alsharq

ماجد محمد الأنصاري

عدد المقالات 269

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 22 أكتوبر 2025
خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة
رأي العرب 24 أكتوبر 2025
«الأمم المتحدة» في قلب الدوحة
رأي العرب 22 أكتوبر 2025
وثيقة وطنية

العالم الانعزالي

07 فبراير 2017 , 01:04ص

في عام 2008 كان العالم في خضم أزمة مالية خانقة دفعت اقتصاديات العالم الكبرى إلى إجراءات تقشف واسعة أدت إلى خسارة الآلاف وظائفهم واستثماراتهم ومنازلهم، انتهت تلك الأزمة إلى حد ما، الاقتصاد الأمريكي اليوم في حالة تعاف نسبي وأوروبا تجاوزت عنق الزجاجة بعد أزمة اليونان، وخلال هذه الأزمة اشتعلت نيران الحرب في سوريا، وبدأ التدفق السريع للاجئين عبر الحدود ليشهد العالم أكبر نزوح في تاريخه ومأساة إنسانية لا حد لها، ترافق هذه الأحداث صنع وهماً عابراً للقارات مفاده أن تلك المآسي الشخصية في الدول الغنية التي أحدثتها الأزمة المالية وتبعاتها ترتبط بالمهاجرين واللاجئين، وهذا رد فعل تقليدي فكلما تحدث أزمة مالية تتوجه أصابع اللوم إلى المهاجرين باعتبارهم القوى العاملة «الأرخص» وبالتالي يستبدلون العمالة المحلية، وعلى الرغم من أن الأرقام لا تثبت هذه الفرضية إلا أن لها صدىً مدوياً على المستوى السياسي، وها نحن اليوم نعيش تفاعلات تفاقم هذا الوهم عبر العالم. لا شك أن أزمة اللاجئين في سوريا شكلت تحدياً لدول الجوار وخاصة تركيا وعلى مستوى أقل للاتحاد الأوروبي، ولكن الواقع هو أن الأثر المالي المباشر على المواطن الأوروبي والغربي كان محدوداً ولكن خطاب الكراهية المنسجم مع حالة السخط على الأنظمة في السياق الغربي نجح في صناعة عدو مشترك للأكثريات الأوروبية والأمريكية، المهاجرين بمختلف صورهم، هذا الخطاب تعالى شيئاً فشيئاً حتى وصل بأصحابه إلى البيت الأبيض الأمريكي وخلال هذا العام ربما نرى نسخاً مصغرة من ترمب في قصور الرئاسة الأوروبية المختلفة، ولكن ما هوالأثر الكلي لصعود هذا التيار ومؤيديه عالمياً؟ العالم اليوم يتجه نحو الانعزال، ولا يعني هذا الانعزال تقوقعاً داخل حدود كل دولة ولكنه يعني نظرة ضيقة للمصالح الوطنية يتخلى فيها العالم عن العمل المشترك والمصالح المشتركة لصالح التجاوب مع خطاب شعبوي عنصري، ترمب يهدد المكسيك ومرشح الرئاسة الفرنسي يستعدي المهاجرين المسلمين و الحكومة البريطانية تشدد إجراءات الهجرة وهكذا، شيئاً فشيئاً تقفل الحدود وتتعقد العلاقات بين الجيران، وفي هذه الأثناء تتزايد أعداد اللاجئين من سوريا وغيرها الطامحين في عبورالحدود هرباً من الموت الذي يتقاذفه الخصوم الدوليون. وطبعاً لا يعني ذلك أننا كنا قبل موجة الشعبوية هذه نعيش في عالم عادل متحضر مثالي، ولكن على الأقل كانت هناك مبادئ عامة حاكمة لهذا العالم تجبر أصحاب المصالح الضيقة والنظرة العنصرية إلى تغليف أعمالهم بلبوس مقبول في إطار منظومة القيم العالمية، اليوم حتى هذا لم يعد ضرورياً، بإمكان شخصيات حاقدة مثل بانون المستشار الرئيسي لترمب أن يقف في المكتب البيضاوي ويملي عنصريته على الآخرين وبإمكان فاراج في بريطانيا أن يتبجح بإنجازاته العنصرية على شاشات الإعلام وبإمكان أحزاب اليمين المتطرف الأوروبية أن تسوق لبرامجها المتطرفة دون الحاجة لتزيينها أولاً، العالم خسر غطاءً كان يستر عورته أمامنا. هذا الانعزال سيكون أثره في البداية محلياً ولكنه سيتجاوز ذلك لنشهد تصاعداً للنزاعات الإقليمية في مناطق لم نعتد فيها على هذه النزاعات منذ الحرب العالمية الثانية، وفي الحقيقة آخرمرة شهدنا فيها هذا التصاعد للخطاب الشعبوي العنصري كانت نهايته الحرب العالمية الثانية، هتلر وموسوليني كانا رأس حربة الشعبوية حينها بخطاب يتحدث عن خطر المهاجرين والأقليات ويتحرك بفلسفة نحن أولاً وليحترق العالم، قد يبدو هذا الآن غيرممكن حسب فهمنا للعالم ولكن فهمنا هذا هو الذي كان ينكر إمكانية أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأن يفوز ترمب برئاسة الولايات المتحدة، وفي نهاية هذه المرحلة التاريخية الصعبة سيكون العالم قد أعاد التشكل بخطاب جديد ومنظومة قيم مختلفة. طموحنا اليوم هو أن تكون أمتنا بموروثها الحضاري طرفاً في إعادة التشكل هذه، منظومة قيم العالم السابقة الرأسمالية الليبرالية ساهمت في خلق واقع متفجر لا تحكمه بوصلة أخلاقية واليوم يعاني العالم من نتائج ذلك، رأسمالية العالم صنعت طبقة من الفقراء الذين لا يمكن لهم الخروج من فقرهم وطبقة من الأغنياء يستحوذون على ثروات العالم ويحركونه كما يريدون، اليوم تقاوم الفئات المطحونة هذه المنظومة واسترجاع العدالة الاقتصادية والقيم المجتمعية على رأس المطالب الشعبية، المستقبل الآن إما تفاقم في الصراعات الإقليمية يفضي إلى تكسر للنظام العالمي وإعادة تشكل له أو يقظة عالمية تفرز توافقاً جديداً على عالم مختلف، والسيناريو الأخير هذا مع الأسف هو الأبعد عن الواقع.

