عدد المقالات 122
إمبراطورية الشر لقب أطلقه الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان لوصف اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية، لكونها كانت تمتلك، وبالرغم من كل الاتفاقيات والمعاهدات، عقيدة سياسية خطيرة تهدد بها العالم، ولقد أيقنت الولايات المتحدة أن زوال تلك العقيدة لن يكون إلا بزوال نظام الاتحاد السوفيتي، وأجد المقارنة اليوم بين العقيدة البلشفية الشيوعية السوفيتية وعقيدة الثورة الإيرانية متقاربة من حيث خطورة انتشارها وأدوات نشرها، إما بأساليب سياسية، أو أساليب الإرهاب وزعزعة الأمن. ولقد أردت أن أكتب عن الاتفاق النووي الأخير مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ فترة، ومن منطلق «أكاديمي» -بقدر المستطاع- ولكنني ارتأيت أن أدرس الاتفاقية بتمعن قبل أن أكتب في هذا الموضوع، وبعد زوال عاصفة الضوضاء والعواطف الجياشة المحملة بغبار الطائفية والكره الأعمى من على ساحة الحوار، فمما لا شك فيه أن هناك نقاطاً جيدة في هذه الاتفاقية ونقاطاً سلبية، ولا أخفي عليكم وجهة نظري بأن النقاط السلبية تفوق تلك النقاط الإيجابية، مما قد يجعل هذا الاتفاق عقيماً من وجهة النظر الأمنية في المنطقة، ولكن لا يمنع أن نناقش اليوم النقاط الإيجابية للاتفاق النووي الإيراني بالقدر «المعقول» من الحياد. النقطة الرئيسية «الإيجابية» هي أن الجمهورية الإيرانية لن تمتلك السلاح النووي خلال العقد القادم على الأقل، ولكن هذا التوجه مبن على عقلية استراتيجية بالية ورثها الغرب منذ زمن الحرب الباردة، وهي أن الخطر الأوحد على العالم من إيران هو من خلال امتلاكها السلاح النووي، وبلا شك فإن نزع هذه القدرة من بين أيدي الساسة في طهران خطوة مهمة على طريق أمن الخليج -لو آمنا بعقلية الثمانينيات وتجاهلنا الواقع الأمني اليوم- إلا أنها لا تجعل من المنطقة منطقة خالية من «القدرة النووية»، بل على العكس من ذلك، فإنها تضمن حدوث ذلك فعلاً، ولكن بطرق تعرف بالسلمية، أو شبه السلمية، بحسب وجهات النظر المختلفة، وتحت الرقابة «المشددة» للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، فسيضمن هذا الاتفاق التفتيش المستمر للمفاعلات النووية الإيرانية المعلنة، لضمان التزام إيران بعدم تصنيع ما أسماه الرئيس الأميركي -مستخدماً لغة الحرب الباردة مرة أخرى- بـ «القنبلة». والنقطة الأخيرة، والتي قد توصف بالإيجابية «للمنتفع الأول فقط»، فهي تتعلق بالرئاسة الأميركية، أو بالإرث السياسي للرئيس أوباما تحديداً، والذي لا يريد أن يذكره التاريخ كأول رئيس أميركي أسود فحسب، أو نصف أبيض بحسب كيفية تفسيرك للواقع، وإنما يريد أن يذكره التاريخ كالرئيس الذي نزع القدرة النووية من «إمبراطورية الشر» لهذا الجيل «إيران» مثلما انتصر ريجان على إمبراطورية الشر لذلك الجيل الاتحاد السوفيتي، «أو كما يحب البعض تفسيره بالانتصار»، فلقد كان لكل رئيس أميركي منذ الحرب العالمية الثانية بصمة على الساحة الدولية، ولم يبق سوى عام حتى نهاية ولاية الرئيس باراك حسين أوباما، فكان من الضروري إيجاد «كامب ديفيد» هذا الرئيس ليبني من خلاله إرثه الرئاسي، وقد يستبعد البعض سطحية وخطورة هذا الشيء، إلا أنه لا يمكن التقليل من شأن فكرة الإرث، وترك الأثر في العقلية الغربية، وبخاصة لدى رؤسائهم. الرأي الأخير... حاولت القوى الكبرى أن تسوق للعالم هذه الاتفاقية بأنها اتفاقية كونية للسلم والأمن الدوليين، ولكن هذه الاتفاقية بها من المخاطر على المنطقة والعالم ما لا يمكن حتى تصوره في مناخنا السياسي الحالي، وحتى على الشعب «الفارسي»، ولكنني سأترك النقاط السلبية لمقال الأسبوع المقبل، ويهمني هنا أن أستمع إلى آرائكم حول هذه الاتفاقية، وهل لها أي أثر فعلي من وجهة نظركم على حياة المواطن العربي، ضمن همومه اليومية؟ أتطلع إلى تواصلكم. إلى اللقاء في رأي آخر... (إن أكبر خدعة قام بها الشيطان أنه أقنع العالم بأنه غير موجود)
استكمالاً لمقالات سابقة كتبتها عبر السنوات الماضية عن «شوارع DC» و»شوارع باريس»، وأسرار تلك المدن التي زرعت فيها من خلال مصممي تلك المدن، اليوم أستكمل تلك السلسلة بمقالي عن «شوارع اسطنبول». اختار الإمبراطور قسطنطين عاصمته...
