alsharq

مراد بطل الشيشاني

عدد المقالات 81

«السلفيون الحائرون»

11 فبراير 2013 , 12:00ص

بعد عقود من رفض التيار السلفي للمشاركة السياسية والعملية الديمقراطية بحكم «منحها حق التشريع للبشر»، والعديد من الأدبيات المؤسسة على مقولات من قبيل «من السياسة ألا نتدخل في السياسة» و «سلطان غشوم خير من فتنة تدوم»، وجد التيار السلفي في العالم العربي نفسه حائراً بعد أن وجد الربيع العربي يغير أنظمة ويعيد تشكيل المشهد السياسي العربي، وجد السلفيون العرب أنفسهم خارج المعادلة السياسية العربية، وبحكم التناقض مع خطابهم المؤسس، وجدوا أنفسهم حائرين بين الدخول في السياسة وبين التمسك برفض العمل السياسي وقد هز الربيع العربي رؤيتهم السياسية. ورغم ذلك فمن العدل الإشارة إلى أن التيار السلفي -الحركي- ليس حركة أو تياراً واحداً فيما يتعلق بالعمل السياسي، فانخراط بعض السلفيين في الانتخابات سابق على الربيع العربي كحالتي الكويت والبحرين، بل والعودة إلى التاريخ فإن حركات سلفية-إصلاحية تشكلت سابقاً كتنظيرات رشيد رضا ونشاط علال الفاسي وغيرهما بدايات القرن العشرين. السلفية، كتيار حركي، يمكن تقسيمها إلى أقسام ثلاثة: السلفية-التقليدية (أو العلمية)، والسلفية-الإصلاحية (أو الوسطية)، والتي تمزج بين أفكار العمل العام، ومنه السياسي، مع الرؤية الدينية السلفية، ولعل تشكلها المعاصر كان في السعودية منتصف التسعينيات من القرن الماضي، كما أشير من قبل، وكانت توصف أيضاً بـ «السرورية» . وأما التيار الثالث فهو التيار السلفي-الجهادي الذي يعبر عن مزيج بين الأفكار السلفية الدينية، مع الفكر الجهادي الذي تشكل أواخر سبعينيات القرن الماضي في مصر وكان يهدف إلى الانقلاب على الأنظمة الحاكمة، ولكن كانت أفغانستان التي كانت ساحة المواجهة ضد الاتحاد السوفيتي مختبر التلاقح بين الأفكار السلفية والجهادية. التيارات السلفية الثلاثة وجدت نفسها حائرة بعد الربيع العربي، كل حسب أيديولوجيته، فالتقليديون الرافضون للسياسة وجدوا أنفسهم بحكم موقفهم ذاك أنهم حسبوا على أنظمة سابقة، والإصلاحيون أو الوسطيون وجدوا أنفسهم أمام إشكالية غياب الخبرة السياسية والتنظيمية مقارنة مع الإخوان المسلمين -على سبيل المثال-، وأما الجهاديون فكانوا قادرين على التكيف بسرعة، بما يتناغم مع أيديولوجيتهم بالطبع أكثر من غيرهم، خاصة أن الظروف على الأرض، وتحديداً في الحالة السورية، ساعدتهم على ذلك. وبحكم المزاج الإسلامي الذي سيطر على مرحلة ما بعد الربيع العربي، فإن السلفيين -وتحديداً في الحالة المصرية- تصاعد نفوذهم، ولكن علاقتهم مع الإخوان المسلمين مثلاً تعبر عن حالة الحيرة التي يمر بها التيار، فرغم تواجدهم السياسي القوي سواء في البرلمان المنحل أو في الهيئات المختلفة ما بعد الثورة ولكنهم لا يصرحون بتحالف واضح مع الإخوان -الأكثر نفوذاً في السياسة المصرية حالياً- إما خشية من الذوبان في الحركة الأكثر تنظيماً وخبرة سياسية أو خشية ضرب التفكير الأيديولوجي للسلفيين بحكم إعلائهم من قيمة النشاط اللاسياسي، وذلك رغم أن السلفيين قد يشكلون المعارضة الأقوى للإخوان بحكم انطلاق الطرفين من المرجعية الإسلامية. وعلى ما سبق يبدو أن السلفيين -تحديداً التقليديين والوسطيين منهم- أمام تحدٍّ أساسي على مستوى إعادة إنتاج خطابهم السياسي، وإعادة تشكيل بنيتهم التنظيمية لتتوافق مع تغير المشهد السياسي في معظم الدولة العربية، ولتخرج السلفية -كحركة- من حيرتها وترددها، وإلا فإنها ستذوب وتتأرجح بين الحركات الإسلامية الأكثر تنظيماً أو تمتلك خطاباً سياسياً أقوى كالإخوان المسلمين أو حتى السلفية-الجهادية.

