الانتخابات الإيرانية واستمرار سياسة حسن الجوار

أجريت الانتخابات الرئاسية للجمهورية الإسلامية الايرانية الأسبوع الماضي، وعلى الرغم من الخسارة المأساوية للرئيس ووزير الخارجية، تمكنت الجمهورية الإسلامية الايرانية مرة أخرى من التغلب على هذا الحدث المأساوي كدولة المؤسسات. كما أجريت هذه الانتخابات في قطر لجمع أصوات الإيرانيين المقيمين في هذا البلد، ونرى أنه من الضروري أن نشكر الحكومة القطرية على كل الترتيبات التي اتخذتها لإجراء هذه الانتخابات بشكل منتظم ودقيق في الدوحة. وفي هذا الصدد أعرب وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالانابة، في رسالة وجهها إلى معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر الصديقة والشقيقة، عن امتنانه لجهود دعم العملية المنتظمة لإجراء الانتخابات. لقد أعطت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الأولوية لسياسة حسن الجوار وتعزيز العلاقات مع جيرانها، وقد اتبعت حكومة الدكتور ابراهيم رئيسي السابقة هذه السياسة بجدية. إن تعزيز التعاون مع الجيران هو سياسة أساسية ستتبعها الحكومة الجديدة بقوة، وقد أكد عليها مختلف المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الايرانية في مناسبات مختلفة. ومن بين دول الجوار، تحظى دولة قطر الصديقة والشقيقة بمكانة خاصة لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، استنادا إلى العلاقات التاريخية والثقافية والجغرافية المتجذرة، وتتعزز هذه المكانة يوما بعد يوم بالنظرة الإيجابية من جانب قيادة البلدين . وكانت لحضرة صاحب السمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وغيره من رجال الدولة في قطر علاقة وثيقة مع الرئيس الراحل ووزير خارجية بلادنا الراحل، وكان هناك تنسيق وثيق بينهم فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية الكبرى. ولن تنخفض هذه العلاقات والتنسيق في الحكومة الجديدة فحسب، بل في ظل توجيهات قادة البلدين وخطواتهم الإيجابية لتعزيز سياسة حسن الجوار، فإنها ستشهد المزيد والمزيد من النمو والازدهار يوما بعد يوم. وفي السنوات الأخيرة، نجحت دولة قطر، من خلال تعزيز قوتها الناعمة في المنطقة وتبني دور الوساطة المهنية والناجحة في القضايا الدولية، في أن تصبح لاعباً مؤثراً في المنطقة والعالم، ومن أحد المظاهر الأخيرة من الوساطة القطرية هي ما تتعلق بالحرب في غزة والجهود المبذولة لدعم الشعب الفلسطيني. وبينما تقدر الجمهورية الإسلامية الإيرانية الجهود السياسية التي يبذلها جميع جيرانها، وخاصة دولة قطر الصديقة والشقيقة، لحل التوترات، فإن سياساتها الداخلية والدولية تهدف إلى تعزيز التعاون لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم أجمع.