alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

4 يوليو استقلال أميركا واحتلالنا!

04 يوليو 2013 , 12:00ص

بالأمس مرت مصر العظمى بأحلك أيامها منذ سبعة آلاف سنة. فلم يختر الشعب رئيساً من قبل، وأمس كان يعبئ ضد بعضه، باحتقان لا مسبوق ضد ومع الشرعية على حد سواء، ومنهم من هو ضد نسبتهم تقل عن نصف عدد المقترعين للانتخابات الرئاسية. ومن هم مع نسبتهم تزيد عن نصف الذين توجهوا لصناديق الاقتراع واختاروا الرئيس الدكتور محمد مرسي ممثلاً لهم، ومن ثمة تأهل كرئيس شرعي دستوري وقانوني لمصر، وهو الرئيس الأول المختار بإرادة الشعب واختياره الحر، ولم يأت فوق ظهر دبابة عسكر، أو بإملاءات لفرض التصويت مع فئة ما كما عهد الحزب الوطني. بالأمس وحتى كتابة هذا المقال، مرسي ما زال رئيساً متمسكاً بشرعيته رغم مؤشرات الانقلاب العسكري ضده. لقد اتخذ منهج الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه وأرضاه بالتمسك في أحقيته بالحكم، بينما الليبرالية والعلمانية وأموال الخليج والفلول والعسكر طالبوه الاقتداء بسيد شباب الجنة الإمام الحسن بن علي والتنازل عن الحكم حقناً لدماء المسلمين ودرءًا للفتنة، مع فارق التشبيه الكبير ولكننا نضرب مثلاً على منهجيتي السلمية والثورية ومشروعية كلاهما كاجتهادين في مسلك الحكم، ولكن الهوى وما أدراك ما الهوى، فكيف إن خلع الإنصاف وارتدى الظلم! بالأمس انقسم المصريون بل العالم، فمصر شأن عالمي لا خاص بالمصريين فقط إلى «حسنيين وحسينيين» والمضحك المبكي أن نفس ذاك الذي يطالب مرسي بالمنهج الحسني في مصر بالتنازل عن الحكم ومع جزء معارض من الشعب المصري، يدعم المنهج الحسيني لبشار وحزب الشيطان ومن يقفون ضد حق أكثرية من الشعب السوري، هم لا يقفون مع ثورة معارضة مصر المستحقة الشريفة، بل مع فلول النظام البائد المباركي وأتباعه، والمناهضين من دول الخليج التي دعمت كل تحرك ضد الصناديق، وأصابت دم المصريين. هذا التناقض المصلحي لم يأت من فراغ بالنسبة لثلة من الأتباع العجزة عن التفكير القويم بلا جهاز تحكم يعمل من بعيد في الولايات المتحدة الأميركية ويرسل إشاراته من واشنطن العاصمة! هكذا كانت مصر أمس. أما اليوم فهو الرابع من يوليو، الموافق لذكرى يوم الاستقلال لأميركا، فهل يمكننا أن نطلق عليه أيضاً أن ذكرى أخرى وهي بداية احتلال أميركا للعالم؟! والسؤال هذا ليس نابعاً من فوبيا نظرية المؤامرة أو التباكي على الحال المزري لبقية العالم، ولكنه استفسار عن واقع نعيشه وحقيقة ثابتة أن أميركا دائماً تعيش على الأنقاض، أنقاض شعب ما وحق ما، الفرق أنها كانت في السابق تحيل الشعوب إلى بقايا وأشلاء بقوة السلاح الآن تدلس الحق لصالحها بالقوة الناعمة. كذلك استطاعت عبر إبادة الشعب الأميركي الأصلي «الهنود الحمر» ببناء دولتها على لحم وعظم الآخر، وتدعو الجميع اليوم عن التعايش مع الآخر، واحترام الآخر، وتقبل التعدديات في الدولة الحديثة، وتمارس دور الشرطي الجيد في توجيه سير الديمقراطيات الناشئة، وهي أصلاً لم تفهم استقلالاً ودولة بلا إقصاء الآخر الموجود قبلها، ضاق المكان عليها بسبب شعب يعيش على الأرض الأميركية وعجزت عن التعايش مع عاداته وتقاليده وطقوسه واستخدمت القوة لإزالته من طريق دولتها، وهي الضامن للوجود الإسرائيلي عبر دعواها المعروفة أعلاه! إعلان الاستقلال الأميركي الذي يراه أتباعها بين