alsharq

د. وائل مرزا

عدد المقالات 101

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 22 أكتوبر 2025
خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة
رأي العرب 22 أكتوبر 2025
وثيقة وطنية
رأي العرب 24 أكتوبر 2025
«الأمم المتحدة» في قلب الدوحة

مرةً أخرى.. ماذا عن (ثورةٍ) فكرية؟

10 فبراير 2013 , 12:00ص

هذا موضوعٌ نستميح القارئ أن نستعيد ما قلناه فيه سابقاً. فكثيرٌ من معطيات الثورة السورية توحي بضرورة الحفاظ على ملفه مفتوحاً على الدوام. يخطئ من يظن أن الحديث عن الفكر هو نوعٌ من الترف في الظرف الراهن. يخطئ من يرفض الاعتراف بأن (أصل) كل مشكلة كان يكمن في الفكر، وأن الفكر هو نفسه مكمن الحلّ لجميع المشكلات. يظلم نفسه وشعبه وأمته وبلاده كل من ينكر أننا وصلنا إلى هذا الواقع بسبب الفكر، وأن التعامل مع الواقع المذكور بطريقة سليمة تحقق أحلام الشعوب لا يمكن أن يحصل إلا من خلال الفكر. يخطئ من يعتقد أن التركيز يجب أن يكون الآن (فقط) على المشاريع العسكرية والإغاثية والسياسية، لأن هذه المشاريع نفسها تعتمد على أرضيةٍ فكريةٍ ما، وسيكون مستوى هذا الفكر مفرق الطريق في نجاحها أو فشلها. ثمة مقولةٌ مشهورة تؤكد أن مراحل ما بعد الثورة هي أصعب بكثير من الثورة نفسها. يؤكد التاريخُ هذه المقولة، ويؤكدها بشدة الواقع الراهن. لننظر بكل شفافية إلى ما جرى ويجري في كل بقاع الثورة في الوطن العربي وسنرى مصداق المقولة المذكورة، وكيف تفرض نفسها في كل مجال وعلى أكثر من مستوى. ومن المؤكد أن الوضع في سوريا يندرج في هذا الإطار. مرةً أخرى، لنخرج من حصار الثنائيات الخانق. فمن يعمل للثورة يعمل لها دون أن ينتظر رأياً في مقال أو تصريحاً في منبرٍ إعلامي. والحديث عن ثورة فكرية هو حديثٌ الآن فيما يمكن أن يسمى (تجاوزاً) بالفريضة الغائبة. سيما وأن الانشغال الكاسح بالشأنين السياسي والعسكري هو سمة الواقع السوري الراهن. وستنتج عن هذا الانشغال مفارقة تاريخية خطيرة، حيث نزهد كسوريين عن الشأن الفكري في الوقت الذي نكون في أمسّ الحاجة إليه. سيمثل هذا تحدياً كبيراً من جانب، لكنه سيكون فرصةً من جانبٍ آخر لمن وضع نفسه على هذه الثغرة وأمضى فيها حياته، أفراداً كان هؤلاء أو مؤسسات. فبينما الملايين مشغولون بمراقبة ما جرى ويجري وسيجري، أو بالانخراط العفوي فيه سياسياً أو عسكرياً أو إغاثياً، يجب على شريحةٍ من السوريين أن تسخّر كل طاقاتها لنعرف من خلال جهدها ماذا جرى وماذا يجري وماذا سيجري، بدرجةٍ عالية من الدقة البحثية والمنهجية التي تليق بالظرف الذي نعيشه جميعاً. لا يجوز أن نتعامل بعفوية مع النقلة التاريخية الخطيرة التي مرّت وتمر بها سوريا منذ عامين دون أن يتنبأ بها أحد. كيف جرى ما جرى ولماذا؟ وإلى أين نسير من هنا؟ وماذا يحمل لنا المستقبل؟ وما خياراتنا؟ وكيف يمكن صياغتها؟ وكيف يمكن تجاوز أخطاء الماضي وخطاياه الكبيرة؟ وأين تكمن التحديات الحقيقية؟ وما ملامح المستقبل؟ وكيف نصنعه بأيدينا؟ أسئلةٌ ستتولد عنها أسئلةٌ أكثر مما نتصور، وكلها يحتاج إلى إجابات علمية منهجية مدروسة. لا ينفعنا في شيء أن نتوقع الحصول على إجابات من خلال أعمدةٍ ومقالات رأي، أو مقابلات عابرة وسريعة في منابر الإعلام الجماهيري. فلكل ساحةٍ في الحياة البشرية طبيعتها الخاصة ودورها المحدد، والساحة المذكورة مُشبعةٌ الآن بكل ما يمكن توقعه من رؤى وطروحات تلهث وهي تحاول أن تلاحق اللحظة الراهنة، ويهدف كل منها لتحقيق هدفٍ عاجل، وهي أهدافٌ قد يكون بعضها متضارباً إلى حد كبير.. وهذه عمليةٌ يمكن أن تزرع الفوضى وتشتت التفكير وتملأ رؤوسنا بأسئلةٍ ليس لها إجابات، وأوهامٍ ليس لها رصيد، وحيرةٍ ليس منها مخرج. لابد إذاً، للبعض على الأقل، أن يباشر بجدّيةٍ العمل في ساحةٍ أخرى. ساحة الفكر والدراسة والتحليل العلمي المنهجي الأكاديمي. جاء أوان علماء الاجتماع والسياسة والتربية والاقتصاد ودقّت ساعة العمل بالنسبة إليهم. لا عذر لهؤلاء بعد اليوم. فالواقع الراهن يفرض على الجميع المبادرة بالعمل والعطاء والإنتاج. نحتاج اليوم إلى أجندات بحثية جديدة، نحتاج إلى عملٍ مؤسسي علميٍ منظّم فعال يُلهم حركة الواقع ويجيب عن أسئلته الأساسية ويرسم ملامح الممارسات العملية فيه، ويعمل على ترشيد مسيرة ورؤية العاملين على مختلف المستويات. وما أكثر المواضيع التي تحتاج إلى بحثٍ ودراسةٍ بروح المجاهد الرابض على الثغور، لا بروح المنظّر البارد الذي يسكن في الأبراج العاجية. فكل المشاريع والرؤى السياسية بحاجةٍ إلى رؤيةٍ تخصصيةٍ شمولية ترفد حركة ناشطين وعاملين في مجال السياسة خرجوا حديثاً من أسر عقود طويلة من التصحّر والتهميش والكبت. ليتكامل العلم مع العمل، والممارسة مع النظر، والخبرة مع الدراسة. وتشكيلُ الهوية القادمة لسوريا مهمةٌ حساسة تمثل تحدياً من أكبر التحديات. فيها العلاقة بين الدين والسياسة، والعلاقة بين شركاء الوطن، فضلاً عن جملةٍ من المراجعات داخل الفكر الإسلامي نفسه. فالمكون الإسلامي سيبقى عنصراً أساسياً في عملية صياغة الهوية وصناعة الواقع في المرحلة القادمة، لكن تعدد التوجهات والتيارات في سوريا سيفرض عملية تدافع ثقافي وعملي ضخمة تتعلق بماهية وطبيعة وملامح (الإسلام) الذي ستقبله الجماهير. ليس من العبث أو المصادفة أن (الجُمع) و (الجوامع) كانت ولا تزال عنصراً أساسياً مشتركاً في جميع الثورات العربية، وفي مقدمتها الثورة السورية. لا يعني هذا أبداً أن (المتدينين) أشعلوا الثورة، فالواقع يرفض هذا المنطق بكل بساطة، كما أن الحديث عن العنصر المذكور لا يتناقض بالضرورة مع الطبيعة (المدنية) للثورة وللنظام السياسي الذي تهدف إلى الوصول إليه، لكنه يعني أن ثمة علاقةً متجذرة بين الدين والحياة بكل أشكالها لا يمكن الهروب منها. وهي علاقةٌ لا ينبغي فقط دراسة طبيعتها، وإنما توظيفها بشكلٍ ثوري للمساهمة في خلق واقعٍ جديد أفضل في جميع المجالات. لا غرابة إذاً أن يتساءل المرء عن كيفية إنجاز كل هذه المهمات في غياب ثورةٍ فكرية.

الحكومة المؤقتة في سوريا.. أو الطوفان

بعد بضعة أيام من نشر هـذا المقال، يعقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعاً سيكون من أكثر الاجتماعات حساسية في تاريخه وتاريخ الثورة السورية، إن لم يكن أهمها على الإطلاق. وتنبع خطورة الاجتماع بالدرجة...

