عدد المقالات 122
تمر المنطقة مع بداية عام جديد بمرحلة حرجة جديدة، تختبر فيها المعادن ويمتحن فيها أهل العزائم، فلقد استقبلنا هذا العام الجديد بأزمات جديدة، تقتحم المألوف، فقتال الجيش السوري الحر وجماعات الجهاد في سوريا لقوات الدولة الإسلامية في العراق والشام -وبهذا الزخم- يعد تصعيداً جديداً للأزمة هناك، ويبعد القتال عن العدو الحقيقي للشعب السوري والمنطقة، فقد كونت هذه الأزمات الجديدة طبقة أخرى من التعقيد الأمني لأي حل سياسي «مرجو» في سوريا، لا سيما أن انتفاضة الشرفاء في العراق ضد حكومة مستبدة هناك بدأت تمتزج بصيحات إخوتهم في سوريا للتخلص من أغلال أنظمة استبدلت الحكمة بالجنون. فهل نرى اليوم تدخلاً إيرانياً أو روسياً «إضافياً» لمساندة الحلفاء الاستراتيجيين؟ من الواضح أن ما قامت به القيادتان الروسية والإيرانية حتى الآن لم يؤدِ إلى ذلك الحسم السريع الذي توقعوه، فهل ينتقلون إلى مرحلة جديدة من التصعيد و»يعبرون الروبيكون»؟ تلك العبارة التي أتت ضمن مسرحية «يوليوس قيصر» لشكسبير تجد اليوم أصداء جديدة ضمن أحداث المرحلة الراهنة، وجاءت عبارة عبور الروبيكون من نهر الروبيكون في إيطاليا، فقد كانت القوات الرومانية في العصور القديمة تُمنع من عبور نهر الروبيكون باتجاه روما، وذلك لأن القانون الروماني آنذاك -ومنعاً لأي محاولة انقلابية- اعتبر أي جيش ولو كان رومانياً يقوم بعبور نهر الروبيكون باتجاه روما جيشاً معادياً ويجب التصدي له، بغض النظر كما قلنا عن كونه جيشاً رومانياً أو أجنبياً، وهو ما فعله يوليوس قيصر رغم ذلك التحذير، وظلت هذه العبارة رمزاً «لنقطة اللاعودة» والتي إن تخطاها أحد فقد حكم على نفسه بالدمار، ولكن قد يرى البعض أن إيران أو حتى روسيا قد «عبروا الروبيكون» فعلاً ومنذ زمن. أما عن الدب الروسي فلديه -في الوقت الراهن على الأقل- عقبة أخرى يجب أن يتخطاها، وهي عقبة «نهر الفولجا» الروسي لا الروبيكون الإيطالي، فبعد تفجيرات مدينة فولجاغراد -ستالينغراد سابقاً- فإن الحكومة الروسية بدأت تنظر نحو ألعاب سوتشي الأولمبية الشهر القادم بحذر وتخوف أكبر من ذي قبل، فمدينة سوتشي لا تبعد كثيراً عن فولجاغراد أو حتى الشيشان، ويرى بعض المراقبين أن بعض «الجماعات» قد تستمر في عمليات «التفجير» والقتل في روسيا، وربما حتى في مدينة سوتشي الروسية تحديداً أثناء الأولمبياد الشتوية القادمة، وذلك لإرسال رسالة واضحة للرئيس بوتن «توقف عن دعمك لنظام بشار.. وإلا..»، ولكن لا يمكننا أن نتأكد من مثل هذه التخمينات أو التوقعات من المراقبين للوضع الأمني الروسي، إلا أن مثل هذه التخمينات عادة ما تكون أقرب للحقيقة من الخيال. الرأي الأخير... لا يمكن أن نقلل من إرادة الدب الروسي في الحفاظ على حليفه الاستراتيجي، ولا يمكننا أن ننسى أن مدينة فولجاغراد والتي كانت ستالينغراد أثناء الحرب العالمية الثانية هي المدينة التي وقع فيها ما يقارب المليون ونصف مليون قتيل في أكثر المعارك دموية عبر التاريخ البشري، وهي معركة ستالينغراد بين عامي 1942 و1943، فالنمط الروسي في التعامل مع الأزمات نمط فريد من نوعه عبر التاريخ ولا يمكن الاستهانة به، وسنراقب الأسابيع القادمة باهتمام لنرى من الذي سيعبر الروبيكون. (الدبلوماسي الصادق كالماء الجاف!). إلى اللقاء في رأي آخر.
