alsharq

عبدالله بن غانم العلي المعاضيد

عدد المقالات 156

لنحتل «وول ستريت»

09 أكتوبر 2011 , 12:00ص

رحم الله بوعزيزي، فما زال يلهم شعوب الأرض حتى وصلت رياح الربيع العربي إلى نيويورك، فاقتحمت عقر دار الرأسمالية. بالرغم أننا في الربع الأخير من عام 2011 إلا أن مفاجآته ما زالت مستمرة، ومن كان ليصدق، حتى يصدق كل ما كان منذ بداية هذا العام، ولله في خلقة شؤون. في سيناريو أشبه بما حدث في ميدان التحرير بالقاهرة، تحركت منذ ثلاثة أسابيع مجموعات في عاصمة المال العالمية نيويورك، متوجهة إلى شارع المال «وول ستريت»، وهي تحمل شعار «احتلوا وول ستريت»، في رمزية المكان وحتى الشعارات المرفوعة «تحرير وول ستريت» فإن المعنى واضح أن الشعب الأميركي قد ضاق ذرعاً بما يجده من فساد في نظامه الاقتصادي، فهم يرون أن ثلة من الفاسدين لا تعادل %1 تتحكم بمصائر %99 من الشعب الأميركي. وقد أدى السخط من ردة فعل الشرطة وتعاملهم بعنف مع المتظاهرين إلى تزايد الأعداد التي تخرج إلى هذه المظاهرات التي طالت عدة مدن غير نيويورك في تصعيد لحراك اجتماعي يحمل مشاعر الغضب من تردي الوضع الاقتصادي وارتفاع البطالة وتدني الأجور وجشع التجار. ففي أميركا حاليا ما يناهز 46 مليون أميركي تحت خط الفقر، أي ما يعادل %15 من السكان، وهو الرقم الأكبر منذ 50 عاماً. وأما البطالة فلديهم أكثر من 15 مليون أميركي عاطل عن العمل. إن هذا الحراك الاجتماعي الشعبي وإن كان وليد الظروف الواقعية المحيطة بهم، ولكن حتى الآن لا يراهن عليه المراقبون لعمل تغيرات كبيرة في النظام السياسي، كما هو حاصل في الربيع العربي، ولكنه قد يولد الضغط الشعبي لإعادة صياغة النظرية الاقتصادية الرأسمالية، ولعل الوقت مناسب الآن للتخلي عن النظريات البالية والتوقف عن محاولة ترقيعها، فلقد أثبت التاريخ أن النظام الرأسمالي لم يستطع أن يوفر الحياة الكريمة للإنسان. فإذا كان النظام الاقتصادي الاشتراكي فشل في توفير هذه الحياة لكل الشعب، فإن النظام الرأسمالي تفوق عليه في أنه استطاع أن يوفر حياة كريمة ورفاهية للطبقة الغنية من الشعوب، وكأننا قد عدنا إلى النظام الإقطاعي من جديد. والإقطاعيون الجدد الآن هم البنوك وكبار المتنفذين في الاقتصاد، والمتظاهر الأميركي يعي هذه النقطة حين رفع شعار «البنوك تم إنقاذها ونحن تم بيعنا». وفي الوقت الذي تعلو فيه صيحات الخبراء بالتحول إلى الاقتصاد الاجتماعي، يخرج الرئيس أوباما بقانون ضريبي جديد بأخذ %5 كضريبة على من يزيد دخله السنوي عن مليون دولار، وهذا التوجه لأوباما هو متابعة لسياسة الديمقراطيين، فالرئيس السابق دونالد ريغان قد سبقه في هذا التوجه وقال عندما أقر الضريبة على الأغنياء مبررا ذلك بأنه ليس أول من مارس هذه السياسة، واستشهد في صحة توجهه بكلام لابن خلدون، في إشارة إلى «المقدمة» وما تناوله ابن خلدون في مسألة الزكاة. رغم كل ذلك لا يزال هنالك من المسلمين للأسف من يشكك في أن الاقتصاد الإسلامي هو الحل، وأن ما يحدث من مشاكل اقتصادية هو نتيجة الربا المحرم، والتساهل في أخذ الزكاة من الأغنياء وإعطائها الفقراء. هذه أسس الاقتصاد الإسلامي، فالركن الأول هو تحريم الربا، الذي لا يزال العالم منشغلا به في قضية الديون التي تنتقل تارة في أميركا وتارة أخرى في أوروبا لا تدري أين تستقر وفي أي قبر ستدفن؟ والركن الثاني أخذ الزكاة من الغني ودفعها للفقير هو أساس الاقتصاد الاجتماعي. فمثلما الربا أوقف الجشع والتضخم الوهمي للنقود، فإن الزكاة أداة لإعادة توازن المال بين أفراد المجتمع. «كَى لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ ?لأَغْنِيَاء مِنكُمْ» فإذا أصاب التاجر الجشع ورفع الأسعار واستغل الناس فإن ذلك سيفقرهم وفي الوقت نفسه ستتعاظم أرباحه وسيضطر لدفع جزء من أرباحه ورأسماله كزكاة لتعود الأموال مرة أخرى في أيدي الناس. هنا تكمن عظمة الإسلام بأن نظام يحافظ على التوازن الاقتصادي في المجتمع في كل الظروف والأحيان. فتحريم الربا وإقرار الزكاة أداتان تكفيان للتخلص من كل مشاكل العالم الاقتصادية. وفي الختام فإن الشعوب تعي حاجتها للاقتصاد الاجتماعي وهو متوافق مع مبادئ الشريعة السمحاء، ولكن السياسيين بطبعهم سيفضلون الاقتصاد السياسي لأن الحروب القادمة هي حروب تجارية.

