بالضربة القاضية الفنية السد يسقط لخويا

أن يفوز السد على لخويا أمر طبيعي، وأن يسجل السد ثلاثة أهداف بمرمى لخويا أيضا هذا أمر طبيعي، أما أن يظهر السد بهذه الصورة الفنية الرائعة وفي المقابل يظهر لخويا بهذه الصورة الفنية الباهتة فهذا هو الأمر غير الطبيعي. ولا أخفيك سرا عزيزي القارئ أنني لأول مرة أشاهد لخويا وأشعر أن الفارق بينه وبينه الفريق الآخر كبير، ولكن الفارق في هذه المرة ليس لصالح لخويا بل هو لصالح السد وكأن السد كان يلاعب فريقا ترتيبه العاشر بالدوري وليس فريقا يحمل اللقب ويعتلي الصدارة لخمسة أسابيع متتالية بلا خسارة وبلا هدف واحد في مرماه. صحيح في كرة القدم هناك بين الحين والآخر يتعرض الكبار لخسائر غير متوقعة كما حدث للغرافة أمام قطر وكما حدث لقطر أمام لخويا في افتتاح الدوري، وهذه السقطات تحدث حتى للفرق العالمية الكبيرة ولن تكون تلك هي النهاية للكبار، ولكن علينا أن نتذكر شيئا مهما في كرة القدم، وهو الجانب النفسي والمتعلق بصورة كبيرة بعملية تحضير اللاعبين قبل المباراة وأيضا بما يتم من توجيهات بين شوطي اللقاء، وأنا شخصيا أرى أن السد نجح في الاستعداد لتلك المباراة بشكل أفضل من لخويا وأن السد دخل المباراة ولديه ثقة كبيرة في قدرته على تحقيق الفوز على لخويا، ولم لا؟ لاسيَّما أن آخر لقاءات الفريقين بنهائي كأس الشيخ جاسم كان لصالح السد الذي توج باللقب الأول في الموسم، بينما دخل لخويا اللقاء وهو محمل بأثقال خسارة كأس الشيخ جاسم وبضغط نفسي من جهازه الفني والإداري بضرورة تحقيق الفوز على السد لسببين: الأول الثأر من خسارة الكأس، والثاني الحفاظ على القمة، وطبيعي أن يحدث للاعبي لخويا ما حدث في ظل وقوعهم تحت ضغط نفسي كبير. وفي المقابل أسهم التحضير النفسي الجيد للاعبي السد في أخذ المبادرة الهجومية ومن ثم السيطرة على الدقائق الأولى في عمر اللقاء، الأمر الذي ساعد لاعبي السد على تثبيت أقدامهم بصورة أسرع من لاعبي لخويا، وبمرور الوقت زادت ثقة لاعبي السد بأنفسهم وبدأت الانطلاقات والغزوات الفردية من خلفان والهيدوس وتباتا ونذير، وفقد لاعبو لخويا تركيزهم من جراء الغزو الهجومي السداوي من كل جانب، وتاه لاعبو الوسط في لخويا وأصبحوا غير قادرين على مجاراة لاعبي السد، وكان الله في عون مدافعي لخويا الذين تعرضوا لمواجهات فردية ومساحات خالية أظهرت دفاع لخويا وكأن لاعبيه يلعبون معاً للمرة الأولى. وخلاصة القول: من الممكن أن يفوز السد على لخويا مستقبلا ولكن لا أتوقع أن يظهر لخويا بهذه الصورة مستقبلا أمام السد، لأن ما قدمه لاعبو السد في لقاء الجولة السادسة كان في ظاهره درسا كرويا لكل محبي كرة القدم من أداء ممتع من لمسة واحدة وضغط على حامل الكرة وانتشار طولي وعرضي نموذجي وسلاسة في الأداء وغيرها من حلاوة كرة القدم التي قدمها لنا السد، ولكن من وجهة نظر شخصية فإن الدرس الأهم كان للمسؤولين فنيا وإداريا عن لخويا، وهو عبارة عن رسالة ضمنية مفادها: أحسنوا إعداد لاعبيكم لمباريات القمة!! وخلاصة القول: كان سيناريو فوز السد على لخويا بلغة الملاكمة هو فوز بالضربة القاضية الفنية وليس بمجموع النقاط، بمعنى أنه ليس من الأهداف الثلاثة هدف مشكوك في صحته من تسلل، ولا يوجد هدف من ركلة جزاء، ولا حتى من بين الأهداف الثلاثة هدف يسأل عنه حارس المرمى، وليس هناك خطأ من مدافع حول الكرة في مرماه بالخطأ.. يعني فوز السد «فوز مشفي» ليس به أي شوائب، وهو درس لكل لاعبي لخويا عليهم الاستفادة منه. وبالمناسبة السد هو البطل المعنوي للمسابقة حتى يتمكن لخويا من رد الاعتبار فنيا.