بدأت مع أداء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب اليمين الدستورية، وتسلمه سدة الرئاسة في تمام الساعة 12 وخمس دقائق بتاريخ 20 يناير، وحتى كتابة هذا المقال، حالة من اليأس والفوضى تعمان مدناً كثيرة داخل الولايات...
في عالم العمليات العسكرية الحديثة لا يمكن لنا أن نتجاهل أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف المرجوة، والتي تعتمد على المركزية في القرار، واللامركزية في صلاحيات التنفيذ وأدواته، أو بالمصطلح العسكري «قدرات التنفيذ»، ومن ضمن أسس...
لقد اعتدنا في تاريخ القتال عبر العصور على وجود ٣ ساحات للقتال فإما على الأرض أو في البحر أو في السماء، ما أوجد الأسلحة المقاتلة المعروفة لدينا بالقوات البرية والبحرية والجوية، ولقد تطورت الأمور في...
إن السباق الانتخابي الجاري حالياً في الولايات المتحدة الأميركية بين المرشح الجمهوري اليميني المتطرف دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون ستبدأ مراحله الأخيرة هذه الأيام، ولربما تكون أبرز علامات هذه المرحلة والتي تستمر لشهرين حتى يوم...
كانت صور الطفل عمران، كسابقاتها من صور القتل والدمار من حلب وشقيقاتها التي انتهك إنسانيتها النظام السوري المجرم، قد وضعت علامة جديدة على درب حرب الإبادة في بلاد الشام، علامة يظنها البعض فارقة وبخاصة بعد...
لقد قامت مؤسسات بحثية عالمية وجامعات مؤخراً بالنظر إلى مكافحة خطر داعش من خلال منظور تهديد دولة الخلافة على حد تعبيرهم، وأن وجود دولة «إرهابية» مسيطرة على مصادر دخل مثل النفط والضرائب، وباسطة «سيادتها» على...
في مقال لي منذ عدة سنوات وفي زمن «الريس مبارك» كتبت بأن الجامعة العربية أصبحت عبئاً على ذهن وضمير المواطن العربي السويّ وإن إصلاح الجامعة العربية هو السبيل الوحيد لإنقاذ هذه المنظمة وإلا ستستمر هذه...
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مستندات يدعي ناشرها أنها مستندات رسمية لدى جهات التحقيق بالدولة، وللأسف فلقد قام آخرون بإعادة النشر دون اهتمام أو مراعاة للقانون أو سمعة الوطن، نعم للأسف يوجد منا من هم...
لقد صدم العالم مؤخراً بالقرار الجريء الذي اتخذه شعب المملكة المتحدة من خلال أكبر استفتاء في تاريخ بريطانيا العظمى بالخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي بشكل كامل وإلى الأبد في طلاق كاثوليكي لم تشهد بريطانيا طلاقاً...
في عالم السياسة الأميركية يوصف الرئيس الأميركي في شهوره الأخيرة بـ «البطة العرجاء» lame duck كناية عن عجزه عن التأثير في السياسات الهامة الأميركية والمبنية على المصالح المتبادلة لكونه في طريقه نحو بوابات البيت الأبيض...
استحوذ انتشار مقطع فيديو مصور لضباط أميركيين يتصرفون بشكل غير لائق أمام علم دولة قطر في معسكرهم، على اهتمام العالم في الأيام الماضية، وبالمقابل فإن ردة الفعل الوطنية كما أشار الأخ رئيس تحرير العرب في...