تجربة التحليل السياسي

منذ عام 2006 بدأت في مجال التحليل السياسي، من خلال صفحات الجرائد المحلية المختلفة، ومنذ ذلك الحين التزمت بمقال أسبوعي يركز غالباً على التعليق على الأحداث الراهنة، أو مناقشة موضوع سياسي عام، مرت هذه التجربة...

تركيا.. الخطوة القادمة

بنجاح أكبر من الذي توقعته استطلاعات الرأي، عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، ليقطع الطريق على من أراد أن يشكك في استمرار شعبيته في بلاده. وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة والتلاعب...

في القدس.. مَن في القدس؟

مذ عرّفني أحد الأصدقاء على قصيدة تميم البرغوثي عن القدس، دأبت على الاستماع إليها بين الفينة والأخرى، لا شك لجمالها أولاً، ولكن كذلك لأنها تنقلني إلى حالة شعورية مختلفة حول المدينة القديمة، أشعر وكأنني أمشي...

أطفال بألعاب

في الإنجليزية، إذا أردت أن تصف أشخاصاً يتقاتلون بطريقة صبيانية، فبإمكانك استخدام مصطلح «أطفال بألعاب»، في إشارة إلى أن أولئك الذين تتحدث عنهم يتصرفون كأطفال يتنازعون ألعاباً لا كأشخاص ناضجين.. العالم اليوم يكثر فيه من...

بين الخامس من يونيو والثامن عشر من ديسمبر

ستة أشهر كانت كفيلة ببث روح جديدة في الجسد القطري بعثها التحدي الأكبر الذي واجه البلاد في تاريخها، في هذه الأشهر الستة انطلقت قطر نحو المستقبل بخطى ثابتة والتحم الشعبي مع الرسمي لرسم لوحة مشرقة...

سيناريوهات واشنطن

آلة السياسة في واشنطن شديدة التعقيد، من حيث التركيب والأنظمة، فنظام التوازن والرقابة الذي يعطي كل سلطة صلاحية رقابية على الأخرى، ويجعل الصلاحيات متوازنة بينها، أورث نظاماً معقداً، ولكنه يعمل بكفاءة عالية، هذا النظام تعرّض...

حمقى بأسلحة نووية

أثارت كوريا الشمالية الرعب في محيطها الإقليمي والعالم أجمع بتصعيد تجاربها النووية والصاروخية، وحسب الخبراء العسكريين يمكن أن تصبح قريباً «الدولة المارقة»، كما يسميها ترمب، قادرة على تركيب رأس نووي على صاروخ متجه إلى الساحل...

مبادرات الرحمة

الأنشطة الثقافية للمؤسسات الخيرية هنا في قطر كانت وما زالت أكثر قدرة على جذب الجماهير من مثيلاتها الرسمية، ويعود ذلك لمجموعة من الأسباب، أهمها الطبيعة التطوعية لهذه الأنشطة، وما يحققه ذلك من إبداع ومرونة وحماس،...

ثالوث ترمب المقدس

حطت طائرة الرئيس الأميركي على أرض فلسطين ليكون أول مؤتمر صحافي له بجوار طائرته مناسبة جديدة يذكر فيها بالتزامه التام بأمن الكيان الصهيوني، بعد أن أمضى الأيام الماضية في التأكيد على رؤيته حيال «الإرهاب الإسلامي»...

الطريق والحزام والطموح الصيني

الثورة الاقتصادية الصينية التي دفعت بالصين من دولة مقسمة محتلة إلى أحد أقوى اقتصادات العالم استفادت بشكل كبير من المبدأ الذي وضعه باني نهضة الصين الاقتصادية الحديثة شياوبنج وهو رئيس الصين الثاني بعد ماو تسي...

مهب الرياح الغربية

احتفل قطاع كبير من الفرنسيين، ومعهم المعتدلون في أوروبا، والعالم الغربي بخسارة لوبين، وفوز ماكرون خلال الأيام الماضية، متجاوزين تهديداً آخر من اليمين المتطرف الأوروبي، وبذلك تتبدد أحلام اليمين المتطرف في القارة العجوز في أن...

المنطقة بين تركيا وإيران

خلال الشهور القليلة الماضية تغيرت الأوضاع في قطبين من أهم الأقطاب السياسية في المنطقة بشكل كامل، خلال الأعوام الماضية بدا أن النظام الإيراني يحكم قبضته على محيطه الداخلي والخارجي، وفي مقابل ذلك بدا أن الإدارة...