التغيرات المناخية أصبحت واقعاً

هل تكفي درجتان فقط للحيلولة دون تغير المناخ العالمي؟ قد يكون هذا ما تسعى إليه قمة المناخ العالمي COP21 في باريس. إن التحذيرات من التغيرات المناخية وأثرها على البيئة وعلى الاقتصاديات التنموية ليست بالجديدة، ولكن...

مقاربة المساعدات الخارجية والفقر

نال الاقتصادي الأميركي البريطاني الأصل أنجوس ديتون جائزة نوبل للاقتصاد لهذا العام ٢٠١٥ تقديراً لجهوده في أبحاثه حول الفقر والدول الفقيرة، والذي لديه حولها مقاربة مثيرة للجدل أن المساعدات المقدمة للدول الفقيرة تزيد من بؤس...

الضبابية طبيعة متأصلة في البورصات

يقول نولز بور عالم الفيزياء إن التنبؤ صعب جدا خاصة عندما يتعلق التنبؤ بالمستقبل، وهذا ما ينطبق بالضبط على الاستثمار فالعمل الوحيد الذي يقوم به المستثمر هو اتخاذ قرار استثماري لأهداف مستقبلية، ولكن عدم معرفته...

تباطؤ النمو العالمي

النمو الاقتصادي العالمي هو في الأصل منخفض وتخفيض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي يشير إلى واقع حقيقي بعيد عن كل الآمال بتعافي الاقتصاد العالمي قريباً وفقاً لقراءة الصندوق يعتبر النمو العالمي هو المؤشر الأهم...

وماذا إذا استمر النفط منخفضاً؟

قد نستمر طويلا بأحلامنا المشروعة بعودة النفط للارتفاع، ولكن الواقع يحكم علينا أن نتقبله كوضع شبه دائم، فاستمرار أسعار النفط المنخفضة أصبح أمرا واقعيا بعيدا عن كل آمالنا بعودة سريعة للارتفاع مرة أخرى. مرت أكثر...

تقدم قطر في التنافسية

يعتبر مؤشر تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي من أهم المؤشرات التي تصنف مدى قدرة اقتصاد الدولة على المنافسة عالمياً حيث يصنف مختلف الدول وفقاً لقدراتها التنافسية. وفي التقرير الأخير الذي صدر الأسبوع...

أسباب تأجيل رفع الفائدة

بعد أن كانت التوقعات نحو رفع الفائدة قوية والصيحات العالمية المنادية للاحتياطي الفيدرالي أن يتركد في رفع الفائدة فإن القرار كان بتأجيل رفع الفائدة، فهل فعلاً السبب كان رأفةً بالاقتصاد العالمي واستجابةً للأصوات التي نادت...

ردة فعل الأسواق على قرار الفيدرالي

وأخيراً وبعد اجتماع استمر ليومين متتاليين خرج إلينا الاحتياطي الفيدرالي بقراره القديم الجديد بعدم رفع الفائدة على الدولار في خطوة كانت متوقعة لولا الأوساط المالية في أميركا نفسها كانت متفائلة برفع للفائدة في هذا الاجتماع...

ترقية بورصة قطر في مؤشر FTSE

يعتبر مؤشر «FTSE» العالمي من أشهر المؤشرات العالمية ولا تقل أهمية عن باقي المؤشرات التي انضمت لها بورصة قطر وأشهرها مؤشر MSCI العالمي فبورصة قطر كانت مدرجة ضمن الأسواق المبتدئة في مؤشر FTSE، والآن تم...

تفاؤل وكالة الطاقة الدولية

لقد شكك الكثيرون في مدى نجاح استراتيجية أوبك في المحافظة على حصتها السوقية وأن مسألة الأسعار ستصحح نفسها بنفسها حسب آلية العرض والطلب وأن هذا التوجه قوبل بهجوم منظم فسر على أن أعضاء مؤثرين في...

حروب الأموال الرخيصة

حروب العملات أو البحث عن الأموال الرخيصة هو ما يحرك حكومات العالم من أجل دفع نموها الاقتصادي عبر سرقة التضخم من شركائها التجاريين ومن باقي دول العالم. لقد اختتمت مجموعة العشرين اجتماعها في تركيا دون...

الفائدة على الدولار وهشاشة الاقتصاد العالمي

منذ عدة أشهر والاحتياطي الفيدرالي الأميركي يبشر ببداية رفع الفائدة في شهر سبتمبر والآن وبعد أن اقتربنا من الاجتماع المقرر له في منتصف هذا الشهر فإن الاحتياطي الفيدرالي يجد نفسه في موقف حساس للغاية لأن...