alsharq

د. علي صالح آبادي - السفير الإيراني لدى الدولة

عدد المقالات 2

أين الثرى من الثريا؟

05 أبريل 2024 , 12:35ص

لعدة عقود تعودنا على سماع أصوات النشاز التي تطاير حول العالم بشأن الدفاع عن حقوق الإنسان وأصمت آذاننا الصرخات الإعلامية الخاضعة للهيمنة الغربية قبل نشوب أية حرب جديدة بالمنطقة فور مشاهدتهم ولادة عوامل تلعب ضد المصالح الصهيونية. ومن فرط الأموال التي يجنيها كيان الاحتلال، بفضل الكرم الحاتمي للمال العام الذي سرق من الشعب، تحولت الصهاينة إلى ماكينة اراقة الدماء البريئة بذريعة «حقوق الإنسان» وما نشهده اليوم من الابادة الجماعية وجرائم الحرب والوحشية من خلال استهداف النساء والأطفال والمستشفيات والاماكن التاريخية في غزة، القطاع المحاصر والمدمر بآلة الحرب العشوائية التي يعاني شعبها من التجويع والتهديد بالأمراض الخطرة في ظل الحرمان من دخول الغذاء والمياه والأدوية وكل مقومات الحياة إلى جانب عدة عقود من ظلم الاستيطان وازدراء القوانين الدولية وحتى الهجوم الهمجي الاخير على القنصلية الإيرانية في دمشق وهو انتهاك صارخ للقوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية، وكل هذه الوحشية تعتبر لدى المتطرفين الصهاينة صنوا للدفاع عن حقوق الإنسان!!!!! لكن حرب غزة بما تقدمت من الشهداء المقاومين والطواقم الطبية والصحفيين التابعين لقنوات تعرف المسؤولية والمهنية كالجزيرة، أخرست الأبواق الإعلامية للصهاينة عبر خلق الصحوة العالمية التي تلاها تجاوب إيجابي من المجتمع مدعما بالثناء والشكر للدول الداعمة لقضية فلسطين على ما قامت به في تقديم الشكوى ضد الصهاينة والجهود المضنية لوقف اطلاق النار وايصال المساعدات الانسانية إلى غزة ومنها دولة قطر التي بذلت جهودا دبلوماسية من أجل الهدنة ورفع كافة القيود التي تعرقل وصول المساعدات الانسانية ووقف التهجير القسري، كما هي تواصل خلال الأشهر الأخيرة ارسال المساعدات لمساندة الشعب الفلسطيني، وبادر حضرة صاحب السمو الأمير المفدى بعلاج 1500 فلسطيني من القطاع واتخذ سموه موقفا ثابتا في مجال الدفاع عن حقوق الانسان الذي يدعيه الغرب والصهاينة دائما. لكن أين الثرى من الثريا؟ إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ككثير من الدول تطالب بانصاف سكان غزة ضد الابادة التي يتعرضون لها واستخدام جميع الآليات المتوفرة دوليا ضد الكيان المحتل الذي لايعرف سوى الاستمرار في سياسة فرض منطق القوة والتحدي المعلن للقرارات الشرعية الدولية. يذكر أنه بعد مرور عام على انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني، اعتبر في رمضان المبارك عام 1399 للهجرة يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس واعتبر قضية فلسطين، القضية الأهم للعالم الإسلامي وطالب جميع مسلمي العالم بتكريم هذا اليوم لدعم الشعب الفلسطيني وتحرير القدس الشريف. ومنذ ذلك الحين، يحتج المسلمون في مختلف البلدان كل عام ضد الاحتلال الصهيوني من خلال تنظيم مظاهرات ومسيرات مليونية. وفي هذا العام، يكون ليوم القدس العالمي تأثير خاص ومختلف في جميع أنحاء العالم نظرا لما جرى في غزة وما ارتكبه الاحتلال في الاراضي الفلسطينية وخارجها كاستهداف القنصلية الإيرانية والهجمات على جنوب لبنان و... كل هذه التهورات والانتهاكات الصارخة للقوانين الدولية تظهر أن الوقت قد حان للعالم أجمع بأن يدين الكيان الصهيوني ويحاكمه في المحاكم الدولية ويمنعه من الإفلات من العقاب، وعلى جميع المنظمات الدولية المسؤولية أمام هذه المجازر وعليها أن تبذل كل ما في وسعها لحقن دماء الأبرياء في المنطقة وإنهاء هذه الكارثة والبحث عن طرق لتسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وإعادة بنائها بعد دمار خلفه الاحتلال الصهيوني. جميع هذه الإجراءات نسميها الدفاع عن حقوق الإنسان، والصهاينة يسمون الإبادة في غزة الدفاع عن حقوق الإنسان ولكن أين الثرى من الثريا؟

الانتخابات الإيرانية واستمرار سياسة حسن الجوار

أجريت الانتخابات الرئاسية للجمهورية الإسلامية الايرانية الأسبوع الماضي، وعلى الرغم من الخسارة المأساوية للرئيس ووزير الخارجية، تمكنت الجمهورية الإسلامية الايرانية مرة أخرى من التغلب على هذا الحدث المأساوي كدولة المؤسسات. كما أجريت هذه الانتخابات في...