرى أن التصدي الخليجي لقرار الضمّ أقرب...
بعد استنفاذها القيم الديمقراطية والحرية والعدل، أخذت أميركا تلقي في وجه العالم الكتل القبيحة الفائضة من حضارتها، فبعد تكشيرة قاتل جورج فلويد، وهو يتكئ على عنق الرجل المسكين بركبته، ظهرت ثقافة النميمة السياسية المدفوعة بالجشع...
استخدمت عواصم خليجية عدة في فترات قريبة كلمة «الحكومة» بدلاً من «النظام»، لوصف قادة سوريا، ولم يكن الأمر بحاجة لإعادة طرح سؤال نزق إن كنا خليجيين أولاً أم تجاراً أولاً؟! والآن نعيد طرحه مع توسيع...
بعكس كل دول العالم هذه الأيام، تقتل الحرب في ليبيا الشقيقة أكثر مما يقتل كورونا (كوفيد -19)؛ فإجمالي الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا وصل إلى 256 حالة فقط، حتى الأسبوع الأول من يونيو 2020. فيما...
في أواخر الثمانينيات تعرّفت على الكمبيوتر عبر جهاز «صخر»، وكان عبارة عن لوحة مفاتيح تشبكها بشاشة التلفزيون العادي. وفي 1993 اشتريت أول كمبيوتر «ديسك توب»، ولم أتصوّر أنا ولا حتى بيل غيتس أن هناك ما...
نجح مصطفى الكاظمي في نيل ثقة البرلمان، وأصبح رسمياً رئيس وزراء العراق؛ ولأن الخليج يعتبر الكاظمي أقرب إليه من أي مرشح آخر فقد تم الترحيب بتنصيبه من أعلى المستويات السياسية الخليجية علانية ولأسباب كثيرة منها:...
لم يعرف المواطن الخليجي الوقوف في صفوف إلا في الصلاة، ومن نعم الله أن المواطن الخليجي لم يعتد الوقوف في الطوابير، وقد طوّعتنا جائحة «كورونا» لتفهّم ثقافة الطوابير، رغم أن طوابيرنا لا تُقارن بطوابير البؤس...
لقد قتلت العالم وهو يواجه فيروس كورونا «19-COVID» تناقضاته، فهو لا يعرف ما يريد، هل يقاوم أم يستسلم أم يهاجم؟ فقد كنا في موقف الدفاع أمام الجائحة، متخندقين بالحجر المنزلي، وأسلحتنا متوافرة وسهلة لا تتعدّى...
كان ولا يزال لـ «كورونا» القدرة على خلق مناخات استراتيجية قابلة للاشتعال، فالنزعة الفوضوية التي طبعت تعامل العالم معها ستفضي بدول العالم إلى تبني نزعة عدوانية تنافسية فيما بينها للتعويض عن خسائرها، ويرى المفكر الأميركي...
حين اكتشفت أن بداوتي تهمة لجهلي رعي الإبل والغنم؛ عيّرت الرفاق بأن تحضّرهم تهمة بقدر تهمتي؛ لكن ذلك لم يكفِ. وكان لا بدّ أن أقفز قفزة حضارية؛ ولأن الزراعة هي خطوة تتلو الرعي، تقاعدت من...
إذا كانت التحركات الاستراتيجية هي الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي، فإن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي؛ فإن التراجع الأميركي في العراق أقل من الاستراتيجي وأعلى بكثير من التكتيكي أو ما يعرف بتكييف...