العنف مستمر في المنطقة لا محالة!

لم تكد تخلو أي صحيفة بريطانية الأسبوع الماضي، من إشارة إلى مقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي على يد مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» بشريط مصور مروع، حيث ظهر منفذ عملية القتل متحدثا بلكنة...

التهديد الحقيقي للأردن

لعل وجود «تنظيم الدولة الإسلامية» (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سابقاً) على تخوم الأردن يعد الشاغل الأكبر للأردنيين، سواء على مستوى النخب السياسية كما يتبدى في الصالونات السياسية في عمان أو حتى على مستوى...

"تنظيم الدولة" والأمم المتحدة؟

في عام 2010 وفي "عز" تراجع ما يعرف آنذاك ب "الدولة الإسلامية في العراق"، أمام "مجالس الصحوات"، نشر التنظيم كتابًا بعنوان "خطة استراتيجية لتعزيز الموقف السياسي ل "دولة العراق الإسامية". فكرة الكتاب قامت على أساس...

«القاعدة» أم «تنظيم الدولة»؟

قد يتفق مراقبو المجموعات الجهادية على أن الخلاف بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» -الذي بــات يسمي نفسه بالدولة الإسلامية بعد سيطرته على ثاني المدن العراقية الموصل في يونيو الماضي- وبين الخط الغالب للتيارات...

أين روسيا من غزة؟

لطالما شجب مؤيدو روسيا، وقبله الاتحاد السوفيتي السابق أي انتقاد للدب الأحمر لاعتبارين أساسيين بنظرهم، الأول أن موسكو تقف دوما القضايا العربية، وبالأخص القضية الفلسطينية، وثاني الاعتبارين أن روسيا تشكل قطباً موازياً للولايات المتحدة الأميركية...

«تنظيم الدولة» والفكر المأزوم عربياً!

تحليل ظاهرة «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أو ما باتت تعرف الآن بـ «الدولة الإسلامية»، عربياً يتسم، فيما يتسم، بصفتين أساسيتين، في معظم الأحيان، وفق مستوى التحليل، على المستوى الشعبي، وعلى مستوى النخب، وكلا...

المستقبل العربي الضائع

أشارت مجلة الإيكونوميست البريطانية في ملفها الخاص عما أسمته بـ «تراجيديا العرب»، إلى واقع تاريخي محزن، حين أشارت إلى أن عواصم كالقاهرة ودمشق وبغداد كانت مصادر النهوض الحضاري للعالم، يستفيد منها حتى الغرب، ولكنها اليوم...

هل يستقل كردستان العراق؟

الزائر لأربيل عاصمة كردستان العراق، يشعر أنه، وفي ظل الأخبار الواردة من العراق، يشعر وكأن هذا الإقليم ليس على تخوم العراق وجزءا منه. وفيما عدا مخيمات النازحين على أطراف المدينة، والإقليم ككل، وبعض الدخان المنبعث...

الأردن وأزمة العراق مع «تنظيم الدولة»

كنت في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي، حيث ترافقت زيارتي مع تواتر التقارير عن سيطرة مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مدينة الرطبة على الحدود، وعلى مناطق حدودية. هذا التوسع لـ «تنظيم الدولة»،...

«تنظيم الدولة» واليأس العربي

كثيرون في عالمنا العربي استدعوا نظريات المؤامرة لتفسير توسع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في العراق، في أكثر من منطقة، ودخولها في مواجهة مفتوحة مع القوات العراقية في عدد من المدن. وقد كان الحضور المفاجئ،...

إلى أين يتجه الجهاديون بعد توسع «تنظيم الدولة»؟

أبرز توسع «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مساحات جغرافية واسعة في العراق منذ الأسبوع الفائت، بما فيها ثانية أكبر المدن العراقية الموصل في شهر يونيو 2014، تزايدا في المصادر التمويلية للتنظيم. وقد أشارت...

العراق و«الدولة الإسلامية» مرة أخرى

لعل قلة يعرفون أن التوتر المتصاعد منذ أشهر غربي العراق في المناطق السنية لا يرتبط فقط بمجموعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بل هناك مجموعات سنية مسلحة، محتجة على أوضاعها، وعلى سياسات المركز في...