سعد الرميحي والصقر يسرقان مقالي؟!

فجأة توقفت عن كتابة المقال الأسبوعي لهذه الجريدة الرصينة بعد أن بدأت به وبالطبع كان عن بطولة «كوبا أميركا» وعن بعض متعلقات بهذه البطولة تخص البرازيل والأرجنتين والنهائي. توقفت ومن ثَمَّ انتقلت لصفحة أخرى جديدة، ليس إلا أن ذكرى جميلة قد ألمت بي عنوانها الرئيس مجلة الصقر القطرية تلك المجلة الرائدة التي كانت تأخذنا إلى أبعد نقطة على سطح المعمورة لتقرأ لنا عن كل ما يتعلق بها كرويا.. في زمن لم يكن الإنترنت متوفرا فما بالك في وسائل التواصل الاجتماعي، سبيلنا هو المحرر وما ينقله. نعم كانت الصقر هي المدرسة التي تعلمنا منها الكثير، والأهم عرفنا من خلالها الكثير وكانت أميركا الجنوبية ببطولاتها ونجومها تحضر إلينا متهادية عبر مراسليها الكبار لتقرأ لنا كل الأساطير والبطولات وحتى الاحتفالات، كنا نقرأ أشياء ترسخ بالذهن ولا تغادره من فرط مصداقية عالية وإثارة إيجابية تزين السطور يضاف إليها صور نمعن النظر فيها من تعلق بما فيها. كانت مجلة الصقر منبرا إعلاميا يصلنا بكل ما يحدث في العالم وكان احترامها موصولا للرجل الذي جعل منها غذاء مستمرا لكل الوطن العربي، فرئيس تحريرها سعد الرميحي وطاقم العمل استحقوا أن يكونوا الأفضل في زمنهم، ويا ليت زمنهم يعود ليريحنا من كثير من الغثاء الإعلامي الذي نعاني منه الآن. استمرت في عهدها منبرا متجددا لا يقف على قارة واحدة بل كل العالم، وكل الدول العربية، كانت ليست مجلة فقط بل مجلد توثيقي للأحداث، والوقائع والحوارات الرياضية، بل إنها كانت قارئة جيدة لكل النجوم فكانت ترصد المقارنات بالتوثيق الحقيقي وتعطي كل ذي حق حقه، عرفنا من خلالها المنتخبات والأندية والنجوم، وبورصة اللاعبين وكواليس الفيفا، بل إن ما يحدث في تشيلي من أحداث رياضية مهمة تحضر، وما تكشفه الدنمارك يسطر على صفحاتها، غنية بكل المعلومات والأحداث، ولن أنسى إذا أنسى المواجهة الحوارية التي أجراها سعد الرميحي مع نجم النجوم مارادونا في الثمانينيات، فمن كان يستطيع أو حتى يجرؤ على مثل هذا العمل الإعلامي العظيم. الصقر لم تكن مجلة بل وثيقة، أعتز أنا شخصيا بأنني ما زلت أملك بعض أعدادها، لذا لا تلوموني خاصة يا من تنتمون إلى الجيل الجديد حينما أتغنى بتلك الرصينة، بل وأتحدى أن يكون متواجدا الآن من يشبهها حتى إلكترونيا، فقد قامت تلك الوثيقة الصقر على المهنية العالية التي اختار مسيروها الأفضل مهنية في العالم من محررين ومصورين ليقودوها ومن ثَمَّ ليثروا المتلقي بكل ما يحتاجه عن معشوقته.. حقا فقد كانت ثرية ممتعة لنا. عفوا فقبل أن أختم فقد خطر ببالي شيء من الترابط فقد كانت الصقر السيدة التي لم تجد من يقوى على منافستها، والآن قنوات بي أن سبورت تفعل ذلك في العرب والعالم، فما الرابط بينهما ليكونا في محل التفوق الكبير ودون وجود منافس.. يبدو أن الإدارة انتقلت من ورقية إلى تلفزيونية، وحسبما علمت أن سعد الرميحي عمل سابقاً كمدير لتلفزيون قطر، قد تكون هي النواة للقنوات الرياضية التلفزيونية الرائدة، ويا ليت مثل هذه النواة تكثر وتكبر لأننا المستفيدين، وكل كوبا أميركا التي كنا سابقا نعرف أحداثها وصورها من الصقر ونحن وإياكم والرميحي بخير.