الثورة السورية.. وقصة البشرية على الأرض

{وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة قالوا أتجعلُ فيها من يُفسدُ فيها ويسفكُ الدماء ونحنُ نُسبّحُ بحمدك ونُقدّس لك قال إني أعلمُ ما لا تعلمون}. بغضّ النظر عن الحشو الذي يملأ بتفاصيله...

عرب المشرق وطوفان إيران

لم يعد ثمة مجالٌ على الإطلاق، وبأي حسبةٍ من الحسابات، أن يسمح عربُ المشرق، ومعهم تركيا، لهذا الطوفان الإيراني أن يجتاح المنطقة بهذا الشكل الصارخ، ليس فقط في قباحته وابتذاله، بل وفي دلالات الموقف الدولي...

الثورة السورية بين مفتي السعودية والقرضاوي

منذ بضعة أيام، صدرت عن الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مواقفُ نعتقد أنها غير مسبوقة، وأن دلالاتها السياسية والدينية والثقافية تحتاج إلى كثيرٍ من التأمل. خاصةً عندما نفكر بأسبابها من جهة، ومآلاتها...

هل تفهم أميركا الثورة السورية بشكلٍ استراتيجي؟

قلائلُ هم الرؤساء الأميركان الذين يعرفون لماذا وصلوا فعلاً إلى البيت الأبيض, وماذا سيفعلون فيه على وجه التحديد. هذه حقيقةٌ معروفةٌ في أميركا، رغم أن عدد ساسة هذا البلد الذين يحلمون بالوصول إلى أهم موقعٍ...

الثورة السورية والمشهد الإقليمي

ما من شكٍ أن ثوار سوريا على الأرض كانوا ولا يزالون وسيبقون أصحاب القرار الحقيقي، لا نقول فيما يتعلق بمصير الثورة السورية، وإنما في تحقيق نصرها المؤزر في نهاية المطاف. لكن هذا لا يتناقض مع...

الحكومة السورية المؤقتة نقلة في عمل المعارضة

من الممكن جداً أن يكون تشكيل الحكومة السورية المؤقتة نقلةً هامة على طريق تحقيق أهداف الثورة السورية. ثمة مؤشرات عديدة على أن هذا الأمر في وارد الحصول، رغم الشكوك التي يطرحها البعض هنا وهناك. يبدأ...

الحكومة السورية المؤقتة.. حقائق وشبهات

منذ أكثر من خمسة شهور، وفي لحظة تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، كان أعضاؤه يعرفون، ومعهم العالم أجمع، أن الائتلاف هو المؤسسة الأم التي ستتولد عنها ثلاث مؤسسات أخرى أحدُها الحكومة المؤقتة. لم...

تحدي «استقلالية» قرار الثورة السورية

كثيرةٌ هي التحديات التي تواجه الثورة السورية، لكن تحدي الحفاظ على (الاستقلالية) بحساباتها وموازناتها الشاملة قد يكون أكثرهاً خطورةً وأهمية. وإذا أخذنا بعين الاعتبار الموقع الاستراتيجي لسوريا فإن التعامل مع هذا التحدي كان وسيبقى مهمةً...

الحكومة السورية المؤقتة: لماذا وكيف؟

كلما قلتُ متى موعدُنا ضحكت هندٌ وقالت بعد غد. قد يعبّر هذا البيت من الشعر العربي عن حال الثورة السورية مع معارضتها السياسية. فرغم المحاولات المختلفة للقيام بالدور المطلوب من قِبلها، لا تبدو هذه المعارضة...

«الهجرة» السورية الكبرى

يمكن وصف الثورة السورية بألف طريقة وطريقة، فهي تحمل في طياتها بحراً من المعاني سيأتي قريباً اليومُ الذي تظهر دلالاتهُ الحقيقية للناس. لكن وصف (الهجرة) قد يبدو في هذه المرحلة مُعبّراً عن واقع السوريين أكثر...

سوريا.. ولادةُ وطن

في عددها مطلع الأسبوع الماضي، نشرت مجلة الإيكونوميست البريطانية مقالاً بعنوان «سوريا، موت وطن». وعلى غلاف العدد، وضعت المجلة رسماً من ثلاثة أسطر يُعبّر عن دمار سوريا بشكلٍ تدريجي وصولاً نحو الخراب الكامل. بعدها بأيام،...