استكمالاً لمقالات سابقة كتبتها عبر السنوات الماضية عن «شوارع DC» و»شوارع باريس»، وأسرار تلك المدن التي زرعت فيها من خلال مصممي تلك المدن، اليوم أستكمل تلك السلسلة بمقالي عن «شوارع اسطنبول». اختار الإمبراطور قسطنطين عاصمته...
بدأت مع أداء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب اليمين الدستورية، وتسلمه سدة الرئاسة في تمام الساعة 12 وخمس دقائق بتاريخ 20 يناير، وحتى كتابة هذا المقال، حالة من اليأس والفوضى تعمان مدناً كثيرة داخل الولايات...
في عالم العمليات العسكرية الحديثة لا يمكن لنا أن نتجاهل أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف المرجوة، والتي تعتمد على المركزية في القرار، واللامركزية في صلاحيات التنفيذ وأدواته، أو بالمصطلح العسكري «قدرات التنفيذ»، ومن ضمن أسس...
لقد اعتدنا في تاريخ القتال عبر العصور على وجود ٣ ساحات للقتال فإما على الأرض أو في البحر أو في السماء، ما أوجد الأسلحة المقاتلة المعروفة لدينا بالقوات البرية والبحرية والجوية، ولقد تطورت الأمور في...
إن السباق الانتخابي الجاري حالياً في الولايات المتحدة الأميركية بين المرشح الجمهوري اليميني المتطرف دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون ستبدأ مراحله الأخيرة هذه الأيام، ولربما تكون أبرز علامات هذه المرحلة والتي تستمر لشهرين حتى يوم...
كانت صور الطفل عمران، كسابقاتها من صور القتل والدمار من حلب وشقيقاتها التي انتهك إنسانيتها النظام السوري المجرم، قد وضعت علامة جديدة على درب حرب الإبادة في بلاد الشام، علامة يظنها البعض فارقة وبخاصة بعد...
لقد قامت مؤسسات بحثية عالمية وجامعات مؤخراً بالنظر إلى مكافحة خطر داعش من خلال منظور تهديد دولة الخلافة على حد تعبيرهم، وأن وجود دولة «إرهابية» مسيطرة على مصادر دخل مثل النفط والضرائب، وباسطة «سيادتها» على...
في مقال لي منذ عدة سنوات وفي زمن «الريس مبارك» كتبت بأن الجامعة العربية أصبحت عبئاً على ذهن وضمير المواطن العربي السويّ وإن إصلاح الجامعة العربية هو السبيل الوحيد لإنقاذ هذه المنظمة وإلا ستستمر هذه...
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مستندات يدعي ناشرها أنها مستندات رسمية لدى جهات التحقيق بالدولة، وللأسف فلقد قام آخرون بإعادة النشر دون اهتمام أو مراعاة للقانون أو سمعة الوطن، نعم للأسف يوجد منا من هم...
لقد صدم العالم مؤخراً بالقرار الجريء الذي اتخذه شعب المملكة المتحدة من خلال أكبر استفتاء في تاريخ بريطانيا العظمى بالخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي بشكل كامل وإلى الأبد في طلاق كاثوليكي لم تشهد بريطانيا طلاقاً...
في عالم السياسة الأميركية يوصف الرئيس الأميركي في شهوره الأخيرة بـ «البطة العرجاء» lame duck كناية عن عجزه عن التأثير في السياسات الهامة الأميركية والمبنية على المصالح المتبادلة لكونه في طريقه نحو بوابات البيت الأبيض...
استحوذ انتشار مقطع فيديو مصور لضباط أميركيين يتصرفون بشكل غير لائق أمام علم دولة قطر في معسكرهم، على اهتمام العالم في الأيام الماضية، وبالمقابل فإن ردة الفعل الوطنية كما أشار الأخ رئيس تحرير العرب في...