عدد المقالات 170
لقلة مشاهدتي للتلفاز، قررت تخصيص يومين في الأسبوع لأطّلع كيف ينقاد العالم، من داخل هذا المستطيل الساحر، وهو أَصْدق وصف يمكن أن يعكس واقعه، عندما يكون مغلقا، فيظهر سواده! ماذا يحكي لنا هذا الساحر كل يوم؟ كم قصة وقصة جاءت بقمصان ملطخة بدم كذب؟ وكم خلفية لمنظر جميل طبيعي تحدق بك بتحد وتظنها من عمق ثقتها بنفسها حقا وهي زيف؟! وهذا الملياردير الذي تعرفه كل أسواق المال، يعلن صفقات الشراء والبيع والاستحواذ لأسهم تلك القنوات القابعة في ذاك الصندوق. هل هو فعلا من نظن؟ أم هو الدمية والأسهم هي أقنعة البهلوان والخيوط الخفية التي تحركه من مكان ما في اللعبة؟! هل المالك فرد؟ أم دول؟ أم عصابات؟ أم منظمات؟ أم من؟ ومن ينظر للكاميرا، ويسمى مقدم برامج، هل يعلم حقيقة ما بين سطور الخبر الذي يلقنونه إياها؟ وهل سيستمر مبتسما إن علم ما وراءه؟ والمصور الواقف خلف الكاميرا، هل يصدق أن كل النساء جميلات نحيفات مبتسمات مسرحات الشعر متهندمات؟ وهذه الفاتنة التي يجلس بقربها رجل بكامل هيئته، ألا يتساءل زوجها ماذا يدور في مخيلته عندما يشم رائحة عطرها؟ ماذا يعني له اللون الأزرق الذي يزين صدر قميصها؟ وكم رجلا غيره محيط بها يستطيع أن ينال نظرة للحم ساقها الذي يظنه -كمشاهد عادي- مختبئا تحت طاولة التقديم؟! وأنت أيها المتسمر أمام كل هذا الهول، كأبي الهول، ما ظنك بتلك الأسئلة؟ هل عبرت بذاكرتك لما طرق بابها الفضول الطبيعي للبشر؟ ولما أعطوك عند شرائك مستطيل بث العالم، جهاز التحكم عن بعد، هل كنت أنت فعلا المتحكم عن بعد به، وأنت من تقرر كيف تقضي دقائقك وتفاصيل يومك، أم كان الجهاز هو المتحكم بك، ويملي عليك جدول أعمالك بناء على أوقات بث معدة مسبقا لك؟ فإما أن ترتب يومك تبعا لها أم تذهب للجحيم، فتقرر أن تصير مطيعا لإرادته، وتقنع نفسك بأن لا جحيم، بل هو الواقع الذي تجري به الأمور، وأنك صاحب الحاجة للمتابعة لتلحق بركب المعلومات، ومع الوقت تكتشف إنك لست إلا عبدا مسيرا! فماذا وجدت أنا؟ وجدت جهازا ينفث ببيوتنا مادة مخدرة بلغ إدمانها غرف نوم غالبية الناس الذين لا يستغنون عنه أينما وجدوا؟! هذه المادة مشروعة، قانونية، تدخل عبر الجمارك بتصريح الدولة، تباع علنا في الأسواق بأسعار متفاوتة حسب جودة الصنف، مكفولة الأداء لمدد زمنية لا بأس بها، ومعها صك صيانة من الأعطال، ينقل ورشة التصليح لبيتك، حتى لا يمضي عليك يوم محروما منها! وجدت أعمال دراما وخيالا وتكنولوجيا وتوثيقا وأخبارا وحكايا للأطفال وطبخا ومنوعات ومشاهير وفضائح وسباقات بشر وأنعاما وآلات! وجدت كل ما يمت للإدمان بصلة، الإدمان على مشاهدة مفاتن النساء اللاتي يظهرهن الإعلام كاملات، الإدمان على التدقيق بتفاصيل أجساد الرجال، الإدمان على أنواع من المشروبات تصاحب الجلوس الطويل، الإدمان على السهر أو الانتظار لبرنامج ما، الإدمان على منع العيون قسريا من الرمش والراحة، علمت أنه إدمان على التبعية لشيء ما، ولكن قومي يعلمون ويتغافلون! وخلصت إلى أن مستطيلا حديديا نشتريه بأموالنا، معلقا في أغلب حوائط منازلنا، أو متربعا فوق طاولة خشبية وثيرة، يحتل منتصف المكان، لا يقبل إلا بالمواقع الأكثر صدارة، وكل ما يخرج منه ممنهج لإثارة الشهوات الحيوانية عند البشر، وتكريس الأفكار المادية «فكر عبادة الأشياء» ويجيش كل الإمكانات لتركيعنا إليه! لماذا أكتب لكم هذا الكلام؟ لأني أحبكم، وأريد أن أشارككم باستفزاز نعمة نأخذها مسلمة، ولكن قليلا منا يتوقف ويتعامل معها كمهارة يجب ممارستها لتنمو وتكبر وتنضج، وكعضلات تقوى وتصمد بالتدريب، إنها هبة العقل والتفكير. لست ممن يتخذ من المسلمات سبيلا لتبرير الواقع، وأحزن على حال أولئك المساكين الذين يتمنون اللقاء بشخصية إعلامية تبرق من المستطيل المشبوه، ظنا منهم أنها ستضفي على حياتهم من ألوانها التي تملأ الشاشة، لحياتهم ذات اللونين الأبيض والأسود فكرا وسلوكا! وأخيرا، أحببت أن أضيف، ليس لدي اشتراك في «ستالايت»، فما سردته تحليل لمشاهدات البرامج المجانية لقنوات عربية أو مستعربة كما تنطق ويدعي ملاكها! فكيف بالمشفرة؟!
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...