ظهرانينا أنموذجا للحرية والعدالة والمساواة والحياة الحقيقية، هو كذلك على مقابر جماعية لأمم سابقة، ولكنها تعلمت الدرس من محاولتها الناجحة لإلغاء شعب كامل لتؤسس شعبها الجديد على التعددية والقبول، ولما بدأت بناء ولاياتها العظمى ظنت أن التاريخ يمكن محوه مثل البشر والشجر والحجر، كما حدث في هيروشيما! التاريخ موجود. ولم يُمح، ولكن الناس لا تقرأ إلا ما تضعه أميركا على شاشاتهم، واليوم يتكرر ولكن بالقوة الجديدة، بالتكتلات السياسية العالمية على شكل هيئات ومجالس ومنظمات دولية، والإعلام الموجه الإخباري وغير الموجه بالأفلام والمسلسلات والبرامج الحوارية والواقعية، والمراكز البحثية ومراكز الدراسات واستطلاع الرأي التي تتبناها وتمولها وتعطي لأصحابها مكانة وتقربهم إليها عبر سفاراتها ومكاتبها الإعلامية والتجارية والثقافية وكله تحت مسمى «تبادل» سواء ثقافي أو تجاري أو إعلامي، بالإضافة للمؤسسات التعليمية وهذه أكبر مراكز للتغريب الممنهج المبرمج والناجح وطويل الأمد. في عام 2001 تم اختياري للمشاركة في برنامج تبادل الزائرين من حول العالم وبتكفل مادي باذخ تام من أميركا للانضمام لبرامج تدريبية في خمس ولايات أميركية مختلفة الثقافات وحتى يشكل العضو فكرة عن الشعب الأميركي المتعدد، والذي يقبل الاختلاف ويساند المختلفين عنه، ولكنها لم تشر إلى أنه يسحق المختلفين معه أيضاً! وسبحان الله كيف يمكرون ويمكر الله عليهم. فمنذ ذاك اتضحت لي صورة أميركا البشعة، بدأت تتضح ملامحها التي كنت أغطيها بحب مسلسل «دالاس» لأثرياء النفط و «فريندز» لقصص الحب، وغيرهم مما كنا نظنه أميركا. وعبر برامج التبادل الثقافي «الاستخباراتي» الهادف كقوة ناعمة لغسل مخ مسلمين ملتزمين، وأعني يختارونهم شكلاً بحجاب ولحية، ليكونوا ذيولاً لهم عند الحاجة، وفلولاً في أوطانهم وضد دينهم! حتى إن عجز احتلالها للعالم بالقوة الخشنة، ستجد من جندت منهم المئات بجامعاتها ومعاهدها، ويكفي أن تستمع لأي مبتعث لتفهم ماذا أقول. فالولايات المتحدة الأميركية تفهم التحول من قوة حرب إلى غزو العقل، وتعلم جيداً ماذا يعني أن يتحول الجهاد إلى حالة عامة عند المسلمين، كما هي عقيدة اليابانيين الذين هاجموا بيرل هاربر «الموت في سبيل الوطن» فالمسلم يموت في سبيل الله، أما أمتهم فتهرب من الموت هروب المسلم من الحياة لذلك تجنبته. وما الحرب الباردة إلا إحدى تلك القوى الناعمة ببعض الخشونة المخفية بالتجسس والاستطلاع الصحافي السري واستخدام الدعارة والفضائح الجنسية للابتزاز والضغط على الدول لفرض أجندتها رغماً عن أي منطق وحق واستقلال وسيادة! اليوم المشاهد السياسية في الشرق الأوسط، من فلسطين، إلى سوريا، إلى مصر، إلى ليبيا، إلى تونس، إلى الجزائر قبلاً، إلى الخليج، ماذا أعد وكيف أحصي؟! كل العالم يرزح تحت جملة (صرح البيت الأبيض) أو (قال الرئيس الأميركي) ليبدأ هو بالتفكير في الخطوة المقبلة! لم تعد حتى عقول إدارات تلك الدول قادرة على الإنتاج بلا أرضية أساسية هي التصريحات الأميركية، أأكثر من ذلك مأساة واحتلال واستعباد؟! ومصر الحبيبة وأنا أكتب لكم في الساعة الثامنة وخمس عشرة دقيقة مساء الأربعاء الثالث من يوليو، ما زالت بلا قرار سيادي وبلا وضوح لمستقبلها، وأميركا ستحتفل بعد ساعات بذكرى حريتها واستعبادنا، أفهمتم؟!

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...