تشرفت، صباح السبت قبل الماضي، بمشاركة فعاليات يومية جزر القمر في إكسبو الدوحة 2023، في دولة قطر الشقيقة، حيث ألقيت خطابا حول البستنة في شقيها الاقتصادي والبيئي، بالإضافة إلى الجوانب الثقافية والسياحية تحت عنوان: «جزر القمر جزر خضراء: الحفاظ على الطبيعة لإبداع المستقبل» .. يتيح جناح جزر القمر لزائريه ليس فرصا استثمارية استثنائية فحسب بل يشتمل عرضه على تعريف واسع لشتى نواحي ثقافة وجمال هذه الدولة العرفريقية التي تتميز باختلاط العناصر الأفريقية والعربية والآسيوية والهندية والأوروبية حتى، التي يتكون منها سكانها، دون أي تمييز عرقي داخلها. في عالم يغلي بداء التمييز العرقي والديني يجدر بالذكر هذا الخليط الناجح ليكون نموذجا يقتدى ويحتذى. ليس من الصحة بمكان أننا خلقنا لنتقاتل.. بل لنتكامل؛ ليس من الصحة بمكان أننا لا نستطيع العيش دون تذليل الآخر، بل مع تعزيزه؛ ليس من الصحة بمكان أن الإنسان ذئب الانسان، بل هو أخوه. بدأت خطابي بالعربية قبل أن أنتقل إلى الفرنسية،. مثلما أن القمري، اليوم، يرتدي آنا البذلة الأوروبية وآنا القميص والكوحفية العربيين، دون أدنى مشكلة ولا أدنى نوع من الشيزوفرينيا. ذاك القمري منذ بدايته، امرأة أو رجل متعدد الثقافات وفخور بذلك. في حين تؤجج أحزاب التطرف نار العنصرية، وسياسات الانغلاق، مع صمت الأكثرية، إن لم تساهم في تغذيتها، تتحتم مناسبات التعارف مثل إكسبو الدوحة، وقبله أكسبو دبي، على الجميع. في حين يدعى إلى حرب عالمية ثالثة، تارة بالقول، وتارة بالفعل، وتارة بالإثنين، لا مندوحة للعقلاء من تعزيز وترسيخ سبل السلام، وإكسبو الدوحة منها.